عجائب

“بيراها” و”موندوروكو”.. قبيلتان لا تعرفان الأرقام!

هل يمكن أن تتخيل الحياة بلا أرقام؟ كيف كان سيتم التوصل إلى ما وصلنا إليه من علم وتكنولوجيا دون الأرقام؟ بل كيف كانت ستبدو الحياة اليوم دون حاسب آلي، وهو الذي يعتمد في أساسه على النظام الرقمي؟ هذا ما تعيشه القبيلتين الأمازونيتين “بيراها” و”موندوروكو” في كل يوم.

فداخل هاتين القبيلتين لا تستخدم الأرقام على الإطلاق، وهو ما يجعل عقولنا تعجز عن فهم طبيعة هؤلاء البشر، قحتى اننا سنشعر بأن سكان تلك القبيلتين، يعيشون معاناة كبيرة في كل مرة يلجأون فيها إلى تحديد عدد شيء ما أو قيمة أمر ما.

ولكن على العكس من ذلك تأتي المفاجاة! فهم قادرون على التعامل مع مثل هذه المواقف من خلال استخدام كلمات مثل “قليل من” و”كثير من” وهي المعايير التي لا تعتبر بأي شكل من الأشكال دقيقة، بل ولا تحمل أي قدر من الوضوح. ولكن الغريب أن استخدامهم لها ببراعة شديدة، جعلهم لا يشتكون لحظة واحدة، بل ولا يهتمون من الأساس بوجود الأرقام من عدمه.

ومن المعروف أن سكان قبيلة بيراها على وجه الخصوص، لهم العديد من الصفات التي يحيطها الغموض، خاصة بالنسبة لنا سكان المناطق العربية، أو حتى بالنسبة للدول المجاورة لهم.

فاعتمادهم الأساسي يكون على تناول النباتات أو الحيوانات التي يصطادونها بأنفسهم، بينما يمتازون بقدرات فائقة على تحديد طريقة التعامل المثلى ما بين كل حيوان وآخر، فيعرف السكان هناك كيفية اصطياد هذا الحيوان سريع الحركة، أو تجنب ذلك الحيوان الشرس والمهدد لهم.

لذلك فإن سكان القبيلة يتحركون داخل الغابات الموحشة، دون أن يكون معهم أسلحة أو أدوات، معتمدين فقط على النباتات الموجودة لتناولها وقت الشعور بالجوع، بينما يساعدهم الصفير على التواصل في تلك الغابات مترامية الأطراف.

في النهاية قد يكون الاستغناء عن الأرقام بالنسبة إلينا أمر من المستحيل التفكير فيه حتى. فبداية من تحديد الوقت، وكذلك معرفة أعداد المنتجات التي تشترى من الأسواق، ووصولا إلى معرفة قيمة راتبك الشهري، ندرك أن عدم التعامل بالأرقام سيكون أشبه بعدم التعامل بلغة من الأساس، هذا بالنسبة إلينا فقط، أما عن بيراها و موندوروكو فهو مجرد روتين للحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى