يعد “الكيك“، من أشهر الحلوى الأساسية المعتمدة بجميع المناسبات السعيدة سواء بحفلات الزفاف أو أعياد الميلاد أو حتى دون مناسبة من أجل شرب الشاي عند استقبال الضيوف، وللكيك تاريخ طويل فقد تطور شكله، كما أضيفت إليه نكهات مختلفة.
فبمجرد أن يتوسط الكيك السفرة، يبدأ الاحتفال، فالكيك سفير السعادة في كل لغات العالم، وجاء كوصفة شبيهة للخبز، لتغيّر بعدها تاريخ المخبوزات، له في كل بلد قصة، ووراء كل وصفة من مئات الوصفات التي يصنع به، حكاية لمنطقة ما من فترة زمنية مختلفة.
ويقف موقع قل ودل على الأصل التاريخي لـ الكيك من العالم القديم وحتى يومنا الحالي…
تاريخ صناعة الكيك
سميت هذه المخبوزات بالكيك، ويرجع الأصل في التسمية لكلمة “كاكا” عند النرويج قديمًا، أما عن كلمة كيك في المعاجم الانجليزية فهي تعود بنا إلى القرن الـ13، حينما كان الكيك أكلة شعبية رخيصة الثمن ومشبعة، يعيش عليها ملايين الأمريكيين شديدي الفقر في ذلك الوقت، ومع الوقت تطورت وأخذت كل أشكالها الحالية.
كما عرف الإغريقيون القدامى أول أشكال الكعكة والتي كانت تسمى “ساتورا”، والمكونة من دقيق مخلوط بالبيض والحليب والمكسرات والعسل، وفي روما القديمة، أنتجت مخبوزات تشبه الكيك.
مراحل تكون الكيك في الحضارات
صُنع أول شكل للحلوى والقريب من الكيك، في اليونان القديمة ومصر، وكانت تقدم حينها بعد الطعام، وتُغطى بالمكسرات والعسل، ومع الوقت تطور شكلها، لتصبح الحلوى الشرقية الشهيرة “البقلاوة” هي أول كيكة عرفها التاريخ.
إلى أن قدم الرومان شكلا أخر للكيك بعد اليونان والمصريين، فظهرت الكيك الخاصة بهم غنية ومغطاة بالكريمة، وقدموها كقربان للآلهة في المعابد، ومن بعدها رُبِطَ الكيك بمفهوم الاحتفال.
الكيك والاحتفال
كما عدّ الرومان الكيك قربانا للآلهة، ربطت فرنسا أيضا كيك “عيد الغطاس” بالعيد الوطني الفرنسي، بجانب احتفال الأمريكان بالكيك في يوم وطني -غير رسمي- في الـ26 من نوفمبر في كل عام.
حكاية كيك الزفاف حول العالم
ارتبط الكيك بمراسم وتقاليد الزفاف منذ قديم الزمن، في مشهد مكون من كيك “تورتة” كبيرة بيضاء عملاقة يقطعها العروسان، كأحد مراسم إتمام الزفاف، ويتناولان منها قطعا.
ويعود هذا التقليد في الأصل إلى تقليد بريطاني تمتد جذوره إلى القرون الوسطى، وكان يصنع حينها الكيك من القمح، ومن ثم تلقى على العروس، كرمز للخصوبة في ذلك العصر.
كيف يتناول الناس الكيك
تشتهر كل دولة بنوع تقليدي خاص بها من الكيك، ويفضل البعض تناول الكيك سادة دون أي إضافات، في حين يفضلها البعض الآخر مضافا إليها العسل أو الكريمة والشوكولاتة والمكسرات وتحويلها لما يسمى “جاتوه”، والتي تعد من الحلوى المفضلة لدى الكثير من الأشخاص وتعد ضمن القائمة الأساسية للحلوى عند المصريين والألمان بمختلف المناسبات سواء عند حفلات الخطوبة أو الزفاف أو دعوة الأصدقاء والأقارب بالمنزل طوال العام أو حتى خلال شهر رمضان، كما ذكرنا سابقا.
الأصل في “الجاتوه” و”التورتة”
وبالعودة لتسمية الكيك، أطلق الألمان كلمة “تورته” على الكيك، وخصصوا صنعها ليوم عيد الميلاد منذ العصور الوسطى، ذلك أن الألمان كانوا يحتفلون بأعياد الميلاد لأطفالهم بتحضير الكيك وكان يسمى هذا الاحتفال Kinderfest وكانت حينها الكعكات تصنع في الأصل من منتج جاف شبيه بالخبز، لكن مع مرور السنين ظهرت نسخ محلاة أكثر من سابقتها وكانت تسمى “Geburtstagorten”، ولكن يتم وضع طبقات من الكيك وتكون مزينة تكون أقرب إلى “الجاتوه”.
في حين يطلق الشعب الفرنسي كلمة “جاتوه” على الكيك، وكما يعد “الجاتوه” من الحلوى المسببة للسعادة، أشيع أيضا أنه من أسباب إنهاء حياة ملكة فرنسا مارى أنطوانيت، التي استفزت شعبها بمقولة شهيرة نسبت إليها -دون دليل-: “إذا لم يكن هناك خبز.. لماذا لا تعطونهم كعكا”، وتقصد به “الجاتوه”، في وقت كانت فرنسا تمر بفترة شديدة الفقر والضعف، الجملة التي قيل إنها أثارت استفزاز الشعب، وحكم عليها بقطع رأس الملكة وزوجها في أحداث الثورة الفرنسية.
أنواع كيك مختلفة
كما ذكر سابقا، أن كل دولة تشتهر بنوع معين من الكيك، كما تشتهر كل ولاية في أمريكا، بنوع خاص من الكيك، وأبرزها “التشيز كيك” في ولاية نيويورك، أما بوسطن فتفضل كيك “الكريم باي”، في حين تعتمد واشنطن كيك التفاح والمعروف باسم “الأبل كيك”.
أما إنجلترا فتعتمد “الستروبري شورت” كيك، وتعتمد مصر كيك البرتقال والشوكولاتة.
تحفة الموضوع ده جميل