يدرك الجميع أهمية النوم لصحة الإنسان، حيث لا يعد أحد الأنشطة التي يمكن القيام بها أو الاستغناء عنها حسب الرغبة، كالرياضة أو التأمل، بل هو ضرورة قصوى بدرجة لم يتخيلها أغلب العلماء حتى، والذين قللوا من مخاطر الحرمان من النوم وفقا لخبراء متخصصين.
الحرمان من النوم
أجرى معمل النوم والتعلم في جامعة ميشيجان الأمريكية، دراسة تفصيلية عن النوم، حيث بحث خلالها الخبراء عن درجة تأثير الحرمان أو قلة النوم على صحة الإنسان، ليتوصلوا لنتائج يبدو أنها تكشف عن نظرة غير منطقية لمخاطر الحرمان من النوم ولو ليوم واحد.
تبين للباحثين من الجامعة الأمريكية أن قيام المرء بنشاطات مختلفة مع الحرمان من النوم، من شأنه أن يؤدي لارتكاب أخطاء فادحة خلال يومه دون أن يدري، تبدأ من القيام بأخطاء عادية في العمل، لكنها قد تصل إلى الوقوع ضحية لحادث أليم في حال قيادة السيارة أو العمل كطبيب يقوم بإجراء العمليات الجراحية.
يقول مايكل ستيفن، وهو الباحث المسؤول عن الدراسة الأخيرة: “اكتشفنا من خلال الدراسة البحثية التفصيلية أن فرص ارتكاب الأخطاء عند المعاناة من الحرمان من النوم، ترتفع إلى الضعف بالمقارنة بالأوقات الأخرى التي يحصل خلالها الإنسان على ساعات النوم المثالية، فيما يمكن لتلك الأخطاء أن تتجاوز الحد الطبيعي، عندما يكون المخطئ جالسا خلف مقود السيارة مثلا”.
الدراسة
اعتمد باحثو جامعة ميشيجان الأمريكية، على نحو 138 متطوعا، حيث ظل منهم 77 شخصا في معمل الجامعة ظلوا طوال الليل دون نوم، فيما عادت المجموعة المتبقية للمنزل للنوم بصورة طبيعية، قبل أن يعود الفريقان ليقوما ببعض الأعمال التي تتطلب بعضا من الجهد الذهني.
لاحظ الباحثون مع القيام بالدراسة أن أخطاء الأشخاص الذين لم يناموا طوال الليل، تجاوزت ضعف الأخطاء التي ارتكبها الفريق الآخر، على الرغم من ثقة أعضاء الفريق نفسه بأنهم لم يرتكبوا أخطاء، ما يكشف عن احتمالية القيام بأزمات كبرى دون إدراك ذلك مع الحرمان من النوم ولو لليلة واحدة فقط.
يعود مايكل ستيفن من جامعة ميشيجان ليعقب على تلك النتائج: “من الوارد أن ينجح الإنسان في القيام بأعمال روتينية مع الحرمان من النوم، إلا أن النجاح في أداء مهمة متعددة الخطوات يبدو مستحيلا وفقا لدراستنا”، ما يكشف عن مخاطر قصيرة الأجل سببا الرئيسي بالحرمان من النوم، بعيدا عن المخاطر الأخرى طويلة المدى.