“تأثير بلاسيبو”، هو ذلك المصطلح الذي يطلق على العلاج بالإيحاء والوهم، والذي أثبت الخبراء جدواه في الكثير من الأحيان، فكيف يحدث ذلك؟
العلاج بالوهم
يعرف الخبراء العلاج بالوهم، باعتباره ذلك العلاج الذي يتطلب إعطاء المريض عقارا مزيفا، باعتباره دواء طبيا حقيقيا، حيث يشعر المريض بالراحة مع تناوله، بالرغم من عدم احتواء ذلك الدواء على أي مادة فعالة.
من هنا بدأ العلماء إدراك العلاج الوهمي، مع إجراء الدراسات الطبية، التي يفترض أن تتأكد من تأثير الأدوية الجديدة قبل عرضها بالأسواق، حيث كان العلماء أحيانا ما يقوموا بإعطاء بعض الأشخاص علاجا حقيقيا لخفض مستويات الكوليسترول، فيما يقدموا للبعض الآخر دواء مزيفا، ليس له تأثير، ليفاجأ العلماء حينئذ بأن كلا المجموعتين قد تجاوبا مع العلاج، الحقيقي والزائف، لذا اتضح تأثير الوهم على عقول بعض الأشخاص، ما يفسد الدراسة الطبية برمتها للأسف.
إيجابي أم سلبي؟
يتسم الإيحاء هنا بفوائد إيجابية وأخرى سلبية، حيث يكشف المثال السابق ذكره عن إيجابية العلاج الوهمي، الذي دفع المرضى للاعتقاد بتحسن مستويات الكوليسترول لديهم، حتى وإن كان ذلك لن يفيد من الناحية العضوية، فإنه أفادهم على الجانب النفسي، لذا يشير المتخصصون إلى أن العلاج بالوهم تناسب دائما مع المشكلات والأمراض النفسية كالاكتئاب، اضطرابات النوم، وبعض أنواع الألم.
على الجانب الآخر، فقد اكتشف العلماء وجود عواقب سلبية أحيانا، لتحكم العقل في صاحبه ووهمه بأمور غير حقيقية، ويبدو ذلك واضحا عند تناول المرضى لعلاج ما، بعد قراءة الأعراض الجانبية لهذا العلاج، حيث يظن المريض حينئذ أنه يشعر بتلك الأعراض، على عكس الواقع في الكثير من الأحيان.
كيفية نجاح العلاج بالوهم
يرى المتخصصون أن قدرة العلاج بالوهم على تحسين حالة مريض، تعود إلى توقعات المريض نفسه، التي تدفعه أحيانا إلى الاعتقاد بتحسن حالته الصحية، رغم تناوله الخاطئ لدواء ليس له تأثير على مرضه من الأساس، ولعل أشهر الدراسات التي اختبرت تأثير البلاسيبو، تلك التي أقنع فيها الباحث المتطوعين بأنهم سيحصلون على دواء منبه، حيث وجد لاحقا ضغط الدم لديهم يرتفع، ومعدل دقات القلب كذلك، أما الطريف، فهو أن الباحث قام بإعطائهم دواء لمساعدتهم على النوم، حيث وجدهم ينامون بالفعل خلال وقت قصير، بالرغم أنه أعطاهم نفس الدواء الأول لمرة ثانية!
في النهاية، يرى العلماء أن التحدي الحقيقي، هو ما يتعلق بقدرة الباحثين عند إجراء الدراسات، على التفرقة بين تأثر المرضى الحقيقي ببعض العلاجات الجديدة، وبين تأثرهم الناتج عن وهم، حتى يمكنهم التأكد من جدوى العلاج قبل تقديمه للمرضى.