ها قد انقضت فترة الحمل على خير، وقرت عينك برؤية مولودك، وأصبح شغلك الشاغل هو التخلص من آثار الحمل والولادة على جسدك، حيث إن الولادة القيصرية والكرش صديقان متلازمان، وجرح القيصرية غالبا ما يؤثر بالسلب على صحة عضلات البطن، الأمر الذي يجعل التخلص من الوزن الزائد والترهلات بهذه المنطقة شاقا للغاية.
هل الولادة القيصرية تسبب ظهور الكرش؟
نسبة كبيرة من السيدات تعاني من الكرش وترهلات البطن بعد الولادة بشكل عام، ولا سيما القيصرية منها، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب أبرزها: امتداد انتفاخ المعدة الذي يحدث أثناء الحمل إلى ما بعد الولادة، عدم قدرة الرحم على استعادة حجمه الطبيعي، وزيادة حجمه بفعل تمدد الحمل.
وغالبًا العلاقة بين الولادة القيصرية والكرش، تحدث بفعل التوسيع والضعف الحادث في عضلات البطن الأمامية، أثناء إحداث الجرح القيصري، وعلى الرغم من ذلك فإن التخلص من هذه الترهلات ليس بالشيء المستحيل.
متى تعود البطن لطبيعتها بعد الولادة القيصرية؟
تحلي بالصبر عزيزتي ولا تسمحي للقلق واليأس أن ينتابك، حيث إن نسبة كبيرة من الأمهات استطعن التخلص من ترهلات البطن بعد الولادة القيصرية، ومعروف أن المظهر العام للبطن عقب الولادة يكون غير سار، وتشعرين وكأن جرح الولادة القيصرية قد قسم البطن إلى نصفين، وأصبحت هناك ثنية غير محبذة لديك.
ولكنك سوف تفقدين حوالي 80% من حجم البطن بعد الأربعين، حيث يتخلص الرحم من الدماء والماء المخزن به، إلى جانب خسارة الجسم ككل جزءا كبيرا من الدهون والماء المحتبس خلال فترة الحمل، أما بالنسبة للثنية المزعجة وجرح الولادة القيصرية والكرش، فإن ذلك سوف يزول في غضون 6 أشهر على الأكثر، بحيث يلتئم والجرح وتستعيد العضلات صحتها.
ولكن كل هذا يرتبط باتباعك نظاما صحيا متوازنا، والحرص على عدم اكتساب أي كيلو جرامات خلال تلك الفترة الحرجة.
علاج الكرش بعد القيصرية
إن التخلص من كرش الولادة القيصرية يبدأ منذ الساعات الأولى التي تتبع الجراحة، بحيث لا تعطي الفرصة إلى العضلات للتراخي وتراكم الدهون عليها، حيث إن هناك بعض النصائح التي يجب أخذها بعين الاعتبار، إذا كنت حاملا وتخططين للخضوع إلى ولادة قيصرية.
الرضاعة الطبيعية
عليك اعتماد الرضاعة الطبيعية كوسيلة تغذية أساسية لطفلك، ذلك لما يتضمنه لبن الأم من عناصر غذائية متعددة وضرورية لنمو طفلك بشكل سليم، وإلى جانب ذلك فإنها حل فعال للتخلص من أزمة الولادة القيصرية والكرش، ذلك أنها تساعد على خسارة الوزن، وزيادة معدل الحرق فقد تفقدين حوالي 700 سعر حراري في اليوم.
وهو ما يعادل السعرات المفقودة بعد ساعة مشي متصلة، كذلك فإن الرضاعة الطبيعية تحفز من إفراز هرمون الأوكسييتوسين، ذلك المسؤول عن تقلصات الرحم، والذي يساعد على تخليص الرحم من دم النفاس، وإعادة حجم الرحم إلى ما قبل الحمل.
تمارين التنفس من البطن
هذا التمرين يساعد في شد وتنشيط عضلات البطن، ويمكنك ممارسته منذ الساعات الأولى التابعة لعملية الولادة، على عكس التمارين الرياضية الأخرى والتي تحتاج إلى الانتظار فترة لا تقل عن 6 أسابيع، حتى يمكنك القيام بها، ويتم عمل تمارين التنفس للقضاء على كرش الولادة القيصرية، عن طريق الاسترخاء التام على السرير أو الأريكة، ثم ضعي يدك على بطنك وخذي نفسا عميقا من الأنف، ثم احتجزيه بداخلك لمدة 3 أو 5 ثوانٍ.
وذلك مع شد عضلات البطن للداخل في اتجاه العمود الفقري، ثم أخرجي النفس من الفم، وواظبي على تكرار التمرين 10 مرات متتالية، و3 مرات باليوم الواحد وسوف تلاحظين الفرق.
السوائل الساخنة
إن تناول المشروبات الساخنة ولا سيما الأعشاب التي يتم تناولها أثناء فترة الحيض، يساعد على استعادة الرحم حجمه الطبيعي بسرعة، والتخلص من الماء المحتبس بمنطقة البطن خلال الحمل، الأمر الذي يفقدك بعض السنتيمترات من محيط الخصر، إلى جانب أن تلك المشروبات مثل: القرفة، اليانسون، الميرمية والنعناع والزنجبيل، وكذلك فوائد الشمر المغلي للتخسيس مذهلة، وترفع من مستوى الحرق والتمثيل الغذائي.
ربط البطن بعد الولادة القيصرية
كثيرا ما تلجأ النساء بعد الولادة القيصرية والكرش إلى ربط البطن، بواسطة النايلون أو الاسترتش الغذائي، بعد تدليك البطن ببعض الزيوت الطبيعية مثل زيت الزيتون أو جوز الهند، بالإضافة إلى أن البعض يستعين بمشد أو حزام صنع خصيصا لهذا الغرض.
إلا أن هذه التقنية لم تثبت فاعلية بشكل علمي بعد، أضيفي إلى ذلك أنه لا يمكنك البدء بها إلا بعد مرور شهرين على الولادة، كي لا تسبب تلوثا بالجرح القيصري.
التدليك
قد تتهاونين بتأثير تدليك منطقة جرح الولادة القيصرية والكرش، ولكنه له مفعول السحر، حيث ينشط الخلايا الدهنية المستكينة والعنيدة في هذه المنطقة، مما يسهل التخلص منها، إلى جانب تقوية وشد العضلات والتخلص من الترهلات المزعجة.
التغذية
قد تظنين أن اتباع حمية غذائية قاسية عقب الولادة، سوف يؤدي إلى نسف بطن القيصرية تماما، إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ، حيث إنك تحتاجين إلى نظام غذائي متوازن وغني بالفيتامينات والمعادن، لتعويض ما فقدته أثناء الحمل والولادة، وتجنب التعرض لفقر الدم نتيجة النزيف التابع للوضع.
مثل الخضروات الورقية، الفواكه، والمكسرات، إلى جانب منتجات الألبان المختلفة التي تمدك بالكالسيوم اللازم لترميم عظامك وأسنانك، لكن كوني حريصة في تناول الكربوهيدرات والدهون والسكريات والوجبات السريعة.
تخسيس البطن بعد القيصرية
إن التداوي بالأعشاب الطبيعية من الأمور الرائجة لدى النساء، وخاصة فيما يخص التخسيس، إلا أنه لا يحقق القدر المطلوب في كثير من الحالات، كما أن مفعوله يستغرق وقتا طويلا حتى يظهر، والعديد من السيدات يطمحن إلى استعادة القوام الممشوق في وقت قياسي.
لذا لا تقلقي عزيزتي فهناك طرق عدة للتخلص من كرش الولادة القيصرية، والحصول على القوام الممشوق:
- شرب كميات كبيرة من الماء، والسوائل المختلفة، سواء عصائر فرش أو مشروبات ساخنة على مدار اليوم.
- اللجوء إلى الأعشاب التي تزيد من معدل الحرق، مثل القرفة، الكمون، الزنجبيل والمرمرية والليمون، إلى جانب النعناع والشاي الأخضر.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، مثل المشي والجري والسباحة، ولكن بعد مرور شهرين على الأقل من الولادة.
- قد تحتاجين إلى عملية شد البطن، والتي تقوم على إصلاح العضلات الضعيفة، وشد الجلد المترهل، ولكن يجب عليك الانتظار حتى يتعافى جرح الولادة القيصرية تماما.
- ربما تجدين بعض الدهون العنيدة التي يصعب التخلص منها، سواء بالرياضة أو الحمية الغذائية، يكون الحل هنا هو عملية شفط الدهون، التي تعتمد على إحداث جروح بسيطة يتم من خلالها شفط دهون البطن.
- هناك بعض الوصفات الطبيعية التي تساعد في التخلص من الكرش، حيث أثبتت فاعلية مع بعض النساء، مثل خلطة الزبادي مع الليمون والقرفة على الريق، وقبل النوم كبديل لوجبة العشاء، والتي تحفز الأيض وتشعرك بالشبع.
ختامًا لا تقلقي من مظهرك بعد الولادة القيصرية والكرش، حيث إن هذه الترهلات كانت سببا في خروج فلذة كبدك وقرة فؤادك إلى الحياة، واعلمي أنه قد يستغرق التخلص منها بعض الوقت الذي قد يصل إلى عام بأكمله، إلا أن عودة القوام الممشوق ليس بالأمر المستحيل.