يتحدث خبراء علم النفس مرارا وتكرارا عن فوائد الضحك النفسية والعضوية، حيث تبدو الضحكة الصادقة قادرة على مواجهة أصعب المواقف والظروف، إلا أنها قد تفسد الأمور إن حدثت بشكل لاإرادي في الأوقات الخطأ، ما يدفعنا للكشف عن أسباب الضحك بدون سبب وكيفية التعامل معه.
أسباب الضحك بدون سبب
يرى الخبراء أن هناك عوامل مختلفة وراء الضحك بدون سبب وتحديدا في المواقف الجادة، بعدها تقليدي والآخر مرضي، إذ يمكن لتلك الظاهرة إن تكررت بصورة حادة أن تكشف عن معاناة الشخص من بعض الأزمات النفسية والذهنية، مثل اضطراب الوسواس القهري واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط وغيرها من المشكلات التي يصعب معها التحكم أحيانا في ردود الفعل.
أما في الحالات العادية، فيبدو أن الضحك بدون سبب أو خلال لحظات الصدمة أو الحزن، يكشف عن رد فعل دفاعي للتعامل مع الأزمات، يتمثل في الضحك هربا من الانغماس في الحزن أو المشاعر السلبية بشكل عام، الأمر الذي يبدو غريبا من وجهة نظر البعض لكنه يعد طبيعيا كما يرى الخبراء، والذين يكشفون عن قيام العقل في تلك الحالة ببناء حائط صد لمواجهة المشاعر المحبطة.
من الوارد أن يتحول الضحك المستتر إلى حالة هستيرية من الضحك مع سعي الشخص إلى كتم ضحكاته في المواقف الجادة، حينها يحدث اضطراب مؤقت بالحجرات العصبية يؤدي إلى زيادة الوضع سوءا، وخاصة في ظل الشعور بالإحراج من هذا الموقف.
طرق التعامل مع الضحك اللاإرادي
يتطلب الضحك بدون سبب والذي ينتج عن اضطراب ما صحي، زيارة الأطباء النفسيين، حيث لن تفلح الطرق التقليدية للتوقف عن الضحك في علاج تلك الأزمة، بل يمكن للأطباء أن يكشفوا عن الحل العلمي القادر على إنهاء المشكلة من أساسها.
أما في الحالات الأخرى التقليدية، فهناك عدد من الطرق القادرة على إيقاف الضحك بدون سبب في الوقت المناسب، أبرزها تشتيت الذهن عبر نشاط مختلف وحتى إن كان في غاية البساطة، مثل هز الرأس أو لعق الشفاه أو حتى قرص الذراع أو التنفس بعمق.
كذلك يمكن مواجهة هذا الضحك المحرج، عبر حيلة البحث عن لون أو رقم داخل الغرفة، إذ تؤدي على سبيل المثال محاولة البحث عن لون أحمر داخل المكان الذي نجلس داخله، إلى تشتيت الذهن بصورة أكثر فاعلية، ليجد المرء نفسه قادرا على كتم الضحك بعد أن مرت لحظات طويلة من التركيز في أمر مختلف، علما بأن ترديد أي أغنية في العقل أو حتى القيام ببعض العمليات الحسابية في الذهن يعد من الحلول المثالية لعدد كبير من البشر.
أسباب الضحك بدون سبب عند الأطفال
يمكن إيجاز الأسباب المحتملة لذلك في الآتي:
- وجود مواقف مضحكة سابقة قد شاهدها الطفل في الماضي وخاصة طفل التوحد، فبعض البالغين يضحكون عند تذكرهم لموقف مضحك دون الانتباه لوجود أشخاص بجانبهم يمكن أن يتفاجؤوا بمثل هذا السلوك، لذا يمكن منع الطفل الذي يقل عمره عن 3 سنوات من مشاهدة التلفاز، وتحديد فترة زمنية قصيرة لمن هو أكبر من 3 سنوات وتكليفه ببعض الأنشطة.
- إصابة الطفل بالتوتر والقلق بسبب غياب أحد الآباء عنه أو وجود ضيوف جدد في البيت لم يعتد رؤيتهم مما يسبب له نوبات الضحك الهستيري، لذا يمكن تهدئته من خلال تكليفه بمهارات أو نشاطات مفضلة لديه.
- يحاول الطفل لفت الانتباه له من خلال إطلاق ضحكات هستيرية بصوت عالٍ، لذا يمكن تشتيت هذا السلوك وتدريبه على التواصل اللفظي الصحيح.
- عدم رغبته في أداء الواجبات وفعله لهذا السلوك، لذا يجب تجاهله وتوجيه تعابير الوجه ونبرة الصوت للتعامل مع الطفل، لإفهامه ضرورة التوقف عن مثل هذا التصرف، والانتهاء من الدرس بكل هدوء مع إثابته على ذلك.
في الختام، يمكننا المعاناة من الضحك بدون سبب، سواء كنا نعاني من اضطراب ما أو كنا أصحاء بشكل تام، إلا أن المؤكد أن تلك الحالة تتسبب في الإحراج للجميع، لذا تعد معرفة السر وراء تكرارها مطلوبة بشدة حتى يمكن القضاء عليها دون تأجيل.