تنتقل الشعوب العربية والإسلامية تدريجيا من طقوس شهر رمضان الكريم المميزة والتي يتفرد بها عن بقية الشهور، إلى طقوس عيد الفطر المبارك، واستقباله والاحتفال به بعادات وتقاليد متوارثة، تتشابه في بعضها وتختلف في كثير منها، والتي سنتعرف عليها في هذا المقال.
الإمارات
تتشابه مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك في مناطق الإمارات المختلفة، وترتبط تلك العادات والتقاليد بالموروث الشعبي الذي يحرص عليه الآباء والأجداد، إذ كانت النساء قديما تبدأ بالاستعداد لعيد الفطر منذ شهر شعبان، حيث يتم تجهيز الطعام الخاص بشهر رمضان والعيد على السواء.
ويبدأ العيد في الإمارات بالخروج إلى مصليات العيد مبكرا وأداء صلاة العيد، ثم تبادل التهاني فيما بينهم، قبل أن يجتمع أفراد كل منطقة في مجلس عام، أو في منزل إحدى الشخصيات البارزة لتبادل التهاني وتناول وجبات العيد الشعبية المتعارف عليها، كالهريس والخبيص واللقيمات والعرسية والبلاليط، وتكثر في أيام العيد أفعال الخير والاهتمام بالفقراء والمساكين.
البحرين
تحضر الأسر في البحرين للعيد بشراء الملابس الجديدة، وتجهيز الأنواع المختلفة من العطور والحلويات والمأكولات المتميزة التي يختص بها الشعب البحريني كالحلوى البحرينية الشعبية، والسمبوسة الحلوة التي ترافقها القهوة العربية بالهيل والزعفران، إلى جانب المكسرات.
هذا بخلاف الأكلات الشعبية التي يتم تناولها على مدار اليوم كالبلاليط وهو الشعيرة المحلاة مع البيض المقلي، والعصيد والخبيص والبثيث والعقيلي، إضافة إلى تبادل الزيارات وتقديم ماء الورد والعود أثناء التهنئة.
مصر
في مصر تتزين الشوارع والميادين لاستقبال العيد، ويحرص المسلمون في مصر على أداء صلاة العيد في الساحات الكبيرة والمساجد العريقة بالقاهرة وغيرها من المحافظات، ويذهب كثير من الأسر إلى صلاة العيد بشكل جماعي، مرتدين الملابس الجديدة، وعقب الصلاة يتبادلون التهاني والتبريكات، ويحرص كثير منهم على الذهاب إلى المقابر لزيارة الأموات والدعاء لهم.
ومن أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر، تقديم الهدايا والعيديات للأطفال الصغار، كما تشكل أيام العيد فرصة للتقارب بين الأهل والأصدقاء، وتبادل الزيارات، والخروج إلى المنتزهات والأماكن العامة.
تونس
تستعد تونس لعيد الفطر بعطلة رسمية قبله بيوم، إضافة إلى أول وثاني أيام العيد، وتبدأ التحضيرات قبل العيد بعدة أيام بتنظيف البيوت وشراء الملابس الجديدة، ثم تشرع ربات البيوت في تحضير الحلويات والمرطبات التي تشكل مكونا أساسيا للضيافة التونسية في العيد، بالإضافة إلى البقلاوة التي تشتهر بها البلاد، وبعض أنواع الكعك والحلويات الشعبية.
ومن أبرز المظاهر التي يتميز بها الشارع التونسي في العيد “بوطبيلة”، الذي يبدأ رحلته مع فجر أول أيام العيد ليجوب الشوارع والأحياء، ويقرع الطبول إيذانا بدخول عيد الفطر المبارك، ويهنئ الناس في المنازل والشوارع، وفي المقابل يمنحونه مقابلا رمزيا على سبيل الهبة والإحسان.
اليمن
تبدأ مظاهر العيد في اليمن مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، إذ ينشغل الجميع صغارا وكبارا بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية، ليتم حرقها ليلة العيد؛ تعبيرا عن حزنهم على مفارقة شهر رمضان، وتعبيرا أيضا عن فرحتهم بقدوم عيد الفطر المبارك.
ويحرص أهالي القرى في اليمن على نحر الذبائح وتوزيع لحومها على الجيران والأصدقاء، والجلوس في المجالس الخاصة والعامة طوال أيام العيد، وتبادل الزيارات العائلية، وتحرص ربات البيوت على تقديم أصناف الطعام التي لا يخلو منها منزل يمني كـ “السَّلتة”، والتي تتألف من الحلبة المطحونة، وقطع البطاطا المطبوخة، والقليل من اللحم والأرز والبيض، إضافة إلى بعض الأكلات الأخرى كبنت الصّحن أو السّباية، وهي عبارة عن رقائق من الفطير مخلوطة بالبيض والسمن البري البلدي والعسل الطبيعي.
السودان
أخيرا في السودان، إذ يتم التجهيز لاستقبال عيد الفطر منذ منتصف شهر رمضان المبارك، وتجري الاستعدادات في البيوت على قدم وساق، حيث يتم إعداد أصناف متعددة من الحلوى من الكعك والخبز وبكميات وافرة لإكرام الزائرين الذين يتوافدون للزيارات بعد صلاة العيد.
بعد ذلك يتوافد رجال الحي في كثير من القرى إلى منزل إحدى الشخصيات الكبيرة والمعروفة في المجتمع، حاملين إفطارهم معهم ليتناولونه سوية، ثم يحرصون جميعا على الخروج جماعات لزيارة المرضى وكبار السن يشاركهم في ذلك النساء والأطفال، وتستمر هذه العادات والزيارات العائلية والتكافلية طوال الأيام الأولى من شوال، ويتم تنظيم الرحلات العائلية والشبابية، ويمضي الكثير من السودانيين أوقاتهم على ضفاف نهر النيل.