يطلق مرض ألزهايمر المبكر على حالة الخرف والنسيان التي تصيب الإنسان قبل وصوله لعمر 65 عاما، ولكن ما هي الأسباب التي تؤدي لذلك المرض وكيف يمكن تشخيصه وهل يمكن التغلب عليه والشفاء منه؟ كل هذا وأكثر سنتعرف عليه سويًا في هذا الموضوع.
أسباب ألزهايمر المبكر
تتمثل أسباب ألزهايمر المبكر بحسب النوع التي ينتمي له ذلك المرض؛ فهناك مرض ألزهايمر المتقطع والذي لم يتوصل العلماء لسبب واضح له حتى الآن، في حين أن هناك مرض ألزهايمر الوراثي المبكر والذي يكون متوارثا من الآباء أو الأجداد، وتظهر أعراضه عند حدوث تغيرات في جينات محددة في الجسم، وتمكن العلماء والخبراء من الوصول إلى اختبار لفحص سلامة الجينات ومعرفة هل حدثت فيها طفرات أم لا، ولكن قد يكون لهذه الاختبارات تأثيرات سلبية غير محمودة على الجسم.
بعض الأشخاص يخضعون لمثل تلك الاختبارات، لذا نجدهم على علم بأنهم مصابون بطفرات وراثية للجينات المسببة لمرض ألزهايمر المبكر، لذا نجدهم مستعدون للمرض من خلال التأمين على رعايتهم، والمعايشة مع هذا المرض وإخبار من حولهم بذلك، ويفضل إخبار الطبيب والتواصل معه في حال كنت تحمل أحد الطفرات الجينية المسببة لمرض ألزهايمر حتى لو لم تظهر عليك أي أعراض بعد.
أعراض ألزهايمر المبكر
يمكن التعرف على أعراض ألزهايمر المبكر، وبالتالي التعامل معه بشكل سريع قد لا يؤدي لوجود الكثير من المضاعفات التي تظهر على ألزهايمر في مراحله المتقدمة، ومن تلك الأعراض:
الأعراض المبكرة للمرض
تبدأ الأعراض العامة لمرض ألزهايمر المبكر بشكل تدريجي وتزداد مع مرور الوقت وتقدم العمر، وتشكل العديد من الصعوبات في حياة الفرد اليومية، حيث تمثل هذه الأعراض بالتالي:
- نسيان أسماء الأماكن أو تحديد طريق الوصول إليه.
- عدم القدرة على تذكر الأحداث اليومية القريبة.
- عدم القدرة على التركيز والفهم السريع.
- تقلبات واضحة في المزاج وفقدان الثقة بالنفس.
- عدم تذكر خطوات الطبخ أو نوعية الطعام التي تم تناولها في يوم قريب.
- نسيان مكان وضع الأغراض الشخصية المستخدمة بشكل يومي.
- كثرة الأسئلة عن معلومات سبق التحدث فيها.
- عدم القدرة على سرد جمل مفيدة متكاملة.
- نسيان الوقت والتاريخ.
الأعراض المتقدمة للمرض
مع تقدم العمر تزداد أعراض مرض ألزهايمر المبكر سوءًا والتي تشمل ما يلي:
- نسيان الأصدقاء والأقارب وعدم القدرة على تحديد صلة القرابة معهم.
- تقلبات واضحة وكثيرة في النفسية والمزاج واللجوء للعصبية والتوتر أحيانًا.
- عدم القدرة على المشي أو البلع، مع صعوبة في إخراج الكلام وتكوين الجمل الصحيحة.
- الشعور الدائم بعدم التركيز والتشويش والذي يسبب فقدان تام للذاكرة.
أنواع مرض ألزهايمر المبكر
أثبتت الدراسات الحديثة أن 6% من الأشخاص المصابون بمرض ألزهايمر عانوا من ذلك المرض في سن مبكرة بين 30 و60 عامًا، وهو ما يطلق عليه ألزهايمر المبكر، لا سيما أنه ينقسم إلى قسمين كما يلي:
مرض ألزهايمر الشائع
تتمثل أعراض مرض ألزهايمر الشائع في نفس أعراض مرض ألزهايمر المعتاد الذي يصيب كبار السن فوق 65 عاما، ونلاحظ أن هذا المرض تزداد أعراضه مع التقدم في العمر أكثر.
مرض ألزهايمر المبكر الجيني
في بعض الأشخاص قد يحدث تغيير في الجينات الوراثية الخاصة بهم وهو يسمى بالطفرات الجينية التي لا تظهر إلا في حالات نادرة، حيث تقدر نسبة المصابين بهذا النوع بحوالي 5% من عدد المصابين ككل بمرض ألزهايمر المبكر، ومن المعروف أن الجينات القابلة للتغير هي 3 جينات هي جين البريسينلين 2 (PS2)، وجين بروتين سلائف الأميلويد (APP) والبريسينلين 1 (PS1)، عندما يحدث أي تغيير في أي من هؤلاء الجينات قد نلاحظ بدء ظهور أعراض مرض ألزهايمر المبكر والتي فصلناها سابقًا.
تشخيص مرض ألزهايمر المبكر
يعتمد تشخيص مرض ألزهايمر المبكر على مجموعة من الخطوات يتم اتباعها من الطبيب بشكل متسلسل؛ للوصول إلى التشخيص الدقيق لحالة المريض، وتتمثل هذه الخطوات فيما يلي:
- القيام بالفحص السريري للمريض ومعرفة التاريخ الصحي له.
- عمل مجموعة من الاختبارات الخاصة بالقدرات العقلية ودقة الذاكرة.
- القيام بمجموعة من التحاليل الخاصة بالسائل الشوكي والبول والدم.
- تصوير الدماغ بالطرق الإشعاعية كالرنين المغناطيسي والتصوير المحوري.
أهمية التشخيص الدقيق للمرض
يعود الكشف المبكر لمرض ألزهايمر بالنفع على صحة المريض وحالته، حيث يتم استبعاد جميع المشاكل المسببة لمثل ذلك الأعراض، ومن ثم توصيف العلاج بشكل صحيح، كما يساعد التشخيص الدقيق للمرض على تفهم جميع من حول المريض وتقديم الاهتمام والرعاية اللازمة له، والقيام بعمل جدول مع العائلة لترتيب الأمور المالية والعملية وغير
علاج ألزهايمر المبكر
يعتبر من الأمراض التي لا يوجد لها علاج مباشر للتخلص من المرض، في المقابل هناك بعض الأدوية التي تستخدم للتخفيف من الأعراض العامة، وعدم تدهور الحالة كما يتم الاعتماد على مضادات الأكسدة وعلاج الأمراض المزمنة كالسكري والضغط بجانب النشاطات البدنية والرياضية للمساعدة في عدم تقدم المرض وتقليل الأعراض.
كيف يمكن التعايش مع مرض ألزهايمر المبكر
- التحدث مع الزوج وأفراد العائلة ومصارحتهم بالأعراض لتقديم المساعدة الحقيقة من الطرف الآخر.
- الاهتمام بتدوين المواعيد المهمة المشتركة والمحافظة على ممارسة أنشطة يستمتع بها الشريك.
- التحدث إلى صاحب عملك وإبراز مزاياك وعيوبك بعد المرض بشكل صريح، وإمكانية إذا كنت بحاجة لإجازة ما أو حتى تقليل ساعات العمل اليومي.
- إذا كان لديك أطفال، لا بد من التواصل مع أطفالك بشكل يومي وتقديم بعض المحاضرات الإرشادية لهم لفهم حالتك المرضية.
- قد تحتاج إلى شخص يدبر أمورك المالية ويعرفك على الميزانية الخاصة بك بشكل مستمر، مع إمكانية الحصول على التأمين الاجتماعي من الدولة التي تعيش بها.
- التواصل مع مجموعات خاصة بالدعم النفسي لتقديم مزيد من الطرق للتعايش مع المرض، حيث توفر لك خطة عملية مجربة لإدارة حياتك المستقبلية دون أي صعوبات أو مشاكل.
نصائح لمرضى مرض ألزهايمر
هناك بعض النصائح التي يناشد بها الأطباء للحفاظ على صحة المريض بشكل عام، والحد من أعراض المرض، ومن أهم تلك النصائح ما يلي:
- البعد عن الإرهاق والتوتر والعصبية.
- ممارسة الرياضة خاصة تمارين اليوغا والاسترخاء.
- الحرص على تناول طعام صحي ومغذٍ.
- عدم التدخين أو تناول الكحوليات.
- الاندماج في الحياة والمشاركة في المناسبات العامة بجانب دعم الأصدقاء والأقارب.
وفي الختام.. نتمنى أن تحافظ على هدوئك في حال عانيت من هذا المرض أو أصيب أحد أفراد عائلتك به وأن تتبع الطرق الصحيحة التي ذكرناها للتعايش معه والتخفيف من حدته، وقد سعينا ليكون لكم هذا الموضوع المرجع الرئيس لذلك المرض، مع تمنياتنا لكم بالسلامة التامة.