سليمان القانوني.. واحد من أبرز السلاطين العثمانيين، ومن أهم الملوك الذين حكموا العالم، فقد امتد حكمه لمدة 48 عاما شهدت البلاد خلالها أوج تفوقها على المستوى العسكري، والسياسي، والاقتصادي، وقد لقب “بالقانوني” نظرًا لكثرة القوانين التي وضعها بهدف تنظيم شؤون الدولة.
- I. من هو السلطان سليمان القانوني؟
- II. الخصائص الشكلية والخُلقية للسلطان سليمان القانوني
- III. السلطان سليمان القانوني والحكم
- IV. الإنجازات السياسية للسلطان سليمان القانوني
- V. الإنجازات العلمية والاجتماعية في عهده
- VI. ما عوامل الضعف في حكم سليمان القانوني؟
- VII. وفاة السلطان سليمان القانوني
- VIII. أقوال مأثورة عن السلطان سليمان القانوني
من هو السلطان سليمان القانوني؟
السلطان سليمان القانوني، كان الحاكم العاشر للدولة العثمانية وأهم السلاطين فيها على الإطلاق، وُلد في السادس من شهر نوفمبر من العام 1494، وهو الولد الأوحد للسلطان سليم الأول، وقد اهتم والده بتعليمه بشكل جيد منذ نعومة أظافره، فاهتم بتعليمه شؤون إدارة الدولة والمعارف الإسلامية، وبرع أيضا في العلوم العسكرية.
ونتيجة لهذا النبوغ استطاع أن يصل إلى ما وصل إليه من سُلطة وحكم، انتقل سليمان القانوني فيما بعد إلى إسطنبول مع والده واستقر بها، حتى ولاه الملك سليم الأول إمارة صاروهان المعروفة حاليًا باسم “مانيسا” الواقعة بغرب الأناضول.
الخصائص الشكلية والخُلقية للسلطان سليمان القانوني
كان السلطان سليمان القانوني طويلا وذا وجه عريض، وأنف مقوسة، كما كانت لحيته خفيفة وثقيل الشارب، اتّسمت بنيته بالقوة بالرغم من نحافته، أما من ناحية المواصفات الخُلقية فقد كان متسامحًا وعادلًا، ولكنه غير متسامح مع المعتدين والظالمين، فقد كان حازمًا معهم، كما عُرف عنه الورع الديني والخلق الحسن والشجاعة، فكان ماهرًا في المبارزة بالسيف والقوس.
بالإضافة لجميع تلك الصفات كان يحب الشعر، وكان مغرمًا بدراسته، واستطاع تأليف ديوان من الشعر، كما اهتم بتنمية وتطوير فن الشعر، ودعم الشعراء على المستوى المالي والمعنوي، فضلًا عن اهتمامه بالعلم والأدب أيضًا، لذا مثلت البلاد في عهده قوة اقتصادية وسياسية كبيرة في العالم.
السلطان سليمان القانوني والحكم
بعد وفاة السلطان سليم الأول تولى ابنه سليمان القانوني حكم البلاد في عام 1520، وذلك عقب الإعلان عن نبأ وفاة السلطان بثمانية أيام، إذ تمت مراسم الحكم في إسطنبول وتحديدًا بقصر طوب قابي، كما كان للدولة جيش قوي في هذا الوقت، وعليه تمكن من إرضاخ العديد من الدول للحكم العثماني، فحينها كانت الدولة العثمانية في قمة سطوتها ونفوذها.
الجدير بالذكر أن السلطان سليمان القانوني قد تولى الحكم بسهولة مطلقة، بسبب عدم وجود وريث آخر يشاركه في الحكم، لأنه الولد الوحيد لأبيه الملك سليم الأول، ولكن واجهته بعض المشكلات في بداية حكمه، ومنها الثورات الكثيرة التي ظهرت في “مصر وهضبة الأناضول”، فبذل الكثير من الجهد لإخماد هذه الثورات حتى يعود الاستقرار للدولة العثمانية.
الإنجازات السياسية للسلطان سليمان القانوني
تمكن السلطان سليمان القانوني من تحقيق الكثير من الإنجازات على المستوى العسكري والسياسي، ومن خلالها اتسعت رقعة الدولة العثمانية، حيث شملت إنجازاته ما يلي:
- غزو بلاد القرم الواقعة بشمال البحر الأسود.
- السيطرة على العاصمة بلجراد وهي عاصمة دولة صربيا.
- غزو بلاد النمسا، وحصار “فيينا العاصمة” وهي أقصى بقعة طالتها أيدي الدولة العثمانية.
- السيطرة على بعض الجزر بالبحر المتوسط.
- الاتفاق مع الحكومة الفرنسية، لمساندة الدولة العثمانية في الحرب ضد البرتغال وإسبانيا والنمسا، من خلال عمل معاهدة معها تنص على ذلك.
- ضم بلاد صنعاء، وعدن، والبلاد الواقعة على مضيق باب المندب، وحتى حدود الدولة العثمانية.
- السيطرة على تونس، وبلاد شمال القارة الإفريقية لصد هجوم القوات البرتغالية والإسبانية، وذلك بفضل القائد خير الدين بربروس.
- الوقوف في وجه الصفويين ببلاد العراق بعد تدخلهم بالأمور السياسية بالبلاد، فتمكن من غزوهم والسيطرة على عاصمة البلاد “تبريز”، في العام 1536 من الميلاد.
الإنجازات العلمية والاجتماعية في عهده
استطاع السلطان سليمان القانوني الارتقاء بالبلاد من الناحية العلمية والاجتماعية والثقافية، فكان له العديد من الإنجازات في الرفع من المستوى الحضاري للبلاد بشكل عام، ويتمثل ذلك فيما يلي:
- اهتم بإصدار القوانين المنظمة للدولة لجميع ما بها من مجالات، ومن هنا تمت تسميته بسليمان القانوني لسنه الكثير من القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية.
- الارتقاء بالتعليم من خلال تشجيع عملية التعلم، ودعم العلماء وتشجيعهم، وإنشاء المدارس والمعاهد، والمكتبات ومنها المكتبة السليمانية.
- أنشأ الكثير من المباني العمرانية ومنها المساجد والمستشفيات، وتشهد الآثار الباقية منها ما شهدته من روعة في التصميم وجمال في المعمار، ومنها “حي السليمانية”.
ما عوامل الضعف في حكم سليمان القانوني؟
بالرغم من الإيجابيات والمميزات الكثيرة التي شهدها حكم السلطان سليمان القانوني، إلا أنه كان هناك بعض عوامل الضعف في حكمه، والتي أدت لتقلص نفوذ الدولة العثمانية وضعفها، وبالتالي ظهرت الأطماع، فطمع البعض في ثرواتها وحكمها، ومن أبرز تلك العوامل ما يلي:
- إفساح المجال للتجار الأجانب للتصرف بحرية، ومنحهم الكثير من الامتيازات مما أضر باقتصاد الدولة العثمانية، ومنح فرصة للبلاد الأجنبية للتدخل في شؤون البلاد.
- تدخل بعض الأفراد المقربين من السلطان في شؤون الحكم، والمشاركة في اتخاذ القرارات بالدولة، مما سبب قيامهم بالعديد من الأمور بعيدًا عن أنظار السلطان العثماني.
- دعم دور الانكشارية “وهم نخبة من مشاة وفرسان الجيش العثماني”، ومشاركتهم في القتال وخروجهم عن طاعة السلطان العثماني، وزيادة نفوذهم عبر مشاركتهم بالتجارة بعيدًا عن الثكنات العسكرية، مما أدى لتخليهم عن القيام بواجباتهم العسكرية، وتعريض البلاد للأخطار الخارجية.
- تنامي نفوذ وزراء السلطان وبعض زوجاته وزيادة مطامعهم الشخصية، حيث تمثل ذلك في مقتل أبنائه وهم “مصطفى وبا يزيد”، ومن هنا دبت الفتنة في أواصر الدولة نتيجة للنزاعات الشخصية.
وفاة السلطان سليمان القانوني
توفي السلطان سليمان القانوني في السابع من شهر سبتمبر من عام 1566 ميلاديًا، وذلك بعد أن تولى قيادة الجيش في الحرب ضد إمبراطور النمسا “الملك فرديناند الأول”، بعد أن تم فض المعاهدة بينه وبين الدولة العثمانية، عقب قيامه بغزو إحدى إمارات الدولة العثمانية، حيث أصيب السلطان سليمان بوعكة صحية تمكنت منه بسبب كبر سنه، فقد كان يبلغ حينها من العمر 72 عاما.
أقوال مأثورة عن السلطان سليمان القانوني
عرف عن السلطان سليمان سلامة قراراته، وقوة إدارته للبلاد، ومدى ثقافته الواسعة في العديد من العلوم، لذا كان لديه عدة أقوال مأثورة أُخذت عنه وظلت مرتبطة باسمه إلى يومنا هذا، ولعل أبرز أقواله الآتي:
- “عندما أموت أخرجوا يدي من التابوت، كي يرى الناس أنه حتى السلطان خرج من هذه الدنيا ويده فارغة”.
-
“من يأخذ المال اليوم يأخذ الأوامر غدا”.
-
“الحكم ليس بالسيف بل بالعدل”.
-
“أحب أن أموت غازيًا في سبيل الله”