ثقافة ومعرفة

كيف يكشف العمر عن معدل التمثيل الغذائي للجسم؟

يمر الجسم البشري بتغيرات متلاحقة على مدار العمر، حيث يلاحظ الإنسان ذلك مع تجاوز مرحلة العشرينات ثم الثلاثينات وحتى يصل للستينات وما بعدها، ويدرك ضرورة الالتزام بالنمط الصحي كلما مر الوقت، وخاصة في ظل بروز الاختلافات التي تصيب معدل التمثيل الغذائي أو الأيض المختص بتحويل الغذاء لطاقة في الجسم، والتي نوضحها وفقا لكل عمر في تلك السطور.

التمثيل الغذائي وفقا للعمر

تعد مرحلة العشرينات من أفضل المراحل في حياة كل شخص، بالنظر إلى معدل الأيض الرائع في هذا العمر، فبالرغم من أن الأمر قد يختلف أحيانا من شخص لآخر تأثرا بالعوامل الوراثية أو الجينية، إلا أن المعتاد هو أن تشهد تلك الفترة من الشباب أفضل نسب التمثيل الغذائي، ليصبح المرء قادرا على تناول كميات أكبر من الطعام دون أن يتأثر وزنه بالدرجة المتوقعة، كما يملك الكتلة العضلية المناسبة من أجل ممارسة النسبة الأغلب من المجهودات البدنية، ليلاحظ أن الشعور بالإجهاد يبدو مستبعدا في كثير من الأحيان.

ربما يلاحظ تراجع معدلات التمثيل الغذائي مع نهايات فترة العشرينات، ليتضح في العقد التالي أو مرحلة الثلاثينات بطء حدوث بعض العمليات داخل الجسم، ومن بينها الهضم والقدرة على فقدان الوزن والحاجة إلى استخدام المرحاض، في هذا الوقت يتوقف نمو الجسم تماما، فيما يبدأ في فقدان نسب أكبر من الكتلة العضلية، لذا يبقى بذل الكثير من الجهد أثناء ممارسة الرياضة في صالات الجيم ضروريا لمقاومة تلك التغيرات قدر الإمكان.

يصبح البطء الذي يعاني منه التمثيل الغذائي للجسم شديد الوضوح خلال مرحلة الأربعينات، إذ تنخفض نسب هرمونات الإستروجين والبروجيستيرون لدى النساء، ليؤثر ذلك دون شك على الدورة الشهرية وكذلك الجهاز التناسلي، علاوة على أن بلوغ منتصف تلك المرحلة أو الـ45 تقريبا يشهد بدء فقدان نسب أكبر من كتلة الجسم العضلية.

تنقطع الدورة الشهرية للمرأة بصورة مؤكدة خلال مرحلة الخمسينات، ما يؤثر على مستوى الأيض ويزيد من فرص زيادة الوزن، فيما تتبدل طبيعة الكتلة العضلية لتتحول إلى دهون، وهو الأمر الطبيعي الذي يواجهه الإنسان مع التقدم في العمر، لكنه يتطلب الانتباه لبعض النصائح القادرة على تحسين معدلات التمثيل الغذائي مهما بلغ السن.

كيفية تحسين التمثيل الغذائي

إن كان الحرص على اتباع العادات الغذائية مطلوبا في كل سن، فإنه يصبح إلزاميا مع التقدم في العمر، حيث يعد نمط الحياة قليل الحركة وكذلك تناول الأكلات السريعة وغير المغذية، من أخطر أعداء الإنسان، لتتضح أهمية الاعتماد على الوجبات الصحية مع عدم تخطي وجبة الإفطار تحديدا والاهتمام بتقسيم الوجبات المتوازنة على مدار اليوم.

يبدو الاسترخاء والبطء في الحركة مطلوبا عند تناول الطعام، حيث يؤدي الأكل سريعا إلى رفع مستويات السكر بوضوح بما يقلل من معدل الأيض، فيما يتسبب في تشتت الذهن الذي لن يشعر بالشبع إلا متأخرا، لذا ينصح بتناول الوجبات الغذائية ببطء بما يساهم أيضا في تحسين عملية الهضم.

من الوارد أن يعاني المرء في مرحلة الثلاثينات من بعض مشكلات النوم، التي لا تتطلب الاعتماد على الأدوية المحفزة على النوم، بقدر اللجوء إلى حيل أخرى لتحسين الوضع، ومن بينها عدم تناول الطعام في وقت متأخر وممارسة بعض الرياضة مساء، مع الاستحمام بالماء الدافئ في هذا الوقت وتصفح الكتب قبل النوم بدلا من الأجهزة الإلكترونية.

في كل الأحوال، تبقى تغيرات الأيض واقعا يشعر به الإنسان كلما تقدم في العمر، إلا أن اتباع نمط الحياة الصحي وتجنب العادات السيئة يعني السيطرة على معدلات التمثيل الغذائي بدرجة مقبولة مهما تقدمنا في السن.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى