إن الطفل إذا تعلم منذ الصغر آداب التعامل مع والديه، فإنه ينشأ على ذلك ويألفه ويعرف حق صحبة أبويه، وإن الآباء تقع عليهم مسؤولية تربية أبنائهم على هذه القيم وتلقينهم إياها، بل ويجب أن يروا ذلك من آبائهم تجاه أجدادهم، لأن الطفل يقلد أبويه دائما، وينبغي أن يعلمه أبواه معنى مصطلحات في هذا السياق، كمعنى البر والعقوق والإحسان وغيرها. تعالوا نر كيفية تعليم بر الوالدين للأطفال.
بر الوالدين للأطفال
- حين يقوم الآباء بتعليم أبنائهم ذلك، ينبغي أن يستخدموا كلمات بسيطة وقريبة إلى فهم الطفل
- يمكننا أن نبدأ بتلاوة الآية الكريمة “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما”.
- ثم نبدأ في شرح هذه الآية بشكل ودي ولا ننهرهم أثناء النصح.
- إن البر معناه أن تطيع والديك وأن تظهر لهما الحب والاحترام، وأن تساعدهما كلما استطعت ذلك.
- وإن من البر أن تتكلم معهما بأسلوب مؤدب، وأن تتبسم لهما وألا تتأفف منهما.
- وينبغي أن نُفهم الطفل أن هذا ليس أمرا شاقا، بل هو أمر سهل لأن الله قد فطر الآباء على حب أبنائهم وتقبل الجميل منهم، وإنما أمرنا بذلك لتكون إعانة لنا وبابا لدخول الجنة.
- يمكننا أن نستعين بقصة قصيرة عن بر الوالدين، ولا يفضل أن نطيل الحكاية حتى لا يملوا.
ما هو ثواب بر الوالدين؟
- من يبر أبويه يحببه الله، ومن يحببه الله يحببه الناس.
- سبب للوصول إلى الجنة ودخولها.
- بر الأبوين يزيد من الحسنات ويمحو السيئات.
- من يبر أبويه، يزد الله في عمره ويعش سنين طويلة.
- الابن البار يوسع الله له في رزقه، ويبارك له فيه.
- من يبر أبويه، يكن أبناؤه بارين به أيضا.
كيف أقوم ببر والديّ؟
- أحاول أن أسعدهما دائما.
- أحاول أن أحافظ على الصلاة ولا أرهقهم حتى أذهب إلى المسجد.
- أقبل يديهما دائما وأدعو الله لهما.
- أستأذن منهما قبل الخروج من المنزل، ولا أعارضهما إن لم يوافقا (إلا إذا كان أمرا ضروريا لا يعلمان عواقبه، فأناقشهما بهدوء).
- أحافظ على ممتلكات البيت ولا أخرب شيئا.
- لا أحكي لأحد ما يحدث في البيت، وإن أخبراني سرا فلا أحكيه لأحد.
- أحاول أن أوفر من مصروفي الخاص وأقدم لهما هدية -ولو بسيطة- من وقت لآخر.
- أكون مؤدبا وبارا مع جدي وجدتي أيضا، لأن ذلك يسعد والديّ أيضا.
ما هو العقوق؟
العقوق هو عصيان الوالدين والتقصير في حقهما، وعدم احترامهما، والإساءة إليهما بالأقوال والأفعال، وعقوبة ذلك عند الله كبيرة.
عقاب العقوق
- إن الله تعالى قد أمر ببر الوالدين في الآية بعد أن أمرنا ألا نعبد إلها غيره، وفي ذلك بيان لشأن الوالدين وقدرهما عند الله.
- لذلك فإن من يعق والديه، لا يحبه الله تعالى ولا يحبه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يدخل الجنة ولا يقبل منه أعمال الخير الأخرى.
قصة عن بر الوالدين
كانت أسرة سعيدة تعيش في منزل صغير، فيه الأب والأم وولدان صغيران، وكانت الأسرة سعيدة تحب بعضها بعضا، وفي يوم من الأيام قام الولدان باللعب والضحك وإصدار الأصوات العالية والضجيج، وبعثروا الملابس والألعاب في الغرفة.
لاحظ الولدان أن أمهما متعبة جدا، فسألاها: ماذا بك يا أمي؟
قالت بصوت متعب: أشعر بالتعب يا صغاري، وأرجو منكما يا أعزائي أن تكونا هادئين لبعض الوقت، فرد الولدان: حاضر يا أمي.
لكنهما نسيا كلامها عندما وجدا السيارة الحمراء التي يحبانها كثيرا، فلعبا بها كثيرا وعلا الصوت مجددا، وزاد تعب الأم بعلو صوتهم.
وفجأة تذكر أحد الولدين حديثا شريفا تعلّمه في المدرسة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد” فطلب من أمه أن ترتاح، وقام بجمع ألعابه وترتيب الأثاث الذي بعثره، وساعده أخوه في ذلك أيضا.
فنامت الأم قليلا ولما استيقظت بحثت عن أولادها، فوجدتهم في غرفتهم يلعبون بصوت منخفض حتى لا يسببا إزعاجا، ووجدت أنهما قاما بترتيب غرفتهما، ففرحت بهما جدا، وحين رأى الولدان أمهما سألاها عن حالها، فقالت إنها بخير وراضية عنهما، ودعت الله أن يرضى عنهما أيضا.
وحين عاد الأب إلى المنزل، كان متعبا من العمل، فطلب الولدان منه قراءة قصة، فقال الأب: في وقت آخر إن شاء الله.
تذكر الولدان الحديث، فلم يجادلاه، ولاحظ الأب ذلك وأخبرته الأم بما فعلا معها في الصباح ففرح منهما ودعا لهما، وفي المساء، طلب منهما أن يجلسا بجانبه ليروي لهما قصة، وفاجأهما بأن حكى قصة أخرى بعدها مكافأة لبرهما له ولأمهما، وأخبرهما أن هذه المكافأة صغيرة مقارنة بالمكافأة التي سيكافئهم الله بها في الدنيا والآخرة.
قصة جميله ومشوقه للاطفال استمروا الاطفال استفادوا كثيييييير