دراسة مثيرة لا تتحدث عن أهمية سماع الموسيقى، من الناحية النفسية والذهنية للمرء فحسب، بل تكشف عن أهمية صحية أخرى تجعل منها علاجا فعالا للبرد والإنفلونزا في كثير من الأحيان.
الموسيقى والمناعة
اعتاد المصابون بأمراض البرد والانفلونزا تناول الليمون والعسل، وتناول كميات أكبر من فيتامين C، لأجل علاج سريع من تلك الأزمات الصحية المزعجة، إلا أنه يبدو أن هناك علاجا آخر خفيا لمشكلات البرد، يتمثل هنا في سماع الموسيقى.
أكد الباحثون من جامعة ساسيكس البريطانية ومعهد ماكس بلانك الألماني، وفقا لدراسات أجريت هناك، أن بعض أنواع الموسيقى بإمكانها تحسين المناعة الجسدية بما يسمح بوقاية وعلاج أمراض البرد.
عقد الباحثون دراستهم غير متوقعة النتائج في عام 2008، حيث تمت الاستعانة بنحو 300 متطوع، استمعوا إما إلى 50 دقيقة من الموسيقى الراقصة أو إلى أنواع أخرى مختلفة من الموسيقى، فتبين أن نسب هرمون الكورتيزول لديهم قد تراجعت بصورة ملحوظة، في ظل ارتفاع الجلوبولين المناعي المقوي لجهاز المناعة في الجسم، ما يؤدي بالتبعية إلى علاج مشكلات البرد في المقام الأول وتحسين الحالة النفسية أيضا.
علاج فعال
يؤكد روني إنك -الباحث الرئيسي وراء تلك الدراسة، من معهد ماكس بلانك- العلاقة الوثيقة التي تجمع بين الموسيقى المرحة والصحة، فيقول: “نعتقد أن الحالة الجيدة التي يشعر بها المرء عند سماعه الموسيقى، بإمكانها أن تؤدي إلى تغيرات نفسية وذهنية إيجابية، تعمل من ناحية على تقليل مشاعر التوتر والقلق، وتساعد من الناحية الأخرى على تقوية المناعة في الجسم”.
يشير روني إلى أن الأمر هنا لا يتعلق بالموسيقى الكلاسيكية الهادئة، بل الموسيقى المرحة الراقصة، التي تحسن المزاج والصحة النفسية، وبالتالي تفيد الصحة في العموم.
على الجانب الآخر، يكشف الباحثون من جامعة ويلكس الأمريكية، عن نوع آخر من الموسيقى يمكنه إفادة المستمع صحيا أيضا، يتمثل في موسيقى الجاز، حيث توصلوا -بعد دراسة أخرى- إلى أن تلك النوعية من الموسيقى تسهم كذلك في رفع نسب الجلوبولين المناعي في الجسم، ومن ثم زيادة وتقوية المناعة عاجلا أم آجلا.