يبدو أن التمتع بطول القامة والنحافة في الصغر، من المؤشرات غير المطمئنة على الصحة بالنسبة للفتيات في الكبر، حيث تزيد من فرص المعاناة من مرض بطانة الرحم المهاجرة في السنوات التالية كما نوضح.
بطانة الرحم المهاجرة
يعرف مرض بطانة الرحم المهاجرة أو الانتباذ البطاني الرحمي، بأنه تكون أنسجة الرحم في أماكن أخرى من الجسم، مثل الأمعاء أو المبايض، ما يتسبب في معاناة المرأة حينئذ من آلام ليست بالسهلة، وهي المشكلة الصحية التي تؤكد الدراسات أن نحو 10% من نساء العالم تعاني منها.
يشير خبراء الصحة إلى أن الآلام الناتجة عن المعاناة من بطانة الرحم المهاجرة، تبدو أكثر قوة في فترات الدورة الشهرية، فيما يبدو أن الإصابة بهذا المرض قد تكشف ملامحها في الصغر، والسر في طول القامة والنحافة.
اقرأ أيضا: علاج التهاب المهبل البكتيري في المنزل
طول القامة والنحافة وأزمات الرحم
توصل العلماء من جامعة كوبنهاجن في الدنمارك، إلى أن تمتع المرأة في الصغر بطول القامة وكذلك بنحافة الجسم، يزيد من فرص الإصابة لاحقا بأزمة بطانة الرحم المهاجرة، ما يشير إلى أن جذور المرض قد تظهر في أوقات مبكرة للغاية، على عكس التوقعات السائدة من قبل.
تقول الطبيبة المسؤولة عن إجراء الدراسة الدنماركية الأخيرة، جينيفر بيكر: “من المؤكد أن شكل الجسم في العمر الصغير يكشف أحيانا عن إمكانية الإصابة بأمراض مختلفة في السنوات التالية، تماماً مثلما يكشف طول القامة والنحافة لدى الفتيات، عن احتمالية المعاناة من بطانة الرحم المهاجرة مع مرور العمر”.
توصل الباحثون إلى النتيجة الأخيرة بعد إجراء دراسة مطولة، شملت نحو 170 ألف سيدة دنماركية، ولدن بين أعوام 1930 و1996، فيما حرص الباحثون على الحصول على أطوال وأوزان تلك المجموعة من السيدات، أثناء تراوح أعمارهن بين الـ7 والـ13.
يرى العلماء أن العلاقة بين طول القامة وبين أزمة بطانة الرحم المهاجرة، ربما تنشأ بسبب هرمون الإستروجين، المعروف بدوره الأساسي في نمو بطانة الرحم، لذا تصبح زيادة طول المرأة في الصغر من علامات الإصابة بأزمة الرحم المقلقة في الكبر، فيما يبدو أن العلاقة بين النحافة والمرض المشار إليه غامضة حتى الآن، ولا تزال في حاجة للمزيد من الدراسات من أجل تبين سرها.