لا حياة للإنسان والحيوان بدون النبات، فالمملكة الحيوانية جُبلت على التطفل على النبات، فالنبات من أعظم النعم التي أوجدها الله سبحانه وتعالى على الأرض، وكلمة النبات تشير إلى جميع أنواع المزروعات، سواء كانت أشجارا أم ورودا أم أعشابا أم نباتات صغيرة أو كبيرة، حيث تختلف النباتات في أشكالها وأحجامها وفوائدها، ولا يمكن حصر جميع أنواع النباتات الموجودة على الأرض، ولا يمكن حصر فوائدها الكثيرة أيضاً، فللنباتات فوائد كثيرة مباشرة وغير مباشرة، سواءً للإنسان أو البيئة أو الحيوان.
عدد أنواع النباتات
لكن هل كل النباتات، التي يقدر أعدادها بنصف مليون نوع، بهذا السمو والنبل والرفعة؟ كلا، بل إنها تضم العديد من النباتات ذات الممارسات العدائية الشرسة، مثل الإنسان! فمنها ما يهاجم شقيقه من النبات أو يعتدى على بعض الحيوانات أو الحشرات الضعيفة بأسلحتها الكيماوية؛ فالنبات أول منتِج ومستخدِم للأسلحة الكيماوية.
والغريب أن تلك الأنواع المفترسة تنتج غذاءها ذاتيًّا كبني جلدتها، ولكن لديها أعضاء تحورت لتمكنها من اقتناص فرائسها التي تمدها بالنيتروجين الذي تفتقر إليه التربة التي تقطنها.
العلماء الألمان وتحليل الفوائد
في الآونة الاخيرة توصل علماء ألمان إلى طريقة لاستخلاص عنصر كيميائي نفيس من النبات هو الجرمانيوم وهو عنصر شبه موصل استخدم في تصنيع أول جهاز ترانزيستور لقدرته الفائقة السرعة في نقل الموجات الكهربائية، وفي عصرنا هذا لا غنى عن سيليكون الجرمانيوم وهو عنصر لا فلزي في حياتنا المعاصرة فهو ضروري لصناعة أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وكابلات الألياف الضوئية، كما يستخدم الجرمانيوم الذي يبدو شفافا في الأشعة تحت الحمراء في أجهزة التوجيه الذكية والمجسات التي تستخدمها السيارات في توجيه حركتها في موقف السيارات، وعلى الرغم من وجود الجرمانيوم في التربة في شتى أنحاء العالم إلا أن استخلاصه صعب وتجيء معظم الإمدادات من الصين.
كما تستخدم النباتات في استخلاص العديد من العقاقير المهمة لكن بعض النباتات الطبية إما مهددة بالانقراض وإما يجري الاحتيال من أجل زراعتها.. وبالنسبة الى بعض العلماء فإن التوصل الى سبل لسهولة استخلاص هذه العقاقير بات يكتسب أولوية قصوى.
وينتج هذا النبات المهدد بالانقراض -المسمى التفاح الهندي وهو من الفصيلة الباذنجانية- مادة كيميائية أولية تستخدم في تصنيع عقار ايتوبوزايد للعلاج الكيماوي للأورام والذي يستخدمه كثيرون من مرضى سرطان الرئة والخصية والمخ والجهاز الليمفاوي وسرطان الدم وأنواع أخرى من الأورام.
مكافحة التلوث
قال الباحثون إنهم اكتشفوا إنزيما في النبات ذا قدرة على التفاعل مع مادة (تي إن تي) الموجودة في التربة بالأماكن الملوثة بها وهي المادة التي يمكنها إتلاف خلايا النبات وإهلاك مختلف المزروعات كما تجعل البيئة قاحلة جدباء، وقالوا إنه يمكن الاستعانة بالطرق التقليدية في تربية النبات لإنتاج نباتات مثل النجيل يمكن أن يخلو من هذا الإنزيم ليصبح ذا مقاومة شديدة ضد مادة (تي إن تي). ويمكن عندئذ إعادة زراعة مثل هذه النباتات في التربة الملوثة لإزالة هذه المادة من البيئة المحيطة بالنبات. بحسب رويترز.
الهواتف الذكية
الآن يعتقد علماء ألمان في جامعة فرايبورج للتعدين والتكنولوجيا أنهم توصلوا إلى طريقة ثورية للحصول عليه من تربتهم بمساعدة بسيطة من الطبيعة، وأستاذ الأحياء هرمان هايلماير هو ضمن مجموعة من العلماء يستخدمون نباتات عادية في هذه العملية غير المعتادة، ويقول هايلماير وهو يستعرض محاصيل حقله “ما يزرع في هذا الحقل هي محاصيل متنوعة للطاقة على سبيل المثال عباد الشمس (دوار الشمس) وذرة وحشائش لكن بدلا من استخدامها في أغراض الطاقة نريد أن نستعملها في التعدين النباتي هكذا نسميها في ألمانيا. نريد أن نستخرج عناصر موجودة في التربة لتنتقل إلى ساق النباتات وثمارها ونجمعها ثم نستخلص هذه العناصر من النباتات بعد استخدامها في الطاقة أي بعد تخميرها”.
العقاقير والدواء
قال الباحثون إنهم وضعوا أيديهم على الجينات التي تمكن نباتا ينمو في منطقة جبال الهيمالايا من إنتاج مادة كيميائية تستخدم على نطاق واسع في تصنيع عقار للعلاج الكيماوي للأورام ثم أدخلوا هذه الجينات إلى نبات تسهل زراعته معمليا لصناعة هذه المادة الكيميائية.
صناعة الطائرات
أعلنت شركة اسكتلندية أنها ابتكرت مادة من مخلفات بنجر السكر تصل متانتها إلى ضعف صلابة ألياف الكربون وقد يمكن استخدامها مستقبلا في صناعة أجنحة الطائرات، وابتكر ديفيد هيبورث واريك ويل مؤسسا شركة سيلوكومب الاسكتلندية وهما عالمان مقرهما أدنبره مادة كوران وهما يسعيان إلى ابتكار مادة تنافس ألياف القطن ووجدا ان مادة كوران ذات قوة شد ومتانة عالية في مجال مقاومة المواد. بحسب رويترز.
استخلاص الروائح
طب الروائح الذي يقوم على استخدام الزيوت العطرية لأغراض علاجية يشهد رواجا من جديد لا سيما في فرنسا مستفيدا من الإقبال على المنتجات الطبيعية العضوية والتشكيك بالأدوية المتوافرة، ويدير ماركو وايزابيل باكيوني “بور إيسانسييل” الشركة الأولى في فرنسا في مجال طب الروائح والتي تجسد النجاح السريع لهذا القطاع. بحسب فرانس برس.