تهيج القولون هو أحد أصعب الأعراض التي يعاني منها مرضى القولون العصبي، وهو ما يجعلهم يبحثون عن كيفية تنظيم العلاقة بين الصوم والقولون العصبي مع دخول شهر رمضان المبارك، للاستفادة من الصيام في تحسن هذه الأعراض، وفي نفس الوقت تجنب الأطعمة أو العادات الغذائية التي تزيد من حدة ألم القولون المزمن.
الصوم والقولون العصبي
أثبتت الكثير من الدراسات الطبية فوائد الجوع للقولون من خلال تحسين وظائف الجسم وعلى رأسها عمل الأمعاء والمعدة، وبالتالي تصبح العلاقة بين الصيام والقولون العصبي علاقة عكسية، حيث يساعد الصوم على تقليل فرص تهيج القولون أو الأمعاء الغليظة.
فالتهاب القولون عبارة عن اعتلال وظيفي يصيب الأمعاء والمعدة والجهاز الهضمي، وتجنب الكثير من أسباب التهاب القولون في رمضان يساعد على تقليل معدل حالات تهيج القولون، لذا فالصوم في رمضان يخفف من التهابات القولون وآلامه المزمنة، ويمكن القول إن العلاقة بين الصيام والقولون العصبي علاقة إيجابية لها الكثير من الفوائد منها:
- الصوم مفيد في تحسين عملية حرق السعرات الحرارية والتمثيل الغذائي,
- يساعد الصيام في رمضان على تسهيل عملية الهضم.
- الصوم مفيد في خفض معدل الإجهاد التأكسدي خلال أنسجة القولون وهو ما يحافظ عليها.
- يعمل على توازن الميكروبات في الأمعاء ويقلل من انتشار البكتيريا فيها.
- يساعد الصوم على تحسن حركة الأمعاء الدقيقة والغليظة.
- الصوم يقاوم الالتهابات من خلال خفض مسببات الالتهاب ومنها التهاب القولون والاثني عشر.
- يقلل الصوم من التخمر الزائد للطعام في المعدة والقولون مما يسبب تهيج القولون.
- الصوم مهم في تحلل الخلايا التالفة وإعادة بناء خلايا جديدة للأمعاء.
- يعمل على تقليل أعراض عسر الهضم وارتجاع المريء والحموضة.
- يعمل الصوم على تقوية المناعة.
- يساعد على تحسين الكثير من العمليات العقلية والإدراكية بجانب تخفيف أعراض الوسواس القهري.
هل الصيام مفيد لمرضى القولون العصبي؟
بالطبع رمضان فرصة ذهبية لكثير من مرضى تهيج والتهاب القولون العصبي لتقليل أعراض التهاب القولون مثل التقلصات والألم المستمر أو المتقطع وأيضًا الانتفاخ وعسر الهضم والإمساك، ولكن ذلك مع الالتزام بنظام غذائي سليم بعيدًا عن الأطعمة الضارة والإفراط في تناول الطعام.
فقد أثبتت دراسات طبية في جامعات أمريكية أن نظام الصيام المتقطع من أفضل الطرق العلاجية لتقليل أعراض التهاب القولون العصبي، وهو ما يقاس على عدد ساعات الصيام في رمضان، حيث يساعد الصوم على التحكم في نمو البكتيريا المعوية المحفزة لتهيج القولون بجانب تحسين حركة الأمعاء وعملية الهضم.
أعراض القولون في رمضان
توجد بعض الأعراض الملازمة لتهيج القولون والتي يمكن أن تظهر في رمضان مع تناول الأطعمة الدسمة والضارة والإكثار من تناول السكريات والحلوى، بجانب عدم المضغ الجيد للقولون، لذا تظهر بعض الأعراض التي تصعب من الصوم والقولون العصبي متهيج، خاصة مع إرباك المعدة بالطعام فجأة دون مقدمات بعد أكثر من 15 ساعة صيام، وهنا لا بد من استشارة الطبيب على الفور، ومن هذه الأعراض:
- اضطراب الهضم.
- الانتفاخ والغازات.
- اضطراب التبرز سواء الإسهال أو الإمساك.
- في بعض الحالات يسبب إمساكا مصحوبا بمخاط أو دماء.
- الشعور بغثيان ورغبة في القيء.
- تقلصات المعدة.
هل الصيام ينظف القولون؟
كثيرون يتساءلون عن فوائد الجوع للقولون وأهميته في تنظيف القولون وهل هو حقيقة أم أمر غير علمي، فالجوع والصيام لساعات طويلة مفيد في إراحة القولون من الكثير من الغازات الموجودة فيه، بجانب أنه يعطي فرصة للمعدة لهضم الطعام بسهولة دون ضغط، مع التحكم في البكتيريا النافعة والضارة الموجودة في أنسجة المعدة والقولون، لذا فالجوع ينظف القولون ويقلل من أعراض تهيج القولون وبخاصة القولون العصبي.
اقرأ أيضًا: تسهيل الهضم ومنع الانتفاخ.. علاج القولون العصبي بالعسل
نصائح للصوم مع مرضى القولون العصبي
توجد بعض النصائح والإرشادات التي تسهل من الصوم والقولون العصبي متهيج لتجنب إثارة الكثير من أعراضه المزعجة منها:
تجنب الأطعمة الضارة للقولون العصبي
توجد بعض الأطعمة التي يحذر مرضى القولون منها سواء في رمضان أو في الأيام العادية، منها البهارات والأكلات الحارة والمتبلة بكثرة، بالإضافة إلى المقليات والأطعمة المطهية بسمن أو أي أنواع دهون مثل الزبدة والزيت، بجانب الأطعمة الدسمة والثوم والبصل الأخضر وبعض الخضروات الورقية مثل الكرنب والفجل والكرات، كما يجب عدم الإكثار من البقوليات ومنتجات الألبان لمرضى التهاب القولون.
الإكثار من شرب الماء
يفضل الإكثار من شرب السوائل وبخاصة الماء بما لا يقل عن 3 لترات يوميًا أو 8 أكواب من الماء في الفترة من بعد الإفطار والسحور لتسهيل الهضم وحركة الأمعاء والقولون، كما أن الماء مفيد لتجنب الجفاف وبخاصة أثناء الصوم وأيضًا مهم لنضارة البشرة والشعر وعمل الكثير من أعضاء الجسم مثل الكلى والمعدة والكبد، مع تجنب تناول المشروبات الغازية والكافيين والقهوة والشاي.
مضغ الطعام جيدًا
مهم مضغ الطعام جيدًا وعدم بلعه قبل مضغه لتجنب عسر الهضم أو صعوبة تعامل المعدة معه، وهو ما يحتاج لوقت طويل للأكل والتأني في تناول الطعام، حتى تستطيع الإنزيمات الهاضمة التعامل معه، بجانب أهمية تجنب شرب الماء أثناء الأكل لتسريع إفراز المعدة للإنزيمات الهاضمة.
اقرأ أيضًا: 10 أسباب تقنعك بشرب الماء الساخن أو الفاتر باستمرار
الاهتمام بنظام غذائي سليم
سواء كانت وجبة الإفطار أو السحور في الصوم، من المهم أن تتضمن جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم وبخاصة البروتينات والفيتامينات المحفزة لإنزيمات الهضم لذا من المهم تناول الأطعمة الغنية بالألياف والفيتامينات، بجانب تناول وجبات صغيرة بمعدل أقل من الطعام، فمثلًا يمكنك تناول وجبة الإفطار في رمضان بكميات قليلة ثم عمل 3 وجبات صغيرة حتى السحور.
الرياضة
الرياضة مهمة في تحفيز عملية حرق الدهون وأيضًا للهضم والتمثيل الغذائي في الجسم، بجانب أنها تقلل من حدة التوتر والقلق المسببان الأكبر لتهيج القولون العصبي، لذا فإن ممارسة نشاط رياضي مهمة لتقليل أعراض القولون في رمضان، ويفضل في الوقت قبل الإفطار أو بعد ساعتين منه.
وبالتالي يمكن أن يكون الصوم والقولون العصبي ملتهب أو هائج، أمرا صعبا، ولكن الحقيقة أن الصوم طريقة علاجية مجربة ومختبرة عالميًا لتقليل معاناة مرضى القولون العصبي، فهو فرصة لإراحة المعدة وتنظيف القولون والشعور براحة وتحسن خاصة مع الالتزام بتعليمات الطبيب والنظام الغذائي السليم.