أعمال

الفرق بين القائد والمدير.. أيهما أفضل للعمل؟

يعتقد الكثيرون أن القيادة والإدارة هما أمر واحد، حيث يبدو الفرق بين القائد والمدير غير واضح المعالم بالنسبة إليهم، على الرغم من أن لكل شخص مهارات خاصة به وإن كانت تلك المهارات أكثر شمولا لدى القائد، كما نوضح عبر تعريف كل من القائد والمدير، وكذلك الفرق بين القائد والمدير وكيفية تحول المدير ليكون قائدا.

تعريف المدير

يعرف المدير بأنه الشخص الذي يسعى لتنفيذ الأعمال بالاعتماد على أشخاص آخرين هم المرؤوسين، حيث يعطي لهم التوجيهات اللازمة من أجل إتمام المهام بكفاءة.

يسعى المدير إذن لتحقيق النجاح عبر إعطاء المرؤوسين الأهداف التي يجب أن يصلوا إليها، فيما يقوم بتحفيزهم في أغلب الأحيان عبر زيادة الرواتب والمكافآت.

يتحول المرؤوسين تحت قيادة المدير إلى تابعين، فيصبح الهدف الأسمى بالنسبة إليهم هو إرضاء المديرين، بصرف النظر عن النتائج التي تم تحقيقها.

تعريف القائد

القائد كالمدير يسعى إلى تحقيق أهداف العمل كاملة، إلا أنه يعتمد في الغالب على إيصال الرؤية وليس الأهداف إلى المرؤوس، حتى يؤمن بالفكرة ويعمل بإخلاص، من دون الحاجة إلى تحفيزه عبر الأموال.

من هنا يبدو القائد أكثر إلهاما للمرؤوسين، فهو ليس مجرد الشخص الذي يعطي الأوامر دون مناقشة، بل هو الإنسان القادر على إقناع العاملين بأنهم جزء أصيل من العمل، وليسوا مجرد تابعين.

يصبح المرؤوس بمرور الوقت محبا للقائد، ليكون المتوقع أن يبذل العامل في تلك الحالة كل المجهودات الممكنة، ليس فقط من أجل تحقيق النجاح الشخصي، بل كذلك للمساهمة في إنجاح قائده وإنجاح العمل الذي يؤمن بفكرته.

الفرق بين القائد والمدير

تتعدد الفروق إذن بين القائد والمدير، فالقائد هو شخص يتسم بالمرونة يمكنه التعامل مع طبائع البشر المختلفة ببساطة ودون تعقيدات، على عكس المدير الذي لا يرى على الأغلب إلا الأرقام والنتائج، ومن ثم لا يهتم كثيرا بتحفيز العاملين بطرق غير تقليدية.

يهتم القائد كثيرا بأن يكون له أسلوبه الخاص غير المفتعل، حتى يصبح أكثر ارتياحا عند التعامل مع المرؤوسين، فيما يسعى المدير على العكس من ذلك إلى تقليد خطوات المديرين الآخرين، والسير في نفس اتجاه رؤسائه الذين تعلم منهم في السنوات السابقة.

تعد درجة المخاطرة من أبرز النقاط التي تكشف عن الفرق بين القائد والمدير، فبينما لا يجد القائد أي أزمة في سلك اتجاهات حديثة وغير روتينية في العمل، فإنه يتقبل المخاطرة بهدوء، على عكس المدير الذي يستهدف دائما تقليل المخاطر قدر المستطاع، لذا فهو يسعى إلى تجنب المشكلات بدلا من علاجها بصورة حاسمة، ما يكشف عن فارق جديد بين القيادة والإدارة، يتمثل في قدرة القائد على التفكير لأبعد مدى، فيما ينصب تركيز المدير على المدى القصير فحسب.

يتجلى الفرق بين القائد والمدير في عنصر التعلم المستمر أيضا، حيث يلاحظ دائما اهتمام القادة بأن يتعلموا شيئا جديدا بصفة يومية، حتى لا يقفون في أماكنهم، فيما يلاحظ على النقيض من ذلك اكتفاء المديرين الذين لا يتحلون بالصفات القيادية، بمهاراتهم الحالية وعدم السعي إلى تطويرها، اعتقادا منهم بأن الوصول إلى منصب المدير يعني تحقيق الهدف الأسمى والأخير.

يتحدد الفرق بين القائد والمدير بدرجة أكثر وضوحا، مع النظر إلى طريقة تعامل المدير والقائد مع المرؤوسين أثناء توزيع المهام، فبينما يتلخص دور المدير في تحديد الأهداف للمرؤوس، فإن القائد يسعى بكل جدية وإيمان أن يصل برؤية شاملة إلى عقل المرؤوس، ليؤثر في سلوكه الإنساني ويصبح هو نفسه قائدا في مكانه.

كيف يصبح المدير قائدا؟

يرى بعض الخبراء والباحثين أنه على عكس الإدارة التي يمكن اكتساب مهاراتها بمرور الوقت وبزيادة الخبرات، فإن القيادة هي موهبة تولد مع الشخص ولا يمكن الظفر بها مهما طال الزمان، وهو الأمر الذي يختلف معه خبراء آخرون يؤكدون أن صناعة القائد واردة للغاية عند مراعاة بعض النقاط.

التحول من مدير إلى قائد يتطلب توليد شعور بداخل المرؤوسين بأنك شخص منهم، حيث يبدو القائد أكثر قربا من العاملين، ليحفزهم بأشكال مختلفة وإبداعية طوال الوقت، علما بأن فهم مشاعر المحيطين به من مبادئ القدرة على القيادة وليس الإدارة فحسب.

كذلك يتطلب الانتقال من مرحلة الإدارة إلى القيادة التمتع بثقة شديدة سواء في النفس أو في العاملين الآخرين، وإلا فقد المرؤوس إيمانه برئيسه وبأفكار العمل كافة.

في كل الأحوال، يتجلى الفرق بين القائد والمدير في مدى تمتعه بمهارات الاتصال اللازمة، حيث يعتبر اكتساب مهارات التواصل من الأساسيات لدى القائد الناجح، الذي يمكنه فهم المرؤوسين بسهولة، ومن ثم يصبح قادرا على إقناعهم بأهداف العمل دون تعقيدات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى