يؤمن الكثيرون بأن المال لا يجلب السعادة للإنسان، إلا أن دراسة حديثة تكشف عن قدرة المال على تحقيق المتعة للبشر، ولكن وفقا للطبقة الاجتماعية الخاصة بهم.
المال والطبقة الاجتماعية
تختلف الطرق التي نسير فيها جميعا من أجل الوصول إلى الإحساس بالسعادة والرضا، حيث يعتقد البعض أن المال قادر على تحقيق المتعة للبشر أحيانا، ما تشير إليه إحدى الدراسات التي تشدد على أن الطبقة الاجتماعية للمرء هي ما تحدد كيفية الوصول للسعادة من أجل المال.
أجابت الدراسة التي شارك فيها باحثون من جامعتي أريزونا وكاليفورنيا الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومعهد أولسان الوطني للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية، عن السؤال الذي حير الكثير من البشر، والمتمثل في كيفية إنفاق الأموال بالشكل الأمثل من أجل تحقيق السعادة، حيث فرقت بين طريقة الإنفاق الأفضل للأثرياء، وبين الطريقة الأمثل التي يمكن للبسطاء أن يعتمدوا عليها.
أوضح الباحثون من خلال الدراسة، أن أبناء الطبقة الاجتماعية الأعلى، ربما يشعرون بالمتعة الحقيقية عند إنفاق الأموال من أجل خوض التجارب المختلفة، مثل السفر أو حتى الذهاب للسينما أو للحفلات الغنائية، بالمقارنة بشراء المنتجات العادية مثل الأحذية أو الملابس، والتي لا تحقق لهم نفس المتعة، على الجانب الآخر، أشار الباحثون إلى أن البسطاء القادمين من طبقات اجتماعية أقل نسبيا، تبدو عليهم ملامح السعادة بشكل أكثر وضوحا عند إنفاق المال في شراء المنتجات الملموسة، بدلا من إنفاقها في خوض التجارب.
تعقيب الباحثين
تقول ويندي وويد، وهي الباحثة وأستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا الجنوبية: “بينما يعتقد الكثيرون أن خوض التجارب أكثر متعة من شراء المواد والمنتجات، فإن الأمر يبدو مختلفا بالنسبة للطبقات الاجتماعية الأقل، لذا توصلنا إلى أن طريقة إنفاق الأموال من أجل الوصول للسعادة تختلف وفقا للطبقة الاجتماعية”.
يرى الباحثون أن أبناء الطبقات الاجتماعية العليا، يملكون من المصادر ما يؤهلهم للتركيز على تنمية وتطوير الذات، لذا يعتبر خوض التجارب الجديدة بالنسبة إليهم وسيلة مناسبة لتحقيق السعادة، فيما ينصح أبناء الطبقات الأدنى باستغلال المال بصورة تتناسب مع ظروفهم المادية، الأمر الذي يعني ضرورة إنفاق الأموال في شراء المنتجات الأساسية قبل أي شيء آخر.
تقول ديبورا هال، الباحثة من جامعة أريزونا: “بالنسبة لأبناء الطبقة الأقل، فإن إنفاق المال في شراء بطاقات حفل غنائي أو رحلة سفر، لن يأتي بنفس النتائج المطلوبة، مثلما قد يحدث عند استغلال الأموال في شراء شاشة تلفزيون أو حتى زوج من الأحذية، ما يؤكد في النهاية على أن التجارب الجديدة ليست وحدها ما تحقق السعادة للمرء، وأن الأمر يتحدد دون شك وفقا للطبقة الاجتماعية”.