يعد العمل من المنزل هو الخيار الأفضل لأغلب السيدات أو لأصحاب الشخصية الانطوائية، وربما لجميع البشر في حال انتشار الأوبئة والفيروسات، كما هو الحال الآن مع تفشي فيروس كورونا المرعب، إلا أن النجاح في إتمام مهام الوظيفة من داخل البيت يتطلب الانتباه لبعض النصائح وكذلك المحظورات، حتى تتحقق أهداف العمل من المنزل كاملة.
تهيئة المنزل للعمل
في البداية، يحتاج العمل من المنزل تهيئة مقر السكن، ليكون مناسبا لإتمام المهام المطلوبة دون استثناء، إذ ينبغي التأكد من توفر كل وسائل التكنولوجيا التي نحتاجها في تلك الأوقات. أولى تلك الوسائل هو جهاز الحاسوب المحمول “اللابتوب”، والذي يصبح في تلك الحالة وسيلة القيام بالعمل وربما وسيلة التواصل مع زملاء العمل، لذا يفترض به أن يكون ممتلئ البطارية، ومهيأ للاستخدام في أي وقت، كما يفترض تجهيزه بكل التطبيقات والبرامج التي يعتمد عليها في بعض الأحيان بالعمل.
وسيلة أخرى لا تقل أهمية لإتمام العمل من المنزل وتتعلق بالتكنولوجيا أيضا وهي الإنترنت، حيث يفترض بالشخص أن يحرص على الحصول على سرعة إنترنت ملائمة، مع تجهيز البدائل في حال تعطل الخدمة، مثل دعم الهاتف بالخدمة أيضا لإمكانية الاستعانة بها في حال حدوث أزمة بخدمة الواي فاي.
كذلك يجب أن يحتوي المنزل على بعض الأطعمة الخفيفة التي يمكن تناولها في أوقات الراحة من العمل، مع أهمية إجراء نقاش مع المدير المسؤول في بداية العمل، بشأن الأدوات المطلوبة لإتمام المهام بالصورة الأمثل.
شاهد أيضاً: معلومات عن فيروس كورونا المركب
كيفية تجنب التشتت
وجود أفراد الأسرة، وبخاصة إن كانوا صغارا، بداخل المنزل ولأغلب فترات اليوم، يمكنه أن يعرقل فرص القيام بالعمل من المنزل بالشكل المطلوب، إلا إن استعد المرء من البداية لهذا الأمر، ذلك عبر تجهيز المنزل بوسائل الترفيه عن الأطفال في هدوء، مثل ألعاب أحجيات الصور المقطعة Puzzle، والقصص وكتب التلوين، مع ترك لهم المساحة لممارسة بعض الألعاب الإلكترونية، ولكن في أوقات محددة.
ينصح في كل الأحوال، بأن يكون مقر العمل في المنزل، معزولا قدر الإمكان عن أماكن تجمع أفراد الأسرة، حتى لا تتشتت بأصوات صراخ الأطفال، أو بأصوات أدوات الطهي أو حتى رائحة الطعام القادمة من المطبخ، مع التنبيه على الجميع بضرورة احترام مكان العمل، وعدم الدخول إليه إلا للضرورة القصوى.
نصائح
ينصح دائما بمحاولة ارتداء ملابس لائقة والاهتمام بالمظهر قبل بدء العمل، وكأنك ذاهب إلى الشركة للعمل وسط موظفين آخرين، مع الجلوس على مكتب مناسب ومقعد مريح، حيث يحفز ذلك العقل على التركيز في إتمام المهمة المطلوبة بصورة احترافية، على عكس ما يحدث عند إتمام العمل من المنزل في ظل ارتداء ملابس النوم والجلوس على الفراش.
كذلك ينصح بوضع مواعيد محددة من أجل بداية العمل ونهايته كل يوم، حتى لا يترك المجال إلى التأجيل الذي يتسبب في الألم النفسي، وكي تتمكن من تنظيم الأولويات حتى تجد المساحة أيضا للخروج من المنزل أو الجلوس مع أفراد الأسرة، مع كتابة المهام اليومية قبل بدء العمل بفترة كافية، وإلزام النفس بعدم العودة لأداء بعض المهام بعد انتهاء الوقت المحدد للعمل في نهاية اليوم.
محظورات
في وقت يحذر فيه خبراء علم النفس من الوحدة، يأتي العمل من داخل المنزل ليتسبب في كثير من الأحيان في شعور الموظف بالوحدة والانعزالية، ما يتطلب الحذر من الجلوس لساعات طويلة في صمت بعيدا عن أعين الآخرين، ويتطلب إذن إما تحديد بعض الأيام من أجل إتمام العمل من النادي أو المقهى إن أمكن، أو حتى الجلوس مع أفراد الأسرة في أوقات الراحة بدلا من تصفح الهاتف.
أيضا يسعى البعض عند العمل من المنزل، إلى محاولة إنهاء المهام المطلوبة في أسرع وقت ممكن، حتى تتاح لهم فرصة زيادة وقت الراحة بعد الانتهاء من العمل، الأمر الذي يحذر منه العلماء، في ظل حاجة الفرد للحصول على أوقات راحة قصيرة بين الحين والآخر، إذ ينصح بالحصول على نحو 5 أو 10 دقائق من الراحة كل ساعة عمل، من أجل ترك المقعد والتحرك قليلا، ما ينشط الدورة الدموية ويحمي من الأمراض الخطيرة.
في كل الأحوال، تتعدد فوائد العمل من المنزل للفرد، حيث تتيح له فرص القيام به دون ضغوط، مع تحديد الأوقات المناسبة لك ولأسرتك من أجل بدء العمل أو الانتهاء منه، إلا أن عدم الالتزام بالمعايير المطلوبة والمذكورة، قد يهدد فرص نجاح المهمة، لذا فالانتباه إليها مطلوب.