قد يبدو أمرا غريبا، ولكن إن كنت تشعر بحالة من الجوع لساعة او ساعتين، قبل أن تستغرق في النوم، فستصحو في اليوم التالي وأنت تشعر بالشبع، أو على الأقل بدرجة من الجوع لا تضاهي تلك التي كنت عليها بالليلة الماضية، فما هو السر في ذلك؟
الامتناع عن الأكل
عند الامتناع عن الطعام لفترة ما، قد تطول أو تقل، وباختلاف الأسباب، التي من الممكن أن يكون الصيام سببا فيها، كما يحدث مثلا في شهر رمضان، أو حتى كما يقوم البعض بالإنصراف عن الطعام لساعات طويلة من أجل إنقاص الوزن، يدخل جسم الإنسان في حالة تعويضية، إذ تبدأ نسب الجلوكوز بالدم في التراجع مع مرور الوقت بعد تناول آخر وجبة، ما يجعل الكبد حينها تقوم بمد الجسم بالطاقة من خلال كسر الكليكوجين المخزن من الأساس، ما يقلل من الشعور بالجوع خلال فترات النوم.
الاستيقاظ
لذلك فعند الاستيقاظ من النوم، يكون الكبد قام بالفعل بدور رائع، عن طريق المحافظة على نسب الجلوكوز في الدم خلال النوم، بالإضافة إلى أنه خلال ساعات النوم الطويلة، لا يتم بذل أي مجهود حركي، ولا يحدث استهلاك للطاقة، ما يجعلك غير جائع في اليوم التالي.
كذلك يوجد ترابط مباشر ما بين عدد ساعات النوم وبين شعور الإنسان بالجوع في اليوم التالي، حيث يعمل النوم لساعات كافية وشعور الجسم بالراحة المطلوبة، على تقليل الشعور بالحاجة للطعام بعد الاستيقاظ، وهي الأمور التي تؤثر على هرموني “الليبتين” و “الغريلين”، اللذان يتحدد طبقا لهما درجة الشهية.
لماذا يستيقظ البعض وهو جائع؟
وعلى الرغم مما ذكرناه، إلا أن هناك بعض من الناس يستيقظون على حالة من الجوع، وهو الأمر الذي يحدث غالبا مع هؤلاء الذين يأكلون أطعمة غنية بالكاربوهيدرات مساء، حيث تعمل تلك الاطعمة على رفع نسب السكر بالدم، ما يجعل الانسولين الذي يفرز بالجسم، يقاتل من أجل إعادة نسب السكر لوضعها الطبيعي، وهو ما يتم خلال النوم، ليستيقظ هؤلاء الأشخاص وهم في غاية الجوع، على خلفية التراجع الشديد للجلوكوز بالدم، وهو ما يفسر لماذا ينبغي ألا نتناول الكاربوهيدرات قبل النوم.