هل سمعت من قبل عن السجلات الأكاشية؟ إنه ذلك المصطلح الغامض الذي يشير إلى مكتبة ممتلئة بالأحداث الخاصة بكل شخص وبالعالم بأسره، لكنها ليست كأي مكتبة عادية يمكن زيارتها من حين لآخر، هي فقط حصرية لهؤلاء ممن يمتلكون القدرات الذهنية الخاصة من أجل اقتحامها، فكيف يحدث ذلك؟
السجلات الأكاشية
في البداية، نشير إلى أن كلمة أكاشا التي أخذ منها مصطلح السجلات أو المكتبة الأكاشية، تعرف بأنها الفضاء أو الأثير، في إحدى اللغات الهندية القديمة وهي السنسكريتية، فيما رأى القدماء أن السجلات الأكاشية ما هي إلا طاقة غامضة، تسجل الأحداث التي مر بها البشر والكرة الأرضية بل والكون كله، في صورة معلومات يصعب الوصول إليها.
ربما يبدو الأمر خياليا إلا أنه ليس كذلك بالنسبة لمن تمكنوا من الوصول إلى تلك السجلات، التي لا يمكن لمسها بأصابع اليد، حيث ظهر مصطلح السجلات الأكاشية للمرة الأولى في القرن التاسع عشر، عبر المؤلفة والروحانية الثيوصوفية، هيلينا بلافاتسكي، بعدما زعمت قدرتها على قراءة ما يدور في تلك السجلات عبر التأمل والإبحار في الخيال، بما أدى إلى معرفتها بالكثير من الأسرار عن الماضي والحاضر والمستقبل كما ادعت.
مخترقو السجلات الآخرون
ليست هيلينا وحدها من زعمت الوصول إلى السجلات الأكاشية، بل أكد رودلف شتاينر، وهو الفيلسوف النمساوي مؤسس حركة الأنثروبوسوفيا الروحية، وجود تلك السجلات التي تحمل تفاصيل كل ما يدور حولنا، شأنه شأن الفيلسوف المجري الأمريكي إيرفن لاسلو، الذي درس المكتبة الأكاشية من منظور علمي.
كذلك قيل إن العراف الشهير إدجار كايس، تمكن من الوصول للكثير من التنبؤات التي أذهلت العالم بعد تحققها، بفضل قدراته على اختراق وقراءة السجلات الأكاشية، حيث نجح على سبيل المثال لا الحصر في التنبؤ بوقوع الحرب العالمية الثانية وبنجاحات وإخفاقات الزعيم الألماني أدولف هتلر ومن ثم مصيره المظلم، علاوة على معرفة تفاصيل الأزمة الاقتصادية التي أصابت الولايات المتحدة والعالم كله، والمعروفة باسم الكساد الكبير، وكذلك التنبؤ بالعثور على القارة الأسطورية الغارقة أطلانتس، كل هذا عبر سجلات المكتبة الأكاشية التي يفترض أنها تحوي كل ما يخص الكون والبشر والجماد، كما نوضح.
أنواع السجلات الأكاشية
يقسم العلماء والروحانيون السجلات الأكاشية إلى أنواع مختلفة، حيث تعد تفاصيل حياة كل إنسان عاش على وجه الأرض، هي أول أنواع السجلات غير الملموسة، والتي تبرز أحداث شخصية يدعي الروحانيون القدرة على قراءتها بكل بساطة عبر المكتبة الأكاشية، ما يسجل عبر الحمض النووي لكل إنسان منذ الولادة.
النوع الثاني من تلك السجلات الأكاشية هو الذي يحمل أحداث العالم كافة، بما يشهد من صراعات وحروب وكوارث طبيعية أو بشرية، وهو الذي يدعى بعض المنجمون معرفة كيفية الوصول إليه، من أجل التأكيد على قدراتهم في إدراك أسرار الماضي والمستقبل، فقط عبر التلامس مع إنسان أو جماد، بما يساعدهم على معرفة تاريخه وتفاصيل حياته كاملة، فيما يشار إلى النوع الثالث من تلك المكتبة بأنه ذلك المختص بأحداث الكون كاملة.
كيفية الوصول إليها
يرى العلماء المهتمون بتلك الأمور الروحانية المغلفة بالغموض، وفي مقدمتها السجلات الأكاشية، أن قراءة تلك المكتبة الخيالية، ليس متاحا للأغلبية العظمى من البشر، بل هو أمر مكفول فقط لأصحاب القدرات الخاصة، ممن يستطيعون التحكم في الخيال بدرجة تسمح باختراق تلك السجلات، كما يرى هؤلاء أن الوصول إلى تلك المكتبة الأكاشية، لا يعني القدرة على تغيير المستقبل بما يحمل من أحداث خاصة وعامة، حيث يبقى القدر في يد الخالق، ولا يمكن تعديله بأي شكل من الأشكال.
بشكل عام، يرى الباحثون عن السجلات الأكاشية، أن الوصول لتلك المكتبة العملاقة يتطلب الاسترخاء بصورة تامة، بحيث يصبح المرء مستعدا من أجل اقتحام تفاصيل هي في الخيال فحسب، لكنها تمكنه من معرفة أدق أسرار الكثير من أمور الكون، فيما يحتاج الأمر كذلك تصفية الذهن وتحديد الشيء الذي تبحث عنه.
من هنا ينصح الخبراء والروحانيون بتقوية الخيال قدر الإمكان، كي يصبح خصبا ومن ثم مؤهلا للحصول على ما تحمله تلك السجلات الأكاشية، من معلومات وتفاصيل خاصة، ربما كانت في الماضي هي السر وراء شهرة عدد لا نهائي من المنجمين والعرافين، وربما تكون السر إما وراء توصل البعض إلى أسرار الحياة في العالم بأسره، أو وراء ظهور عدد جديد من المنجمين فحسب.