تعاني بعض النساء في نواحي العمل مختلفة من عدم المساواة مع الرجل، برغم أنهما يؤديان نفس العمل ولكنها تتعرض لذلك لطبيعة مهامها كأم وامرأة وربة منزل.
فهناك مجالات يسيطر عليها الرجال فقط لعدم وجود مساحة للمرأة الأم بها، وأحيانا ما تتأخر ترقيات المرأة عن زميلها بالعمل لأسباب غير عادلة كتغيبها خلال إجازة الوضع ورعاية الطفال، برغم كفاءتها في الأوقات التي كانت تعمل بها.
وللتغلب على تلك المشكلة ينبغي على المدريرين وأرباب العمل مراعاة هذه النقاط لتحقيق مساواة بين الموظفين من الجنسين.
المرونة
من الأسباب التي تجعل النساء يحصلن على أجور أقل مما يأخذه الرجال هو أنهن يفضلن المرونة الزمنية على الراتب، فيمكن لمدير العمل أن يقدم بعض الوظائف بعدد ساعات أقل وراتب منخفض لتتناسب وظروف المرأة. أيضا إتاحة بعض الوظائف التي يمكن أن تتم عن بعد فتقوم بها الموظفة الأم من المنزل، فتلك المرونة في طرح مواعيد مختلفة للعمل، تحقق نوعا من المساواة بين الموظفين من الجنسين رجالا ونساء، حيث لا يجد الرجل أمورا كثيرة تعرقل عمله مثل الحمل والأمومة ومسؤولية طفل رضيع.
وضع جداول بمواعيد متبادلة
وجود جدول زمني محدد يقسم المواعيد وأيام العمل بين الموظفين أمر هام لتحقيق مساواة بين الرجل والمرأة في العمل. فالرجال مسؤولون بالطبع ولكن النساء يتحملن مهام أكثر كالتربية والرعاية ومواعيد الطبيب واجتماعات الآباء بالمدرسة، كلها أعباء قد تصطدم بحدة قوانين العمل فتحرم المرأة من وظيفتها.
لذا إذا تم تقسيم أيام الأسبوع مثلا بين الموظفين فيعرف كل منهم جدول عمله بالأيام، يمكنهم من تنسيق مواعيدهم مع المسئوليات الاخرى خارج العمل، مما يوفر لهم فرصة نجاح متساوية دون التضحية بالمنزل أو الأسرة.
التدريب الإداري
كثير من المناصب الأعلى في العمل يتم اختيار موظفيها على أساس ما أعطاه من ساعات للعمل والعمل لمدة طويلة، ولكن وظيفة المدير تحتاج إلى الكفاءة ومهارات الإدارة أكثر، كما أن بعض النساء العاملات يتغيبن لفترات عن عملهن خلال فترة الوضع والرعاية للأطفال، فهل معنى ذلك أنها لا تستحق الترقي؟ بالطبع لا، ولكن من سبل تحقيق المساواة في الوصول لمنصب المدير أن يتم إعطاء تدريبات إدارية تكسب الموظفين من الجنسين مهارات الإدارة على حد سواء، ثم يعين للمنصب الأكفأ منهم.
المساواة وفقا لأسس
المساواة لا تعني أن كل شخص يأخذ نفس ما أخذه غيره، ولكنهم يتساوون في الحقوق حينما تتساوى أدوارهم وظروفهم. فمثلا، حينما تطلب موظفة من المدير بعض المواعيد التي تتفق وحياتها الجديدة كأم، لا ينبغي أن يرفضها المدير لمجرد أن زميلها بالعمل لم يطلب ذلك، ولكن يستند إلى حقيقة ظروفها وإلى أي مدى تستحق تلك المرونة.
كذلك حينما يطلب الموظف الرجل من المدير شيئا فعليه أن يراجع ضرورة حصوله على هذا الشيء ولا ينبغي أن يكون مشروطا بحصول الباقين عليه، فالظروف تختلف من موظف لآخر، والتناسق بينهم جميعا يصب في مصلحة العمل.