قد تتأثر وينفطر قلبك حين تعلم أن غلاما قد تمت تربيته خارج بيته، لأنه مهما بلغ الاهتمام به لا بد أن يكون هناك تقصير بنسبة ما، فكيف لو عرفت أن هناك بويضة مخصبة تُتم مراحلها خارج الرحم؟! نعم، حُق لك أن تندهش، فتعال نتحسس سر الحمل خارج الرحم.
وصف هذا الحمل
عادة ما يبدأ الحمل ببويضة مخصبة، حيث تلتصق البويضة الملقحة ببطانة الرحم، لكن أحيانا يحدث الحمل خارج الرحم ويسمى بالحمل المنتبذ، وذلك حينما تنمو البويضة الملقحة خارج التجويف الرئيسي للرحم وتبلغ نسبة حدوثه 2% من حالات الحمل.
غالبا ما يكون الحمل خارج الرحم في قناة فالوب التي تنقل البويضات من المبيضين إلى الرحم، وهو ما يسمى بالحمل الأنبوبي. في بعض الأحيان، يحدث الحمل خارج الرحم في مناطق أخرى مثل المبيض أو عنق الرحم أو تجويف البطن.
هذا النوع من الحمل لا يمكن أن يستمر بشكل طبيعي، وذلك لأن البويضة المخصبة لا تستطيع البقاء على قيد الحياة في هذه الظروف، وقد تتسبب الأنسجة التي تنمو في حدوث نزيف يهدد حياة الأم إذا تركت دون علاج.
الأسباب
يعتبر الحمل البوقي أكثر أنواع الحمل المنتبذ شيوعا، ويحدث عندما تعلق البويضة المخصبة في طريقها إلى الرحم، وذلك قد يكون بسبب تلف أو التهاب أو تشوه في قناة فالوب، أو يكون بسبب الاختلالات الهرمونية أو التطور غير الطبيعي للبويضة الملقحة.
هذه الاختلالات والتشوهات قد تحدث لأسباب عديدة منها:
- العدوى (بعض الالتهابات التي يتم تناقلها من خلال الاتصال الجنسي).
- علاجات الخصوبة.
- جراحة سابقة في قناة فالوب.
- وجود جهاز تحديد النسل.
- التدخين.
الأعراض
في بداية مراحل الحمل خارج الرحم سيبدو الأمر طبيعيا وستظهر النتيجة إيجابية في اختبار الحمل، ولكن ذلك لن يستمر طويلا، مع نمو البويضة في مكان وظروف غير مناسبة فإن الأمر يتطور وتظهر العلامات والأعراض بشكل واضح، وإذا استمرت البويضة في النمو داخل قناة فالوب، فإنها قد تتسبب في تمزق الأنبوب، وفي الحالات الخطرة قد تنفجر قناة فالوب ويمكن أن يؤدي الأنبوب الممزق إلى نزيف يهدد حياة الأم.
وغالبًا ما تكون الأعراض الظاهرة للحمل خارج الرحم هي:
- نزيف مهبلي.
- آلام في البطن والرحم.
- ألم في الحوض.
- ألم في الكتف.
التشخيص
يتولى الطبيب تحديد الطريقة التي يقوم بها بتشخيص الحمل المنتبذ، وغالبًا ما تكون إحدى الطرق التالية:
- فحص التصوير بالموجات الصوتية Ultrasound.
- فحص الهرمونات.
كيفية العلاج
لا يمكن تجنب حدوث حمل خارج الرحم بشكل مؤكد، ولكن في حالة حدوثه فيمكن تفادي حدوث مضاعفات. ويستخدم الأطباء طرقا مختلفة في محاولتهم إخراج البويضة من قناة فالوب حتى لا تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة قد تهدد حياة الأم.
وهناك طريقتان لتحقيق ذلك:
- استخدام الأدوية: ويتجه الأطباء لهذا الخيار في حالة عدم تمزق قناة فالوب الخاصة بالأم وإذا لم يكن الحمل بعيدا عن الرحم. تقوم الأدوية بوقف نمو الخلايا الخاصة بالبويضة ويمتصها الجسم بعد ذلك.
- الجراحة: بعض الحالات الأخرى قد تحتاج إلى جراحة، والجراحة الأكثر شيوعا هي جراحة تنظير البطن، وفيها يقوم طبيبك بعمل جروح صغيرة جدًا في أسفل البطن وإدخال أنبوب رفيع مرن يسمى منظار البطن يقوم بإزالة الحمل المنتبذ. وإذا كان أنبوب فالوب الخاص بالأم تالفا، فقد يضطر إلى إزالته أيضا بشكل كامل، أما إذا كان النزيف شديدا أو اشتبه الطبيب في تمزق قناة فالوب، فقد يقوم بإجراء جراحة طارئة بقطع أكبر، وهذا ما يسمى طبيًا Laparotomy.
ماذا بعد الحمل المنتبذ؟
حتى لو قمتِ بإجراء جراحة وتمت إزالة أحد البوقين بأكمله، فإن هناك فرصة للحمل مرة أخرى، يمكنك زيارة طبيبك ليحدد لك نسبة فرصة حدوث حمل آخر، حيث يقوم بتحديد إمكانية حدوث حمل سليم مرة أخرى حسب سبب الحمل خارج الرحم، فمثلا إن كان السبب مرضا معينا مثل السيلان، فإن معالجة المرض قد تزيد من نسبة حدوث حمل سليم وصحي بشكل كبير.
وقد يكون من الصعب عليك الحمل بشكل نموذجي بعد ذلك، لذا ينبغي أن تضعي في اعتبارك التحدث إلى طبيب الخصوبة، خاصة إذا أزيلت قناة فالوب، ويمكنك أيضا التحدث مع طبيبك حول مدة الانتظار الكافية قبل محاولة الحمل مرة أخرى للحفاظ على صحتك. ويقترح الكثير من خبراء صحة المرأة أن تمنح النساء اللاتي مررن بتجربة الحمل خارج الرحم وتخطينها بالأدوية أو بالجراحة أن يمنحن أنفسهن فترة ثلاثة أشهر على الأقل حتى يكون لدى أجسامهن وقت وفرصة للشفاء.
وعندما تقرري الحمل مرة أخرى ينبغي أن تحرصي على مراقبة التغيرات التي يمر بها جسمك، وأبلغي طبيبك بكل التفاصيل التي يحتاج لمعرفتها حتى يتمكن من تأكيد نمو طفلك في المكان المناسب.