على ما يبدو أن كل مكان على وجه الأرض له أسراره الخاصة والمخيفة في كثير من الأحيان، والتي ترجع إلى وجود الأشباح والأرواح الشريرة التي تسكن هذا المكان، والتي تجعل منه مسرحا لخوارق الطبيعة وقصة من قصص الرعب التاريخية، ومن هذه القصص واقعة الساحرة البيضاء في جامايكا والتي أثارت الرعب والذعر بين الناس.
بداية قصة الساحرة البيضاء
تبدأ القصة من مكان يدعى مزرعة روز هول أو كما يطلق عليه البعض “قاعة روز”، ويقع في خليج مونتيغو في جامايكا، وهو عبارة عن قصر فخم تم بناؤه في سبعينيات القرن التاسع عشر على طراز معماري فريد، يحتوي على كثير من الزخارف والنقوش ويوجد بداخله المفروشات والستائر من الحرير الغالي والنادر، ويوجد هذا القصر في وسط إحدى أكبر مزارع السكر في جامايكا.
وشاعت شهرة هذا المنزل في تلك الدولة اللاتينية بشكل كبير بسبب جماله وفخامته المعمارية من جهة، ومن ناحية أخرى بسبب شهرته التي ارتبطت بالأشباح، وبأنه مكان مرعب ومسكون بالأرواح الشريرة المرعبة والتي تعود قصتها لسيدة تدعى “آني باترسون”.
حيث ولدت “آني” في هايتي لوالدين بريطانيين حيث أن الأب من إنجلترا والأم من أيرلندا، وقد مات الوالدين بسبب مرض الحمى الصفراء، وكانت “آني” لا تزال صغيرة وقد تعلمت الطفلة الصغيرة السحر الأسود بعد موت والديها على يد مربيتها، بل وبرعت فيه بشكل كبير حيث قيل إنها كانت تمتلك موهبة جعلتها من أعظم ساحرات التاريخ.
زواج الساحرة البيضاء
تزوجت آني باترسون في عمر الثامنة عشرة عندما رآها جون بالمر أحد أكبر إقطاعي جامايكا في ذلك الوقت بإحدى رحلاته التجارية في هايتي، حيث لفت نظره جمالها الساحر وبعد أن تزوج بها أحضرها معه إلى قصره في جامايكا لتعيش معه فترة من الزمن مارست خلالها طقوس سحرها الأسود على عبيد بالمر، والذي اكتشف الأمر بالمصادفة فنهرها وهددها فتوقفت لفترة.
إلا أنها عادت مرة أخرى بعد أن تخلصت من زوجها بالمر والذي مات بشكل غريب ومفاجئ، قيل أنه مات مسموما إلا أن ما أشيع في ذلك الوقت أنه توفي بأزمة قلبية مفاجئة، وورثت آني باترسون أملاكه مترامية الأطراف لتصبح أغنى امرأة في جامايكا، وهو ما جعلها مطمعا للرجال وبالفعل تزوجت مرتين بعد بالمر إلا أنهما ماتا بذات الطريقة وهي أزمة قلبية مفاجئة.
الساحرة البيضاء تمارس سحرها على العبيد
ترك زوجها الأول والزوجان التاليان له عددا كبيرا من العبيد للساحرة البيضاء قيل أنه وصل إلى 2000، وهو ما أتاح الفرصة لها لممارسة سحرها وتجاربها السحرية عليهم، حيث كان يموت منهم بشكل مستمر عدد غير معلوم ويتم دفنه في مقابر داخل المزرعة، وبدأ الأمر يثير ذعر عبيدها حتى أطلقوا عليها لقب “الساحرة البيضاء في قصر روز”.
موت الساحرة البيضاء
ماتت آني باترسون على يد عبد من عبيدها يدعى “تاكو”، والذي كان لديه هو الآخر خبرة في السحر الأسود حيث استخدمه في إضعاف قوتها، وكان يتربص بها حتى أتت له الفرصة وقام بخنقها حتى الموت ودفنها في تابوت خرساني بجوار القصر، بعد القيام بعدة طقوس سحرية تهدف إلى السيطرة على روحها الشريرة وعدم السماح لها بالانطلاق.
إلا أن روح آني كانت قوية بما يكفي وعلى ما يبدو أنها انطلقت داخل القصر من جديد لتشيع فيه الرعب والذعر مما دفع العبيد إلى هجره، وأصبح المكان مع مرور الزمان غير مأهول ومسكونا بالأرواح الشريرة حيث كان يسمع بداخله الصرخات والضوضاء وتخرج منه الأضواء الملونة، وظل الأمر كذلك حتى اشترت ملكة جمال الولايات المتحدة الأمريكية في الستينيات ميشيل رولنز القصر وتم تجديده.
وبرغم ذلك إلا أن غرائب ذلك القصر ما زالت مستمرة وأصبحت قصته أسطورة من أساطير السحر الأسود المظلم، وبات له آلاف الزوار بشكل أسبوعي يحملون انطباعات مخيفة ومرعبة عن الساحرة البيضاء، وقد أتوا للمكان لمشاهدة مسرح جرائمها وأفعالها السحرية الشاذة.