يعتقد البعض أن التخلي عن تناول الدهون كليا، يعد من الحلول المثالية لأزمة الوزن الزائد، وهو الاعتقاد الخاطئ دون شك، فبينما يعتبر تقليل نسب الدهون التي يحصل عليها الجسم من طرق إنقاص الوزن، فإننا نجد أن تجنب الدهون تماما يؤدي إلى المعاناة من مشكلات صحية مزعجة كالتالية.
أضرار تجنب الدهون
تتعدد الفيتامينات التي تذوب في الدهون، مثل فيتامينات أ، د، ك، لذا يعني عدم الحصول على أي من الدهون من خلال الطعام، الحرمان من القدرة على امتصاص أغلب الفيتامينات المهمة للجسم، ومن ثم المعاناة من نقص حاد بالفيتامينات يتطلب العلاج.
يشير الأطباء أيضا إلى أن أضرار تجنب الدهون تتضمن الحرمان من الأحماض الدهنية، وهي تلك الدهون التي يحتاجها الجسم لكنه غير قادر على إنتاجها بصورة طبيعية، وهي الدهون التي تساهم في عملية إنتاج الهرمونات، لذا فعدم الحصول عليها يعني إمكانية إصابة الجسم بالكثير من المشكلات.
وبينما تصبح عملية إفراز الهرمونات في الجسم أكثر صعوبة، في حال التخلي تماما عن الحصول على الدهون، تأتي أزمة أخرى وراء تجنب الدهون المستمر وتتمثل في عدم إفراز الكميات المناسبة من هرمونات كالتستوستيرون والإستروجين، ما يؤثر بالسلب على مراحل الطمث لدى النساء، علاوة على أنه يتسبب في بعض المشكلات الصحية بالنسبة للعظام.
الجدير بالذكر أن الحرمان من الأوميجا 3، وهي الأحماض الدهنية الشهيرة متعددة الفوائد الصحية، يعد من أضرار تجنب الدهون كليا، وهي التي يمكن الحصول عليها عبر تناول الأسماك للتمتع بمميزاتها الصحية، شأنها شأن الدهون المفيدة والتي سبق التحدث عن أضرار تجنبها.
دهون أخرى غير مفيدة
على الجانب الآخر، يتحدث الأطباء وخبراء الصحة، عن نوعيات من الدهون لا تفيد بقدر ما تضر، ومن بينها الدهون المتحولة، التي يعني تجنبها حماية الجسم من مستويات الكوليسترول السيئ أو المضر، ومن ثم الوقاية من الأزمات الصحية المتعلقة بالقلب، مع الوضع في الاعتبار تلك الدراسة الأمريكية التابعة لجامعة أوريجون للعلوم والصحة، والتي أثبتت أن تجنب الدهون المتحولة يزيد من كفاءة الذاكرة، والعكس صحيح.
كذلك يشير العلماء إلى أن الابتعاد عن كميات الدهون المبالغة من الطعام، من شأنه الحماية من مشكلات نفسية أبرزها الاكتئاب، نظرا لأن تناول الطعام الصحي باستمرار يحسن من الحالة الجسدية والنفسية.
في النهاية، ينصح الأطباء دائما بعدم المبالغة، والبحث عن الاتزان بين تناول كميات من الدهون عبر الطعام، ولكن دون تجاوز الحدود المنطقية.