كما أن هناك أطفالا ينتظرون اليوم الذي يلتحقون فيه بالحضانة أو المدرسة، توجد أيضًا أسر كثيرة تعاني من حالات الخوف عند الأطفال من المدرسة، وتكون الحياة قاسية جدًا عليهم حينما لا يتمتعون بالمعرفة الكافية بطرق التعامل في تلك الحالة، وهذا هو موضوعنا اليوم؛ سرد طرق هامة تدعم علاقة الطفل بعائلته من جانب وعلاقته بمدرسته ومعلميه من جانب آخر.
أسباب الخوف عند الأطفال من المدرسة
خوف الطفل من المدرسة كما جاء في علم النفس العيادي يسمى “رهاب المدرسة” ولكن ما هي الأسباب التي تدفع طفلًا لم يجرب بعد الاختلاط مع الآخرين للخوف لهذه الدرجة التي قد تصل به إلى مرضٍ نفسي؟ وتلك هي الأسباب التي تتعلق بالمنزل:
- عندما لا يرغب الطفل في الذهاب إلى مدرسته في المرحلة المبكرة للطفولة، هو في الحقيقة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالبيت والأسرة ويخشى التغيب عنهم.
- هناك احتمال وجود مشكلة نفسية لدى الطفل تتعلق بعدم قدرته على التعبير عن مشاعره وعواطفه تجاه الآخرين.
- القلق الشديد لديهم أن يصاب بالمرض إذا ما ذهب بعيدًا عن أسرته.
- عدم الرغبة في تغيير نمط حياته الذي اعتاد عليه، وهو الاستيقاظ حسب الرغبة واللعب واللهو في المنزل بين إخوته.
- عدم رغبته في الانصياع لأوامر المعلم في المدرسة، وذلك لكونه شخصية عنيدة بعض الشيء.
- إفراط الوالدين في حماية الطفل بحيث يتشبث بهم ولا يتخيل الابتعاد عن حمايتهم واعتبارهم مصدر الأمان الوحيد بالنسبة له.
- انعدام الثقة في النفس وعدم الرغبة في الاعتماد على ذاته طوال اليوم بعيدًا عن البيت من أسباب الخوف عند الأطفال من المدرسة
- المعاناة من تشتت الانتباه لدى الطفل.
أسباب الخوف من المدرسة عند الأطفال الكبار
إذا لم تكن السنة الأولى التي يلتحق فيها الطفل بالمدرسة، هنا نجدد أسبابًا أخرى تدعوه للخوف من الرجوع لها مرةً أخرى بعد انتهاء العطلة الصيفية، وهي كالآتي:
- تعرض الطفل للسخرية أو النقد اللاذع من قِبل المعلم أو غيره من العاملين بالمدرسة.
- إذا لم يكن راضيًا عن هيئته هذا العام، إذا ما زاد وزنه أو ظهرت عليه علامات البلوغ واعتقاده أنه سوف يتعرض للتنمر بسبب ذلك.
- في حالة إذا ما كان يعاني من صعوبات في التعلم ويخشى العقاب أمام الأقران.
- خوفه من الاختبارات الشفوية والتحريرية.
- إذا ما كان هناك ضغط من الأسرة أن يكون دائم التفوق والتميز في حين أن إمكانياته لا تسمح بذلك.
- معاناته سابقًا من تنمر الزملاء في السيارة أثناء الذهاب من وإلى المدرسة.
- عدم رغبته في استخدام دورة المياه الخاصة بالمدرسة لاعتقاده بعدم نظافتها بالقدر الكافي.
- إذا كان ضعيف البنية وهناك من يحاول السيطرة البدنية عليه.
- من عوامل الخوف عند الأطفال من المدرسة إذا تم نقله من مدرسته القديمة إلى أخرى جديدة لم يعتدها من قبل.
هل يستمر خوف الأطفال الجدد من المدرسة طويلًا؟
رهاب المدرسة في العادي لا يستمر طويلًا، إذا لم يكن الطفل لديه أسباب أخرى للتكيف مع زملائه ولم يصل ولي الأمر إلى حل أو علاج، وإذا ما تمكن الطفل من التكيف فإن الأمور كلها تسير فيما بعد على ما يرام.
أما لو استمر الخوف المرضي عند الأطفال من المدرسة، وزاد يومًا بعد يوم، فلا بد من التواصل المباشر بين ولي الأمر وموظفي المدرسة المتخصصين في رعاية الطفل ومحاولة الوصول إلى منهج صحيح للتعامل مع الطفل حسب حالته والعمل على تفادي أسباب الخوف من المدرسة لدى الأطفال.
أعراض خوف الأطفال من المدرسة
في حين أن الخوف يعد من الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا عندما يزداد عن الطبيعي، إلا أن هناك بعض الأعراض التي تظهر على الطفل الذي يعني رهاب المدرسة، حيث نجده يشكو أحيانًا من معدته أو رغبته في التقيؤ، وأعراض أخرى نتعرف عليها فيما يلي:
- الشعور بالصداع المستمر الذي قد يتحول إلى مرض جسدي.
- الإسهال والإرهاق وفي بعض الأحيان يشعر بالهلع الشديد والذعر دون سبب واضح.
- خوف الطفل من الظلام بعد أن اعتاد على النوم بمفرده لمجرد أنه صار يفكر في الانفصال عن أسرته وتأثير ذلك عليه.
- صعوبات في النوم وقد يصل الأمر معه إلى كوابيس توقظه على صراخ في الليل.
- زيادة خوفه من الغرباء ولا يفضل التعامل مع الحيوانات، ويفضل الانطواء بعيدًا عن أي مصدر إزعاج بالنسبة له.
خوف الطفل الجديد من المدرسة ودور الأسرة والمعلم
قد يتغيب الطفل عن مدرسته لأيام دون سبب ولا تدرك الأسرة الأسباب أو تتخيل وجود مشكلة نفسية لدى الطفل، وفي هذا تجاهل كبير من أصحاب المسؤولية الأولى عن الطفل، حيث الخوف عند الأطفال من المدرسة يجب الانتباه له من مجرد ملاحظة رد فعل الطفل عند التحدث عن معلم / معلمة الفصل.
الآن نتعرف على الدور الهام الذي يجب على المسؤولين القيام به تجاه الطفل المستجد والذي يترك بيته للمرة الأولى، متوجهًا إلى مكان من المفترض أن يكون بيته الثاني:
دور الأسرة في تأهيل الطفل لدخول المدرسة
- تعليم الطفل كيف يعتمد على نفسه في أمور قد تبدو بسيطة لكنها مهمة في صقل شخصيته؛ مثل: أن يضع الملابس في المكان المناسب بعد خلعها، الذهاب إلى الحمام بمفرده، جلب الطعام لنفسه.
- محاولة تقريب فكرة المدرسة للطفل من خلال صور ملونة وجميلة لمدرسة نظيفة ومنظمة، يجلس الصغار في فصولها يمرحون ويرسمون.
- جعل الطفل منفتحًا على الآخرين بالحد المناسب، حيث يذهب مع الوالدين لزيارة الأقارب والجيران.
- التغيب عن الطفل بضع ساعات مع مراقبته عن بعد، والتعرف على سلوكياته وهو بمفرده في المنزل، مع ترك وسائل تعليمية وترفيهية معه.
- وضع أسس وقواعد للطفل يسير عليها ويعتبرها تعليمات لا بد الوفاء بها، مثل: تحديد موعد النوم والاستيقاظ، موعد اللعب ومشاهدة التلفاز.
- يقود الوالدان الطفل في زيارة إلى مدرسته التي تم التقديم بها، ومحاولة توضيح صورة المعلم والمدير الحميمة.
- ذهاب الطفل مع الأب والأم لشراء حاجيات الدراسة وتركه يختار ما يحلو له من ألوان وخامات.
كيف تدعم حب الطفل لمدرسته؟
دور ولي الأمر في إزالة مخاوف طفله تجاه المدرسة هو دور كبير ومعقد بعض الشيء، بعد أن تعرفنا على ما يجب فعله من تأهيل قبل سن الدراسة، لا بد أن نقف سويًا على بعض التعديلات التي يجب تغييرها في أي مدرسة ترغب في جذب الأطفال لها، والتي يتبينها ولي الأمر الذكي منذ البداية، ويكون دوره في ترغيب الطفل في المدرسة كالتالي:
- يمكنك عمل اتصال هاتفي مع موظف المدرسة والاتفاق معه على مقابلة الطفل عند باب المدرسة واصطحابه بطريقة حميمية إلى الفصل.
- حدد مع معلم الفصل النشاط الذي يرغب طفلك الاشتراك به، بشرط أن يختار زملاءه في النشاط بنفسه من الأطفال المفضلين لديه.
- إذا كان لدى الصغير موهبة خاصة، يمكنك ذكرها للمعلم كي يدعمه أمام زملائه، هذا الأمر يجعل الطفل معتدًا بنفسه وفخورًا بها.
- إذا ما صدرت شكوى عن التنمر من أحد زملائه في الفصل، لا بد من أخذ الموضوع على محمل الجد وإبلاغ المعلم بذلك ليحقق في الأمر بطريقته الخاصة.
- في حالة كان الصغير يعاني من مشكلة تأخر دراسي يجب متابعة الأمر مع المعلم المختص.
- ساعد الطفل على بناء الثقة بالنفس من خلال اكتشاف نقاط قوته ومن خلال توفير الفرص للطفل للتفوق.
- محاولة الوصول إلى طريقة لمكافأة الطفل وتعزيز سلوكياته الإيجابية، أو خصم النقاط منه إذا ما صدر عنه سلوك سلبي.
كانت هذه بعض أساليب التغلب على الخوف عند الأطفال من المدرسة والتي تبدو مجدية ومفيدة جدًا إذا ما تم العمل عليها بجدٍ وإخلاص، أطفالنا لديهم مشاعر وعواطف تحتاج منا الانتباه الجيد، وبخاصة فيما يتعلق بالتعليم وأسباب التهرب منه.