اهتم الطب القديم بالحجامة لأهميتها في طرد الدم الفاسد المشبع بالشوائب والأمراض التي كانوا لا يعرفون ماهيتها ولا سببها، وعادةً يتراكم هذا الدم في المناطق التي لا يستطيع الدم الوصول إليها بسهولة، ولهذا السبب لجأ السابقون للحجامة لأنها تعمل على التخلص من الدم وتسهل عملية إنتاج دم جديد يسهل عليه التدفق لهذه المناطق بسهولة، لذا سنسعى في هذا المقال لتقديم كل ما تحتاج إلى معرفته عن الحجامة.
ما هي الحجامة
تعرف الحجامة بأنها العلاج عن طريق امتصاص وتسريب الدم، عبر تشريط الجلد وإحداث فتحات دقيقة به أو باستعمال كؤوس الهواء فقط. دون تسريب الدم، وقد حث عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أنواع الحجامة
- حجامة جافة
- حجامة رطبة
- حجامة انزلاقية
طريقة عمل الحجامة الجافة
يستخدم في هذا النوع من الحجامة كؤوس توضع بعد تفريغ الهواء منها على مناطق محددة من الجسم من 3 إلى 5 دقائق، ولا يُشرط موقع الكأس على الجلد، ولا يتم فيها تسريب الدم، ويفيد هذا النوع بنقل الأخلاط من موقع الآلام إلى سطح الجلد لتخفيف الألم بشكل ملحوظ، ويستخدم هذا النوع على نطاق واسع في الطب الصيني.
طريقة عمل الحجامة الرطبة
وهذا النوع يستخدم فيه تشريط الجلد بمشرط مخصص لذلك، وبعدها يتم وضع الكأس على الجلد، وتفريغ الهواء الموجود داخل هذا الكأس عن طريق فتحة موجودة أعلى الكأس، ثم يخرج الدم الفاسد من خلال الشعيرات الدموية والأوردة الموجودة تحت الجلد، ويسمى هذا النوع أيضا بالحجامة الدامية.
طريقة عمل الحجامة الانزلاقية
هذا النوع عبارة عن انزلاق كأس الحجامة على الجلد باستخدام زيوت معينة مثل (زيت الزيتون، زيت الكافور المخفف، زيت النعناع)، حيث إنه بعد وضع الكأس على الجلد يقوم المحجم بتحريكه بطريقة معينة لتجميع الدم في مكان معين بالجلد، وهذا النوع يعرف باسم الحجامة التدليكية، وهى مفيدة في أمراض العضلات مثل الشد العضلي والتيبس.
أدوات الحجامة
- المشارط للحجامة الرطبة أو الدامية.
- كؤوس الهواء.
- معقمات طبية.
- زيوت طبيعية للحجامة الانزلاقية.
أوقات الحجامة
ورد في أوقات الحجامة المستحبة أو المنهي عنها أحاديث عدة، إلا أن أكثر الأئمة قد نصوا على تضعيف هذه الأحاديث، وأنه لم يثبت منها شيء عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال الحافظ ابن حجر في شرح قول الإمام البخاري “باب في أي ساعة يحتجم، واحتجم أبو موسى ليلا”: “وورد في الأوقات اللائقة بالحجامة أحاديث ليس فيها شيء على شرطه، فكأنه أشار إلى أنها تصنع عند الاحتياج، ولا تتقيد بوقت دون وقت، لأنه ذكر الاحتجام ليلا”.
إلا أن كثيرا من أهل العلم استحب عمل الحجامة في أيام السابع عشر، والتاسع عشر، والحادي والعشرين من الشهر القمري، قال أبو زرعة: أجود شيء فيه حديث أنس: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجمون لسبع عشرة، ولتسع عشرة، وإحدى وعشرين).
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله بعد أن أورد أحاديث الحجامة في السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين:
“وهذه الأحاديث موافقة لما أجمع عليه الأطباء أن الحجامة في النصف الثاني وما يليه من الربع الثالث من أرباعه أنفع من أوله وآخره”، وإذا استعملت عند الحاجة إليها نفعت أي وقت كان من أول الشهر وآخره، وأما بالنسبة لاختيار أيام معينة من الأسبوع للحجامة فلم يثبت شيء من ذلك من الناحية الطبية، وإن كان قد ورد عن بعض الصحابة شيء من ذلك، وقد ثبت عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان يتوقى الحجامة يومي السبت والأربعاء.
العلاج بالحجامة
علاج النقرس بالحجامة
ذكرت دراسة طبية أجريت على 34 مريضا بالنقرس ونشرت عام 2010 في صحيفة الطب الصيني التراثي، أن العلاج بالحجامة بالإضافة إلى بعض العلاجات العشبية التي تؤثر على حمض اليوريك الزائد في الدم، أثبتت فاعلية في العلاج حيث تم علاج 21 حالة، بينما تحسنت 13 حالة بشكل كبير ومرضٍ للباحثين والقائمين على الدراسة.
علاج العصب الخامس بالحجامة
الحجامة هي إحدى الوسائل العلاجية الفعالة والقوية للطب البديل، لذا يلجأ إليها الكثير من المرضى لأنها تعطي نتائج إيجابية تؤدي إلى التخلص بشكل تام من آلام العصب الخامس.
علاج دوالي الخصية بالحجامة
تعد الحجامة من أنجع العلاجات لمرض دوالى الخصية، ويمكنها _بإذن الله_ أن تغنيك عن العمليات الجراحية، إذ إنه من المعلوم أن الدم يصل إلى الخصية من الأوردة أعلى الفخذ، وتؤدي الحجامة في هذه المنطقة إلى سحب الدم من الدوالي الموجودة بالخصية فلا تتضخم، كما تعمل على توصيل الدم إلى جدران الأوردة الضعيفة فتقوم بتقويتها.
علاج الغضروف بالحجامة
تستخدم الحجامة في علاج الانزلاق الغضروفي حيث تقوم بتنشيط الدورة الدموية في منطقة الغضروف الأمر الذي يؤدي إلى التقليل من التقلص العضلي، وتخفيف الالتهاب والألم في المنطقة المصابة.
علاج عرق النسا بالحجامة
أوصى كثير من الباحثين باستخدام الحجامة كعلاج طبيعي فعال للتخلص من الألم والالتهابات المصاحبة لعرق النسا وأعراضه، وينصح بالحجامة كحل نهائي قبل اللجوء للجراحة.
فوائد الحجامة
هناك العديد من الفوائد التي يحملها هذا النوع من العلاج البديل، وقد بات محقق النتائج بالرغم من أن بعض الأطباء لا يعترفون به كعلاج، إلا أن التجربة أثبتت نجاحه في العديد من المجالات مثل:
فوائد الحجامة للأعصاب
تعمل الحجامة أولا على استثارة نهايات الأعصاب الحسية في الجلد الأمر الذي يؤدى إلى التقليل من الإحساس بالألم، حيث تنشغل مسارات الأعصاب الناقلة للألم بالحجامة وهو المثير الأقل ألما، وحينها لا يصل الألم الأساسي إلى المخ، كما تعمل الحجامة على تنظيم الإشارات وزيادة سرعة التوصيل للأعصاب الخارجة من الحبل الشوكي، والتي تغذى جميع أعضاء الجسم فتنظم عمل هذه الأعضاء.
فوائد الحجامة للمدخن
تعمل الحجامة على تنقية الدم من المواد السامة وكذلك من الترسبات العالقة في الدم نتيجة التدخين٬ وخاصة مادتي الأمونيا والنيكوتين٬ ومن المعلوم أنه عند تصفية الدم يتم انتقاله بشكل ممتاز في الجسم٬ ما يعني وصول الغذاء والأوكسجين بشكل أفضل إلى جميع أنحاء الجسم٬ الأمر الذي ينتج عنه أيضا تحسين الوظائف الخاصة بجهاز المناعة في الجسم.
فوائد الحجامة في الرأس
تقوم الحجامة بتنشيط الدورة الدموية وتخفيف الضغط على الأعصاب كما تعيد تدفق الدماء في الشرايين بطريقة سليمة، وتعالج الحجامة ضمور الخلايا في المخ عبر تنشيطها، كما تنشط الأعصاب السمعية ما يساعد على علاج ضعف السمع، وتعالج الحجامة تساقط الشعر ومرض الثعلبة حيث يؤدي التخلص من الدم الفاسد إلى وصول الغذاء بشكل كاف إلى بصيلات الشعر فتقوم بتنشيطها، بالإضافة إلى أن الحجامة علاج فعال للصداع النصفي والكلي.
فوائد الحجامة للغضروف
تعمل الحجامة بشكل فعال على تنشيط الدورة الدموية في منطقة الغضروف المصابة؛ ما يؤدي إلى الحد من التقلص العضلي، ووصول الدم بشكل جيد لجذور الأعصاب المضغوط عليها، كما تعمل على التخلص من المواد المسببة للالتهاب والإحساس بالألم كمادة البروستاجلاندين، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل الشعور بالألم والحد من الالتهاب.
فوائد الحجامة للظهر
من فوائد الحجامة المتعلقة بآلام الظهر تنشيط الدورة الدموية في الأوردة وتسليك انسداد الشرايين والعقد اللمفاوية، كما تقوم بشفط السموم والتجمعات الدموية الكائنة بين طبقات الجلد والعضلات والتخلص منها، بالإضافة إلى زيادة إفرازات الهرمونات التي تعزز من قوة الظهر وخاصة في الفقرات العنقية، كما تخفف الحجامة الألم في الفقرات القطنية والضغط على الأعصاب وآلام الديسك وعرق النسا.
فوائد الحجامة للركبة
تعتبر الحجامة من أهم الطرق الفعالة والمجربة للتخلص من آلام خشونة الركبة، حيث يؤدي تنشيط الدورة الدموية إلى تدعيم وصول الغذاء اللازم إلى المفاصل، كما أكد عدد كبير من أطباء العلاج الطبيعي إمكانية التخلص من خشونة الركبة عن طريق الحجامة، إلا أن الأمر يعتمد ابتداء على حالة الإصابة ونوعها ودرجة شدتها، لذا ينصح بإجرائها عن طريق المختصين.
فوائد الحجامة للنساء
الحجامة من العلاجات التي لا غنى عنها للنساء والرجال على السواء، إذ تعمل على علاج مشكلة الروماتيزم عند النساء، والحد من آلام الرقبة والكتف والمفاصل، والتخلص من مشكلة تنميل اليدين والقدمين، والقضاء على الخمول والكسل والشعور العام بالتعب والإرهاق والصداع واضطرابات النوم، كما أثبتت بعض الدراسات قدرة الحجامة على تخفيف آلام سرطان عنق الرحم، وعلاج اضطرابات الدورة الشهرية، بالإضافة إلى علاج مشكلات تكيس المبايض وضعف التبويض.
فوائد الحجامة للرجال
إضافة إلى ما سبق ذكره من فوائد عامة للحجامة فإنها تعمل على تقوية وتحسين العملية الجنسية، كما يؤدي تدفق الدم بشكل جيد إلى شعيرات الجسم إلى تحسين عملية نمو الشعر ومحاربة الصلع، وتؤدي إلى التخلص من السموم المترسبة في الجسم خاصة عند المدخنين، كما تمنح الحجامة العضلات القوة والنشاط، وتساعد على التخلص من مشكلات الشد العضلي عند الرياضيين.
فوائد أخرى للحجامة
تفيد الحجامة في علاج الكثير من الأمراض كالشلل الحركي والسكري والشرايين والكلى وبعض أمراض القلب، كما تقضي على مشكلات ارتفاع ضغط الدم، وتحسين نسبة الكولسترول والدهون في الجسم، وتعزز الحجامة من قدرة جهاز المناعة بالإنسان، بالإضافة إلى تحفيز وتنشيط الغدد النخامية.
أضرار الحجامة
يرفض فريق من العلماء والباحثين العلاج بالحجامة ويرون أنها تسبب العديد من الأضرار، إذ يرون أنها تلعب دورا أساسيا في نقل العدوى المتعلقة ببعض أمراض الدم، كما يرونها مناخا مهيأ لانتقال الفيروسات والميكروبات، وانتشار الأمراض بسهولة.
وهذا أمر قد يحدث نتيجة التساهل في مسألة تعقيم الأدوات المستخدمة ونظافتها وصلاحيتها الطبية، كما يجب مراعاة بعض الموانع الصحية التي تمنع المريض من عمل الحجامة، حيث تمنع الحجامة عن الذين يعانون من فقر الدم، والمتبرع حديثا بالدم، كما يمنع العلاج بالحجامة لمرضى الكبد والكلى والأورام السرطانية، وعلى من قام بزرع جهاز منظم لضربات القلب، بالإضافة إلى المصابين بالحمى ونزلات البرد، وأثناء فترة الحيض، كما تمنع الحجامة عن الحامل والمرضع.