جاء الانتشار المستمر والمخيف لوباء أو فيروس كورونا الخطير حول العالم، ليدفع الجميع إلى البحث عن حلول قد تقلل من احتمالية الإصابة بالفيروس أو تعرض الآخرين للعدوى، ومن بينها على ما يبدو الحجر الصحي، الذي يمكن إقامته في المنزل إن استدعى الأمر، وتحديدا بالنسبة للعائدين من بلاد انتشر فيها الفيروس، فكيف يحدث ذلك؟
الحجر الصحي
يعرف الحجر الصحي بشكل عام، بأنه ذلك المكان الذي يحتضن المصابين بالأمراض والفيروسات المعدية الخطيرة أو حتى المشكوك في إصابتهم، بحيث يبقون في حالة من الانعزال والمتابعة الطبية، لمدة زمنية تتحدد وفقا لكل حالة.
يؤكد خبراء الصحة ضرورة بقاء العائدين من دول تنتشر فيها حالات الإصابة بفيروس كورونا، بداخل الحجر الصحي الآمن الذي يوفر لهم في حالة المعاناة من الوباء المتفشي العلاجات الممكنة، كما يحول دون انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين، ولكن ماذا عن إقامة الحجر الصحي المناسب للشخص بداخل المنزل حتى ظهور نتائج التحاليل؟ هذا ما نجيب عنه الآن.
الحجر الصحي في المنزل
في البداية، ينصح الخبراء والمتخصصون بالبقاء بداخل هذا الحجر الصحي المنزلي لفترة لا تقل عن 14 يوما، حيث يفترض بالشخص الانعزال بداخل إحدى غرف المنزل طوال تلك المدة، من دون الخروج إلى العمل أو إلى أي من أماكن الدراسة، انتظارا لظهور النتائج التي تكشف عن حقيقة الإصابة بالوباء من عدمها، فيما توضح كذلك خطة علاج فيروس كورونا.
يحتاج الأمر أيضا عدم الخروج للمنزل من أجل شراء الطعام، بل يجب أن يتوفر ذلك بواسطة أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء، مع ضرورة البقاء في الغرفة منفردا دون مرافقة أي شخص آخر، فيما يفضل أن يملك الشخص الخاضع للحجر الصحي حماما خاصا به، وإلا فعليه أن يحرص على تنظيفه في كل مرة بعد استخدامه، لضمان عدم إصابة الآخرين بالعدوى.
على الجانب الآخر، ينصح الأشخاص المحيطون بمن يخضع إلى نظام الحجر الصحي، بعدم التواجد معه في نفس الغرفة، وكذلك بغسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية في كل مرة يحدث فيها تلامس مع الأشياء التي سبق وأن استخدمها، فيما يحذر دون شك من استعمال المناشف أو الأكواب أو الأطباق الخاصة به تحت أي ظرف.
محظورات إضافية
في وقت يمكن لبقية أفراد الأسرة البقاء في المنزل، رغم تواجد فرد آخر بداخل الحجر الصحي المنزلي الخاص به، فإنه يحذر من استقبال الزائرين خلال تلك المرحلة الصعبة، حماية لهم ولبقية أفراد الأسرة أيضا.
كذلك يحذر في تلك المرحلة من بقاء الحيوانات الأليفة بداخل المنزل، حيث ينصح بإبقائهم بداخل الأماكن المخصصة لهم ولو بشكل مؤقت، أما في حالة صعوبة اللجوء لذلك الحل، فالأفضل أن نحرص على التعقيم وغسل اليدين بالماء والصابون كلما حدث تلامس مع تلك الحيوانات الأليفة، على الأقل من أجل الوقاية من أمراض وأشكال عدوى أخرى مثل السالمونيلا.
أما عن مخلفات الشخص الخاضع إلى الحجر الصحي، فعليه ألا يتخلص منها بل يضعها بداخل عدد من الأكياس، بحيث يتم التخلص منها بواسطة الخبراء في حال إصابته بالوباء أو فيروس كورونا، مع الوضع في الاعتبار أن الكمامات وأقنعة الوجه ضرورية للأشخاص القادمين من أماكن انتشار الفيروسات، أو للعاملين في مجال الصحة من الذين يتعاملون بصفة شبه مستمرة مع مصابين بالأمراض والأوبئة الخطيرة.
نصائح للحالة النفسية
يرى خبراء الصحة أنه من الضروري ألا يتجاهل الشخص الخاضع للحجر الصحي، أهمية تمتعه بالحالة النفسية الجيدة خلال تلك الفترة، رغم صعوبة تلك المرحلة التي تتطلب انعزالا تاما عن البشر الآخرين.
من هنا ينصح الشخص بالاستعداد للحجر الصحي المستمر لمدة أسبوعين تقريبا، عبر إحضار بعض الكتب والألعاب التي يمكنه ممارستها من داخل الغرفة، مع أهمية تواجد أكلات سهلة التحضير بالقرب منه، كي لا يشعر بصعوبة الوضع أكثر.
أيضا يمكن للشخص الخاضع إلى نظام الحجر الصحي أن يعتمد على وسائل التكنولوجيا المختلفة من أجل التواصل مع الآخرين، حتى يضمن عدم إصابتهم بالأزمة الصحية في حال معاناته منها.
في النهاية، هي واحدة من الفترات الصعبة التي يعيشها العالم بأسره، لكنها قد تصبح أكثر سهولة وأقل تعقيدا، عبر اتباع العائدين من دول انتشار فيروس كورونا لتعليمات منظمات الصحة العالمية، ومن خلال الخضوع إلى الحجر الصحي، ولو كان حتى بين جدران المنزل.