تعتبر القطط من أكثر الحيوانات المستأنسة انتشارا على مستوى العالم وهي منتشرة حتى أكثر من الكلاب ويقول المؤرخون إن أول من استأنس القطط هم قدماء المصريين ورغم أن القطط لم تساعدهم فى الصيد أو الحراسة مثل الكلاب ولا هي من حيوانات المزرعة التي يؤكل لحمها أو يشرب لبنها إلا أن المصرييين القدماء استأنسوها وقدسوها أيضا فقد كانو يحنطون جثث القطط كمومياوات كما يفعلون مع البشر بل وجعلوا منها إلها برأس قط وجسم امراة وسموه باستيت وقد كانو يعاقبون من يؤذي قطا بعقوبة تصل حتى القتل ووجدت بمصر فى العصر الحديث مقبرة تحتوى على ما لا يقل عن ثلاثمائة ألف قطة محنطة.
تكبد المصريون هذا العناء فى الاعتناء بالقطط لأنها كانت ذات صفات فريدة ومميزة وتلك الصفات هي التي ساعدت المصري القديم على الزراعة والاستقرار.
ذلك أن المصري القديم لما عرف الزراعة وبدأ فى تخزين المحصول كانت تواجهه مشاكل في تخزين المحصول بسبب القوارض والحشرات والفئران وبعض الزواحف وحيث أن القط صياد ماهر بطبعه فقد حمى المحصول من تلك المشاكل دون أن يسبب أي عناء لمربيه فهو لا يعتمد عليه فى الغذاء وفيما يلى نتعرف على بعض صفات القطط التى جعلت منها آلهة عند القدماء وجعلتها الحيوان الأكثر استئناسا وانتشارا في العصر الحديث.
– القط صياد ماهر وليس غريبا عليه فالقطط من الفصيلة السنورية والتي يعتبر فيها الأسود والنمور أولاد عمومة بالنسبة للقطط فغريزة الصيد عندها وراثية ووفق دراسة قام بها الدكتورscott R.loss في جامعة أوكلاهوما وتم نشرها فى ٢٠١٣ اتضح أن القطط الأليفة المنزلية تقتل سنويا في أمريكا فقط من ٢ إلى ٤ مليار طائر ومن ٧ إلى٢٠ حيوان مثل السنجاب والأرانب والفئران
– كما أكدت دراسة أخرى نشرت في جريدة global change biology أن القطط مسؤلة عن انقراض ١٤% من الزواحف والطيور التي تعيش على الجزر والقطط المنزلية تحديدا مصنفة أنها من أكثر ١٠٠ حيوان قاتل فى الطبيعة.
– القطط لا تعتمد على الإنسان المربي، فكما ذكرنا تستطيع أن تؤمن غذاءها لنفسها ولذلك يبدو الأمر في بعض الأحيان وكأنها تتجاهل الشخص المربي أو لا تهتم به، وقام فريق من الباحثين فى جامعة طوكيو بالبحث في إذا ما كانت القطط تتجاهل الإنسان المربي عمدا، حيث قامو بالدراسة على ٢٠ قطة وأسمعوا كل واحدة منهم خمسة أصوات مختلفة تنادي عليها باسمها وصوت واحد منها فقط كان صوت صاحبها، وقامو بقياس بعض إشارات الاستجابة عند القطط مثل حركة الأذن واتساع حدقة العين وكانت النتيجة مذهلة، فالعشرون قطة جميعا أبدوا إشارات تدل على معرفتهم لصوت المربي ومع ذلك ولا واحدة منهم استجابت لندائه، ما يعني أنهم جميعا قرروا تجاهله رغم تمييزهم لصوته عن غيره من الأصوات.
وتلك الصفات التى ذكرناها فى القطط هي صفات عامة تنطبق على أنواع القطط كافة بشكل عام، ولا شك أن هناك صفات أخرى ممتعة للقطط، مثل أشكالها الجميلة والفاتنة فى بعض الأنواع ومثل حبها للعب بالكرة والصوف، ومثل اختباء القطط الصغيرة بملابس الإنسان لعدم قدرتها على تنظيم حرارة جسمها بعد، وتمسحها بأصحابها لتميزهم برائحتها فيمتنع غيرها من القطط من الاقتراب منه لأنها تعتبره ملكية خاصة بها، ولا تقبل أن يشاركها أحد في اهتمامه.
كل هذه الصفات وغيرها جعلت الإنسان يحب القطط ويستأنسها رغم ترفعها عليه وحرصها الشديد على تأمين نفسها دون الاعتماد عليه ومن الطريف أن دراسة أجريت على الطلبة بالجامعات البريطانية أثبتت أن الطلاب أصحاب القطط يحصلون على درجات أعلى من غيرهم ولعل هذا بسبب صفات القطط التي ذكرناها والتى تجعل حتى من أصحاب القطط أشخاصا مميزين.