أحيانا ما يكون الوصول للقاع فرصة لاستكشاف كيفية الصعود للقمة، هذا ما يؤكده الباحثون والخبراء، الذين توصلوا على صعيد الحياة العملية، إلى أن ترك العمل أو الوظيفة وسواء عن طريق الاستقالة بمحض الإرادة أم عبر الإقالة، من الوارد أن يكون سببا في الوصول لنجاح عملي غير متوقع فيما بعد.
ترك العمل والنجاح
تتعدد المشاعر السلبية التي تنتاب الإنسان عند ترك العمل الخاص به، فسواء حدث ذلك لأسباب تتعلق بالكفاءة الشخصية أو بطموحات مكان العمل نفسه، لن يكون الشخص الذي تعرض للقرار المشار إليه سعيدا به، ولكن ماذا إن كان هذا القرار هو فرصة للبدء من جديد بصورة مذهلة؟
يؤكد الباحثون من جامعة نوتردام بالولايات المتحدة الأمريكية، أن فقدان العمل قد يعطي المرء فرصة سانحة من أجل تحديد مصيره بحرية تامة، بما يحقق له ما يرغب حقا فيه، بعيدا عما كان يضطر إلى القبول به من قبل.
يتحدث دين شيبارد من جامعة نوتردام قائلا: “يبذل الإنسان جهودا عظيمة عند إحساسه باحتمالية ترك العمل، حيث يحاول بشتى الطرق أن يصلح من الأمر، فيما يعاني حقا مع نهاية الأمر بإقالته”، مضيفا: “من الطبيعي أن تنتاب الإنسان تلك المشاعر، إلا أن الأفضل من ذلك أن يدرك أنه تخلص من كل الضغوط التي كانت تحيط به، ربما ليبدأ من جديد دون أي مشاعر سلبية”.
بداية جديدة
يرى الخبراء أن في تلك المرة وبعد ترك العمل، ترتفع فرص الالتحاق بعمل آخر ربما كان يفضل المرء القيام به منذ سنوات، إلا أن الفرصة لم تكن سانحة لذلك، فيما يمكن لقرار ترك الوظيفة التقليدية، أن يكون المحفز على بداية مشروع خاص يحقق من الأرباح والمكاسب الكثير، على الصعيد المادي وكذلك النفسي.
يقول شيبارد: “عند ترك العمل، يشعر المرء بأنه فقد هويته لبعض الوقت، ما يتطلب تكوين هوية جديدة ربما تكون أكثر من ناحية القوة والتحمل، وتسمح باقتحام تجارب جديدة قد توفر الفرص الحقيقية لتحقيق النجاح”.
في النهاية، يدرك الباحثون أنه ليس بمقدور الكل التعامل مع تلك المواقف الصعبة بإيجابية، ما يدعوهم إلى التحذير من احتمالية الانصياع لأفكار سلبية من أجل نسيان الأزمة، وتتمثل في شرب الكحوليات أو المخدرات، والعمل بدلا من ذلك على تطوير النفس واختيار الفرصة الأفضل لك قبل أي شيء آخر.