هل يمكن أن تصل درجة مراعاة المشاعر والإنسانية لدي أي رئيس جمهوية بالعالم، إلى أن يسير بنفسه ودون حراسة وفي وسط مخاطر محتدمة، لإنقاذ حيوانات أليفة عالقة وسط كارثة ما؟
هذ ما اعتقده البعض بالفعل، بعد انتشار صورة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وهو يسير وسط شوارع الولايات المتحدة الغارقة في المياه، بفعل إعصار هارفي العنيف، الذي ضرب البلاد هناك مؤخرا، وهو يحمل قططا صغيرة تمكن من إنقاذها بنفسه من الغرق، وهو الأمر شديد البعد عن الحقيقة، وعن المنطق أيضا.
فوتوشوب
فالواقع يؤكد أن تلك الصورة تم تعديلها بواسطة برنامج الفوتوشوب، لتتناسب مع رئيس الولايات المتحدة، حيث تم وضع رأسه بحرفية شديدة على جسم شخص آخر تم الكشف عنه لاحقا، ليظهر ترامب وكأنه رجل خارق لا يأبه للمخاطر المحيطة به، بقدر ما يهتم بإنقاذ الجميع في بلاده، بمن فيهم القطط والحيوانات الأليفة.
الصورة الحقيقية
تعود الصورة الحقيقية لرجل يدعى براندون سميث، قام بالفعل بإنقاذ قططه الخاصة من الغرق، ولكن ليس كما اعتقد البعض خلال إعصار هارفي، بل كان ذلك في عام 2008، في مدينة سيدار رابيدز، الواقعة في ولاية آيوا الأمريكية، أثناء الفيضان الكارثي الذي أغرق أمريكا حينها بالمياه، في كارثة إنسانية ألهبت المشاعر في ذلك الوقت.
وقد التقطت تلك الصورة بواسطة مصور فرنسي يدعى هاري بومرت، حيث أخذت حيزا كبير من الاهتمام عند المتابعين، الذين لم يهدأ بالهم إلا بعد أن اطمأنوا لصحة براندون وقططه أيضا حينها.
ليست المرة الأولى
الجدير بالذكر، أن تلك المرة ليست الأولى فيما يتعلق بتركيب وفبركة الصور الخاصة بإعصار هارفي، وإلصاقها برئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، إذ تم فبركة صورة له وهو يركب أحد مراكب الإنقاذ وسط مياه الإعصار، مع بداية حدوثه في شهر أغسطس الماضي، في واحدة من الوقائع المثيرة للجدل سواء في الولايات المتحدة الأمريكية، أو في مكان آخر بالعالم.