في وقت انتشرت فيه الحاجة إلى العمل من المنزل، يأتي العلم ليكشف عن التأثير المباشر الذي يقع على إنتاجية الموظف، وهو التأثير الذي يبقى إيجابيا في بعض الأحيان وسلبيا في أحيان أخرى، كما نوضح الآن.
العمل من المنزل
أدى انتشار فيروس كورونا حول العالم، لاتجاه الملايين من البشر إلى العمل من داخل المنزل، ما يبدو إجراء وقائيا مهما، لكنه يحمل بين طياته الكثير من الآثار الإيجابية وربما السلبية على العاملين أيضا.
بحث العلماء عن تأثير العمل من المنزل على الموظف منذ سنوات، حيث أكدت دراسة أجريت في جامعة إنسبروك النمساوية في عام 2012، أن نتائج العمل من المنزل وتأثيراتها على إنتاجية الموظف، تختلف وفقا لطبيعة العمل نفسه.
الإنتاجية وطبيعة العمل
يرى الباحثون أنه في حال كانت المهام الموكلة للشخص الذي يعمل من المنزل مملة وروتينية، فإن القيام بها يبدو أفضل للجميع من داخل مقر الشركة، حتى يضمن العامل نفسه، الحفاظ على تركيزه في ظل الانضباط الذي تفرضه الشركات.
تقول جلين داتشر، وهي الأستاذ المساعد من جامعة أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية: “عند إتمام مهام عمل مملة، تصبح الممارسات التقليدية مثل مشاهدة التلفزيون والتنزه مع الكلب أو حتى غسل الملابس، أكثر متعة من ذي قبل”، ما يكشف عن تراجع إنتاجية العامل عند إتمام مهام تلك الوظيفة من المنزل.
على الجانب الآخر، يؤكد العلماء أنه فيما يخص الوظائف الإبداعية، فإن العمل من المنزل يعد هو الأنسب، بعيدا عن الشركات التي تحرص على اتباع الموظف للقواعد بشكل قد يقتل الإبداع بداخله.
الحل الأمثل
ينصح الخبراء في حال الاضطرار إلى العمل من المنزل، بالانتباه لبعض الأمور التي قد تحافظ على الإنتاجية ولا تقلل منها، مثل ضرورة التواصل مع زملاء العمل عبر الطرق المتاحة، حيث يؤدي تبادل الآراء والأفكار إلى زيادة فرص الإبداع، وتقليل مشاعر الرتابة والملل.
كذلك ينصح عند العمل من المنزل، بالحرص على تنظيم مهام العمل ومحاولة الانتهاء من المهام الأكثر صعوبة في بداية اليوم، مع عدم ترك الأمور تسير بعشوائية مفرطة، بدرجة تعرقل الإنتاجية وتزيد من مشاعر التوتر والقلق، وهي أمور غير مطلوبة في جميع الأحوال.