“فرانك ريبيري”، هو اسم لامع في عالم كرة القدم، والفضل يعود لمهارات النجم الفرنسي الفائقة، التي أتاحت له فرصة قيادة فريق بايرن ميونخ الألماني وكذلك منتخب بلاده، ولكن كيف تحولت حياته للأفضل منذ سنوات بعد اعتناق الإسلام ليصبح معروفا باسم بلال؟ وما سر الندبة الكبيرة على وجهه؟ هذا ما نكشف عنه الآن في تلك السطور.
طفولة صعبة
لم يكن طريق النجم الفرنسي، فرانك ريبيري، مفروشا بالورود على الإطلاق، فبينما ولد فرانك في فرنسا في عام 1983، واجه الطفل الرضيع أولى أزماته وهو لم يتجاوز الـ2 من عمره، حين انقلبت السيارة التي كانت تقله مع أسرته، ليصطدم بالزجاج الخلفي، ويصاب بندبة واضحة بالوجه، يقول فرانك نفسه عنها، بأنها كانت الحافز الأقوى من أجل تحقيق نجاحه المهني المعروف لاحقا.
تربى فرانك في أسرة متواضعة، حيث عملت الأم مدبرة منزل، فيما كسب الأب رزقه كعامل بناء، الأمر الذي لم يساعد الأسرة الفرنسية في الانتقال للسكن بعيدا عن المناطق الفقيرة في مدينة بولوني سور مير.
وجد فرانك ضالته في كرة القدم، حيث بذل فيها كل جهده، أملا في كسب المال الذي تحتاجه أسرته الفقيرة، وكذلك للرد على سخرية زملاء الدراسة، الذين لم يتقبلوا يوما الندبات الواضحة في وجهه، كما يحكي: “أنا فخور بالندبة في وجهي، لذا لم أسع يوما لإخفائها بالعمليات الجراحية، لقد تعلمت منها القوة والصلابة والقدرة على المواجهة، كما أنها أعطتني سببا للنجاح”، مضيفا: “لا بد أن تكون قويا كي تواجه سخرية وتنمر الأطفال معك في المدرسة، هذا ما أنا عليه”.
اعتناق الإسلام
امتدت مسيرة النجاح الخاصة بفرانك ريبيري في الملاعب لسنوات، بفضل إرادته الحديدية وحماسه منقطع النظير، حيث حقق إنجازات عدة مع أندية مثل مارسيليا الفرنسي، ثم بايرن ميونخ الألماني، كما كان نجما أساسيا لمنتخب الديوك الفرنسي، إلا أن اللاعب نفسه يرى أن سر قوته يعود إلى الدين الاسلامي، الذي اعتنقه في عام 2002.
يقول فرانك الذي صار معروفا باسم بلال بعد إسلامه: “الدين هو أمر شخصي، إلا أنني أريد أن أوضح بأنني تغيرت تماما بعد اعتناقي الإسلام، حيث صرت أكثر قوة على الصعيد الذهني بل وحتى الجسدي”، الجدير بالذكر أن زوجة ريبيري، وهيبة بيلهامي، جزائرية الأصل، حيث تردد أنها السر وراء اعتناق زوجها للدين الإسلامي.
يملك ريبيري 4 أطفال، هم شاهيناز وهيزيا ومحمد وسيف الإسلام، حيث يحرص الأب على تربيتهم على تعاليم الدين الإسلامي، فيما يسعى النجم الفرنسي نفسه إلى الظهور أمامهم بصورة الأب الملتزم من أجل تحفيزهم على الأمر نفسه، عبر الصلاة في المسجد أو المنزل، ومن خلال الحضور لصلاة الجمعة بالمسجد من كل أسبوع.
في النهاية، تبدو تعاليم الإسلام واضحة عبر أخلاقيات الجناح الفرنسي، الذي يعرفه الجميع بالتواضع والبساطة، ما جعله يتربع على قلوب عشاق الساحرة المستديرة لسنوات طويلة.