سر عجيب يجمع بين ممارسة الرياضة بانتظام، وبين فرص المعاناة من مشكلات صحية بالأسنان مثل التسوس، توصلت إليه دراسة حديثة وتكشف عنه الآن.
الرياضة والأسنان
تتعدد الفوائد التي يمكن للمرء اكتسابها عند ممارسة الرياضة بانتظام، سواء على المستوى العضوي أو على الجانب النفسي، لذا تبدو نتائج دراسة بريطانية حديثة تشير لارتفاع فرص معاناة الرياضيين من مشكلات صحية مثل تسوس الأسنان، مثيرة للدهشة والاستغراب.
توصلت الدراسة التي أجراها باحثون من كلية لندن الجامعية، إلى أنه حتى مع اهتمام ممارسي رياضات مختلفة بأسنانهم، مثل رياضات كرة القدم أو السباحة أو ركوب الدراجات أو الهوكي، فإن فرص معاناتهم من مشكلات صحية بالأسنان تظل مرتفعة، ولأسباب وجيهة للغاية.
أشارت الدراسة إلى أنها استندت إلى استبيانات أجريت لنحو 352 رياضيا في بريطانيا، وجدت من خلالها أن 94% من هؤلاء يقوم بغسل أسنانه لمرتين في اليوم الواحد، وهي نسبة ربما تتجاوز الحد المعمول به من العامة، إلا أنها لم تقلل من مشكلات الأسنان التي واجهتهم رغم ذلك، والتي أدت لإصابة نحو 49% من هؤلاء الرياضيين بأزمة تسوس الأسنان، فما السر إذن؟
سر معاناة الرياضيين
تفسر الدراسة سبب معاناة أسنان ممارسي الرياضة رغم الاهتمام بها، مشيرة إلى أن حوالي 87% من ممارسي الرياضة في بريطانيا، اعتادوا شرب مشروبات الطاقة لإعانتهم على ممارسة المجهودات البدنية، وهي المشروبات التي تصيب الأسنان بمشكلات مختلفة يطول شرحها.
تقول الطبيبة جوليا جالاهر، وهي واحدة من الباحثين وراء الدراسة الأخيرة: “وجدنا أن أغلب المشاركين في الدراسة من محبي ممارسة الرياضة، اعتادوا القيام بغسل أسنانهم وزيارة أطباء الأسنان بشكل دوري، إلا أن تناول مشروبات الطاقة باستمرار خلال فترات التدريبات والممارسة يفسد كل شئ”، مضيفة: ” تحمل تلك المشروبات نسبا مرتفعة من السكريات، التي تتسبب في الإصابة بأزمة تسوس الأسنان، وأحيانا تؤدي إلى تآكلها”.
الجدير بالذكر أن نتائج الدراسة البريطانية الأخيرة، تأتي الآن لتضاف إلى نتائج مشابهة سبق وتم التوصل إليها من دراسات أخرى، كانت أكدت أن معاناة الشخص الذي يمارس الرياضة من جفاف الفم خلال فترات التدريبات المكثفة والطويلة، من شأنها أن تتسبب في الأذى لأسنانه، وهو عامل آخر وراء إصابة لآلئ الفم بالمشكلات الصحية.