هل من الممكن أن تنصهر العدسات اللاصقة أثناء ارتدائها لتؤدي إلى إصابات شديدة بالعين تصل إلى العمى؟ هذا ما تكشف عنه قصة شهيرة، لاقت اهتماما بالغا عبر صفحات ومواقع الإنترنت منذ عدة سنوات، واليوم فقط نوضح حقيقتها.
انصهار العدسات والعمى
تحكي القصة التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن شاب صغير كان حاضرا بإحدى حفلات الشواء مع أصدقائه، حينما قام بالنظر بتمعن في نيران الشوي، لتحدث له مفاجأة لم تكن متوقعة تماما.
إذ تعرضت العدسات اللاصقة التي كان يرتديها وفقا للرواية، إلى الانصهار بشكل مفاجئ بداخل عينيه، ما أدي إلى إصابة نظره بمضاعفات صحية خطيرة، وصلت إلى معاناته من فقدان الرؤية والعمى الكامل!
قصة بتفاصيل مختلفة
لا يوجد شك في كذب تلك الرواية، والتي بدأ تداولها عبر الإنترنت، منذ ما يزيد عن 10 أعوام كاملة، بل وظهرت بأشكال وقوالب مختلفة، مصحوبة بتعديلات عدة بالتفاصيل.
إذ تم تحويل جنس الشخص الذي تعرض للحادثة ليكون فتاة شابة، قبل أن يتم إرفاق تلك القصة الكاذبة، ببعض الصور الملفقة، والتي بالقطع لا تمت للحادثة المشار إليها بصلة.
الحقيقة
إن كانت العين تتعرض حقا للأذى على خلفية الوقوف بحفلات الشواء، وأثناء ارتداء العدسات اللاصقة، فلعل هذا سيعني خطورة ارتداء مثل تلك العدسات كذلك أمام المواقد أو السخانات المنزلية أو ما شابهها من أجهزة تبعث الحرارة، وهو أمر غير منطقي تماما!
ما ينبه إلى أن إعادة نشر تلك القصص باعتبارها تحذيرات مهمة، لن يفيد أحدا بشيء، وخاصة في ظل انتشار تلك العدسات، التي يرتديها نحو 125 مليون شخص حول العالم، لم يقم أحدهم يوما بتقديم شكوى أو بلاغ، على إثر تعرض عدساته للانصهار بداخل عينيه، ما ينفي القصة من الأساس أيضا.
لذا فإن كان ارتداء العدسات اللاصقة، من شأنه أحيانا أن يصيب العين ببعض المشكلات الصحية، كقرحة القرنية على سبيل المثال، فإنه يشار إلى أن تلك الحالات لا تحدث إلا في ظروف نادرة، ولأسباب هي بعيدة كل البعد عن الفكرة الدرامية البحتة، والخاصة بانصهار العدسات أثناء حفلات الشواء!