قد يعاني البعض من التعامل مع الشخصيات الروتينية، التي لا تتقبل التغيير والتجديد، وهو ما يصيب الكثير بالرتابة والملل، إلا أن هذا الروتين قد يكون صفة نافعة، تميز الشخصية اللمفاوية في كثير من الأحيان.
الشخصية اللمفاوية
تعد الشخصية اللمفاوية نمطًا من أنماط الشخصية، والتي تتسم بالصدق والموضوعية، والحكمة في علاج جميع المشاكل المتعلقة بها، بالإضافة إلى هدوئها التام، ومزاجها المنضبط في أغلب الأوقات، حيث نجد الشخص اللمفاوي عادة لا يتأثر بالسلبيات من حوله، بل يفضل الاسترخاء والاستجمام، والابتعاد عن كل ما يتلف أو يعكر صفو مزاجه، ورغم ذلك فإن التعبير عن مشاعره وعواطفه، يعد من أصعب الأمور التي يواجهها في حياته، مما يؤدي بالتبعية إلى رغبته في الابتعاد عن الأماكن المزدحمة والتجمعات، كذلك قلة الكلام أو التواجد في أماكن قد يجبر فيها على الحديث.
صفات الشخص اللمفاوي
من أبرز الأعمال التي تناسب الشخص اللمفاوي، إدارة الجمعيات والمؤسسات والشركات، كذلك قيادة أي نشاط جماعي في شتى المجالات، بالإضافة إلى قدرته على أن يصبح مُفتيا أو قاضيا، أو رئيسًا في لجان الشورى والمراقبة.
وقد نتجت حصيلة الأعمال هذه استنادًا إلى العديد من الدراسات، والتحليلات التي قام بها الفلاسفة والعلماء، أثناء رحلة بحثهم لفهم الشخصية البشرية، ووضعهم للنظريات المتباينة لكل نمط من أنماطها، ويعود السبب في ذلك إلى صفات الشخصية اللمفاوية، والتي تتمثل في:
الابتعاد عن النزاعات
من أهم صفات الشخص اللمفاوي أنه مسالم جدًا في علاقاته، إذ يحاول تجنب المشاكل قدر الإمكان، والابتعاد عن أي مواجهات أو نزاعات، ولكن كن حذرًا عند تعاملك معه، فعندما يتعلق الأمر بحق من حقوقه، لن يتردد أبدًا في اتخاذ موقف قوي وجريء، في سبيل الحفاظ على حقوقه والإطاحة بكل من يريد المساس بها.
الهدوء والتَرَوي
إذا كنت تمتلك صديقًا لمفاويًا، فحاول أن تمتلك قدرًا كافيًا من الهدوء، إذ ستجده يعتمد اعتمادًا كليًا في حياته على الهدوء والتركيز، فتجده يتعامل بالكثير من التروي والتأني، في أغلب علاقاته والمواقف التي يمر بها، ويعالجها بحكمة شديدة، بالإضافة إلى أنه يفضل العمل وحده بتركيز تام، وهو ما يجعل المهام التي ينجزها تتسم دومًا بالإتقان والمهارة، كما أنه يميل إلى صنع مساحة خاصة لنفسه، ولن يسمح لأي شخص بأن يتعداها.
لا يحب الثرثرة
يتسم الشخص اللمفاوي بأنه لا يجيد التعبير، ولا يحب كثرة الكلام والثرثرة، وهو ما يجعله لا يتفوه بعدد كبير من الجمل، أثناء التجمعات أو التواجد بين عدد كبير من الأصدقاء، بل يفضل الهدوء والتداخل فقط ببعض الجمل، التي تكون موزونة ومُنتقاة بعناية.
يصغي جيدًا
رغم أن الشخص اللمفاوي قليل الكلام كما ذكرنا، إلا أن هذه الصفة قد تصبح ميزة لديه، فنجده يصغي جيدًا إلى الآخرين، ففي حالة لجوء شخص إليه لحل مشكلة ما، تجده يستمع بتركيز وفهم، في محاولة لإيجاد الحل معه.
كما أنه يتميز بطيبة قلبه وحسن خلقه وصدق نواياه، بالإضافة إلى أنه شخصية محبة جدًا لمساعدة الآخرين، إلا أن عدم قدرته على التعبير جيدًا، وشرح انفعالاته ومشاعره بشكل واضح، قد يعرقله قليلا في علاقاته الاجتماعية، بل ويجعل الغالبية يسيئون فهمه.
لا يجيد الكذب
من أهم صفات الشخص اللمفاوي أنه يحب الصدق، في جميع أقواله والمواقف التي يتعرض لها، حتى وإن كان الكذب هو منجاته، فستجده دائما يفضل قول الصدق، الذي يعد قيمته العليا التي يلتزم بها ولا يسمح بالتفريط فيها، لذا تجده دومًا ملتزما بأقواله والوعود التي يبرمها، فعندما يخبرك بأمر ما كن على يقين بأنه سينفذ هذا الأمر، فالأقوال والأفعال لديه وجهان لعملة واحدة.
شخصية تقليدية
يميل الشخص اللمفاوي إلى اتباع الروتين والنمطية في جميع أمور حياته، وهو ما يعتبره البعض من سلبياته، إذ لا يفضل التغيير ولا يعترف بقيمته وأهميته في حياة الإنسان، بل لا يؤمن من الأساس بضرورة التطوير والتجدد في الحياة، وهو الشعور النابع من رضاه التام وقناعته بكل ما يمتلكه، مما يكبح رغبته في السعي وراء أي تطور أو تغيير، وهو الأمر الذي قد يعرضه للكثير من الخسائر في حياته، وإضاعة الفرص التي لن تعوض.
إلا أن هذا الروتين يصبح نافعًا له في كثير من الأحيان، فهو يؤهله لإدارة المؤسسات والشركات، التي ترغب في البقاء على مستوى محدد، وطريقة معينة في الإدارة، دون الخضوع إلى أية تغييرات، إذ يكون الشخص اللمفاوي هو الأنسب دائمًا لهذا المنصب.
رزين وبطيء
يفضل البطء والرزانة في جميع تحركاته، فعندما يحب ممارسة الرياضة، نجده دائمًا يختار التمرينات الخفيفة، التي لا تتطلب منه جهدًا كبيرا أو الكثير من الحركة، وهو الأمر الذي تتسم به كلماته أيضًا، حيث يكون بطيئا جدًا في صياغة الجمل، وأثناء تعبيره عن أفكاره ومكنونات نفسه.
غير متسرع
لا تندفع الشخصية اللمفاوية، ولا تتسرع في اتخاذ قراراتها أبدًا، بل تتأنى وتصبر وتتعامل بحكمة، لتفكر في الأمر أو المشكلة من جميع زواياها، بالإضافة إلى أنها لا تتردد لحظة في اتخاذ المشورة من الأشخاص ذوي الخبرة، فيما يتعلق بالأمر الذي تريد اتخاذ القرار الحاسم فيه.
وتعد هذه الصفة من أهم الصفات التي تحرك الشخص اللمفاوي، فهو لا يقبل الضغط عليه أبدًا تحت أي ظرف من الظروف، حتى في الحالات الضرورية، التي تحتم عليه إعطاء قرار نهائي في أمر يخصه، يفضل أيضًا اللجوء إلى التأني والتفكير بحكمة، وجمع المعلومات الكافية، ولن يرضخ إلى أية محاولات للضغط عليه، بل تثير هذه المحاولات حنقه وغضبه، وربما ينعكس الأمر لديه، مما يجعله يفضل التخلي عن الأمر برمته.
غير متشائم
من أهم وأجمل صفات الشخص اللمفاوي، أنه شخص دائم التفاؤل، لا يسمح للتشاؤم بأن يجد طريقًا له داخل نفسه وأفكاره، فتجده دومًا معتدل المزاج ويتوقع الأفضل حتى في أحلك الظروف، وهو الأمر الذي يعتبره العلماء غير منطقي في كثير من الأحيان، إذ من الممكن أن يتفاءل ويتوقع نتائج مثالية، رغم أنه لم يأخذ بالأسباب التي تهيئ حدوث هذه النتائج، وهو ما يجعله في بعض الأوقات شخصًا متواكلًا وليس متفائلًا.
الصفات الجسدية
لا توجد صفة جسدية محددة تميز الشخص اللمفاوي، إلا أن هناك عدة صفات توصل إليها العلماء، والتي إذا اجتمعت في شخص عليك أن تعرف أنه لمفاوي، وتكون هذه الصفات ظاهرة، تتمثل في السمنة أولًا، فنادرًا ما يوجد شخص لمفاوي نحيفا، بل إن الغالبية العظمى منهم يعانون من الوزن الزائد.
كذلك البطن الكبير الممتلئ، من أهم الصفات الجسدية التي تميزه، والوجه يكون ممتلئا أيضًا ودائريا، وغالبًا ما تكون بشرته بيضاء مائلة إلى الحمرة، بالإضافة إلى شكل الرقبة التي يتميز بها الشخص اللمفاوي، حيث تكون رقبته عريضة وقصيرة، وأخيرًا لون الشعر الباهت، والصوت الغليظ.
إذا أردت التعامل مع الشخصية اللمفاوية بسلاسة، عليك أولًا تفهم طبيعة شخصيته، واحترام خصوصيته وحبه للعزلة، حاول أيضًا ألا تبدي استيائك من حبه للروتين، ورفضه للتغيير، كذلك من الضروري جدًا قبل الاقتراب والاحتكاك به، أن تتعرف على صفاته، ومحاولة التركيز على الإيجابيات وليس السلبيات، مما سيمهد لك الطريق فيما بعد، للتغاضي عن بعض عيوبه، والتي من شأنها أن تكون مميزات في بعض الأحيان.