كثيرًا ما يتردد أمامك أن شخصًا ما قد أصابه حالة يُرثى لها تعرف باسم “هستيريا” سواء كانت شدة انفعال أو ضحكا، وغالبًا ما يشير إلى حدة الحالة التي أصابت الفرد حينها، ولكن هذا اللفظ يمتد معناه إلى أكثر من ذلك، حديثنا اليوم عن نوع من أنواعها وهي الهستيريا التحولية التي تُكمن في داخلها عددا من الاضطرابات الذي ينتج عنها بعض المشاكل الجسدية ولكن ذات منشأ نفسي، تابع معنا لمعرفة المزيد عن هذا الاضطراب وأعراضه، أسبابه وأفضل سبل العلاج.
ما هي الهستيريا التحولية؟
الاضطرابات التحولية مصطلح يوناني ضمن مصطلحات عدة لمرض الهيستريا، يقصد به الرحم اعتقادًا أنه ينتاب السيدات فقط، وهو نوع شائع من أنواع الهستيريا الذي ينشأ من كثرة الخوف والقلق المبالغ فيه وكبت أي صراعات تحدث وضغوط يمر بها الفرد، إذ لا يستطيع التحكم في تصرفاته ومشاعره، الأمر الذي بدوره يؤثر على جميع الأعصاب الحسية والحركية بشكل سلبي.
بالإضافة إلى مرافقته عددا من النوبات والتشنجات التي تُودي به إلى التهيج العاطفي وفقدان الوعي، وجدير بالذكر أنه يصيب كلًا من الرجال والسيدات ولكنه أكثر شيوعًا بين السيدات بدايةً من سن الـ 15 حتى 25، وتقل الإصابة به بعد سن 45 عامًا، دعونا نتطرق في أعماق هذه الاضطرابات خلال السطور أدناه من حيث أعراضها.
أعراض الاضطراب التحولي
هذه العلامات التي سنطرحها الآن ضمن واحدة من أنواع الهيستريا لا تنتاب المريض بإرادته ولا يستطيع أحد أن يفسرها بشكل جلي، قد تستغرق 5 أيام وسرعان ما تختفي وقد ترجع مرة أخرى، ومن المحتمل ظهور أخرى جديدة، تعرف معنا على أبرز الأعراض الجسدية فيما يلي:
- الإحساس بالتصلب في عضلات العنق.
- الصراخ بشكل مبالغ فيه واتباع العنف.
- الضغط بحدة على الأسنان.
- ينتاب المصاب ثقل في الأطراف.
- تشنجات في الجسم بأكمله.
- عدم القدرة على الثبات الجسماني.
- اضطرابات في دقات القلب.
- احمرار العينين.
السمات الشخصية لمريض الهستيريا التحولية
تتعدد الصفات التي تبين إصابة الفرد بالاضطراب التحولي، من بينها ما يلي:
أسباب الهستيريا التحولية
تتعدد التفسيرات المحتملة التي على إثرها يصاب الشخص بالهستيريا التحولية وذلك طبقًا لما صرح به الأطباء النفسيون، كما أن هناك أسبابًا أخرى تحفز على ظهور الاضطرابات التحولية، سنذكر كلًا منهما على حدة:
أولًا: أسباب طبية
تشمل هذه الاضطرابات التي تم الإجماع عليها من قبل الأخصائيين النفسيين ما يلي:
ثانيًا: أسباب وعوامل محفزة
ما أكثر العوامل التي تحدث في عالمنا وقد يصمد البعض، والبعض الآخر لا يمكنهم القدرة على التحمل أكثر من طاقتهم، لذا قد يصابون بالاضطراب التحولي الذي يؤثر على حياتهم الشخصية ومن ثم الاجتماعية، من بين هذه العوامل ما يلي:
مضاعفات الاضطرابات التحولية
لا شك أن أي مرض نفسي ينتج عنه بعض المضاعفات المرضية والآثار الوخيمة، وإذا خصصنا الذكر بمريض الهستيريا نجده يعاني من الآتي:
علاج الهستيريا التحولية
نأتي للجزء الذي يستحوذ أهمية بالغة في حديث اليوم والإجابة عن سؤال قد يحير الكثيرين بعدما استفضنا بالحديث عن أعراض وأسباب الاضطراب التحولي الذي قد يصيب أي فرد وهو هل هناك طرق علاج فعالة للتغلب على هذا النوع من الاضطراب؟ نعم يتوافر بعض خيارات العلاج الفعالة التي سنذكرها على النحو التالي:
العلاج الدوائي
يمكن أخذ بعض الأدوية المضادة للقلق والذهان لتجنب حدوث أي نوبات قد تنتاب المريض أو حتى التقليل منها، يُرجى العلم بأن هذه الأدوية لا يمكن تناولها بدون وصفة طبية تجنبًا لأي مضاعفات أو آثار جانبية قد تزيد الأمر سوءًا.
العلاج النفسي
الجزء الأهم والفعال في الاستشفاء من الهستيريا التحولية على أساس محاولته تضميد كافة الجراح الناتجة عن حالة الهستيريا التي انتابت المريض ونخص بالذكر لو كانت إساءات في مرحلة الطفولة أو حتى الكبر، هذا النوع من العلاج يشتمل على علاج سلوكي أيضًا، الهدف الرئيسي منه تغيير ردود التصرفات العنيفة والأفعال الاندفاعية إلى أخرى تتمتع بالهدوء والحكمة.
التأهيل الأسري
يتم من خلال توعية المحيطين بالشخص المصاب بالأخطاء والتصرفات غير الصحيحة التي كان نتاجها هذه الحالة الهستيرية وكيف يمكن التعامل مع أي تشنجات أو نوبات تصيبه مع ضرورة عدم إذلال المريض بها بعد ذلك، إذ إنه لا يدرك أي شيء حينها.
هل يمكن علاج الاضطراب التحولي بالقرآن؟
دعونا نتفق جميعًا على أن الاضطراب التحولي مرض نفسي، ولكن النتاج الحقيقي له أعراض جسدية، إذن لا بد من المتابعة مع طبيب متخصص حتى يصف له الخطة العلاجية الملائمة لحالته، وهناك رأي يؤيد مدى قدرة العلاج الروحاني على مساعدة الشخص المريض بالهستيريا بالتغلب عليه شيئًا فشيئًا.
نصائح للتعامل مع الاضطرابات التحولية
لا تردد في تقديم يد العون والمساعدة لأي شخص يعاني من الهستيريا التحولية، إذ إن هذه الخطوات التالي ذكرها تساهم وبشكل كبير في شفاء المصاب بشكل سريع، ومن أهمها ما يلي:
ختامًا، يمكن القول إن مرض الهستيريا التحولية من أشهر أنواع الأمراض العصبية التي يصاحبها عدد من الاضطرابات النفسية التي قد ينتج عنها قلة الحركة وخلل في الأعصاب، وقد تتأثر بها المهام الاجتماعية التي قد تسبب معاناة للفرد، لذا لا تتردد في مساعدة أي مصاب بهذا المرض إذا استطعت ذلك.