دراسة حديثة تسير عكس التيار، عندما تقلل من المخاطر المحيطة باستخدام المراهقين المستمر للأجهزة الإلكترونية، لتبدو كأنها تنسف نتائج دراسات أخرى طالما حذرت من استعمال الهواتف الذكية بكثرة.
التكنولوجيا ليست مضرة
تتعدد الدراسات العلمية والنصائح التي تأتي من خبراء الصحة، والتي تؤكد خطورة استخدام المراهقين الصغار للهواتف الذكية أو لأجهزة الحاسوب بكثرة على مدار اليوم، حيث ربطت بينها وبين ارتفاع نسب الإصابة بالأزمات النفسية بين هؤلاء المستخدمين، على عكس ما توصلت إليه دراسة أمريكية حديثة، يبدو أنها تخالف الجميع الرأي بصورة مؤكدة.
توصلت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا إرفاين بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى عدم وضوح الرؤية بشأن تسبب وسائل التكنولوجيا في تهديد الأوضاع النفسية للصغار، بعد إجراء دراسة شملت نحو 400 مراهق، في إشارة إلى أن التحذير الدائم من استخدام المراهقين للهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، هو أمر مبالغ فيه.
تعقب كانديس أودجرز، الباحثة من جامعة كاليفورنيا إرفاين، على نتائج الدراسة بالقول: “ربما حان الوقت ليتوقف البالغون عن مناقشة فوائد أو أضرار استخدام المراهقين للهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي، ومدى تأثيرها على الحالة النفسية لديهم”، مضيفة: “لا بد أن يحرص الآباء والأمهات على دعم الصغار فحسب، سواء كان ذلك في حياتهم العادية، أو في حياتهم الأخرى عبر صفحات الإنترنت“.
الدراسة
أجرى الباحثون دراستهم في البداية عبر جمع بيانات تخص 2000 مراهق في نورث كارولينا، قبل أن يتم تقليص العدد لـ400 فقط، تتراوح أعمارهم بين الـ10 والـ15، حيث تمت مراقبة حالاتهم الصحية على مدار 14 يوما، كان المعالجون النفسيون خلالها يقومون بتسجيل الحالات النفسية لهؤلاء المراهقين لنحو 3 مرات يوميا، فيما تتطلب الأمر من المراهقين أن يقوموا بإرسال تقرير يومي عن مدى استخدامهم لوسائل التكنولوجيا.
بحث العلماء عن علاقة تجمع بين طول استخدام الهواتف الذكية والمعاناة من مشكلات نفسية لدى المراهقين، إلا أنهم لم يجدوا أي ترابط بين تلك الأزمات ووسائل التكنولوجيا الحديثة لدى المراهقين الأكثر استخداما لها، وبالمقارنة بالآخرين الأقل استخداما.
تتحدث مايكلين جينسين، وهي الأستاذ المساعد في علم النفس لجامعة نورث كارولينا، عن رؤيتها لنتائج الدراسة، قائلة: “على عكس الاعتقاد السائد فيما يخص ضرر الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية على صحة مراهقينا، يتبين عدم وجود علاقة بين طول فترة استخدام تلك الأجهزة والمعاناة من أزمات نفسية”، فهل تغير تلك الدراسة مفاهيم البشر حول خطورة استخدام الهواتف والأجهزة الإلكترونية الحديثة؟