في عالم أصبح فيه نشر التفاصيل الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي من الأمور التقليدية، صار الخطر محيطا بالأطفال الصغار مع قيام الآباء بالتقاط صورهم بصفة مستمرة، الأمر المؤذي الذي نكشف عن تفاصيله الآن عبر أضرار المبالغة في تصوير الأطفال.
تصوير الأطفال
في البداية، أجمعت الدراسات العلمية، ومن بينها دراسة أجريت عبر باحثين من مؤسسة AVG لحماية مستخدمي الإنترنت، على انتشار ظاهرة قيام الآباء بنشر صور أطفالهم الصغار على مواقع التواصل الاجتماعي.
أوضحت الدراسة الأخيرة أن في بعض البلاد، يملك 81% من الأطفال من دون الـ2 من العمر، حسابات مواقع تواصل تديرها الأمهات، لتكون الوسيلة المؤسفة لنشر صورهم بكثرة، بما يؤدي إلى ظهور أضرار تصوير الأطفال التالية.
أضرار تصوير الأطفال
تتعدد مخاطر المبالغة في تصوير الأطفال الصغار وفقا لخبراء علم النفس، الذين يرون أن أمرا مثل هذا من شأنه خلق شعور خاطئ بداخل الطفل، يتمثل في كونه محور الكون، وخاصة إن كانت تلك الصور تشهد وجود الطفل وحده من دون أفراد الأسرة الآخرين، علما بأن دراسة أجريت من قبل جامعة سوانزي البريطانية كانت قد توصلت إلى أن نشر الكثير من الصور الشخصية عبر مواقع التواصل يزيد من نرجسية المرء.
كذلك يحذر العلماء من خطورة تصوير الأطفال، التي ربما تجعلهم أول المنتقدين لأنفسهم مع مقارنتها بصور الآخرين، الأمر الذي يقلل من ثقتهم في أنفسهم، كما أن ظهور بعض الصور غير الجيدة، يزيد من فرص الهجوم عليها وانتقادها من جانب المتابعين عبر صفحات الإنترنت، وهو سبب آخر يقلل من ثقة الطفل في نفسه بسهولة شديدة.
أزمة أخرى أصابت الكثير من البالغين من قبل، وربما تصيب الطفل في عمر صغير مع كثرة الصور الملتقطة له، تتلخص في أن تركيزه يصبح منصبا دائما على الظهور بأفضل شكل، من دون الانتباه إلى حقيقة مشاعره، كما يصبح الاستمتاع بالوقت في تلك الحالة من الأمور الجانبية، لتزداد مخاطر المعاناة من الأزمات النفسية مبكرا، مثل الاكتئاب.
في النهاية، لا يشير الخبراء إلى ضرورة منع تصوير الأطفال، فقط ينصح بالسيطرة على الأمر والقيام به في حدود المسموح، حتى لا تتحول صيحة تصوير الأطفال إلى كارثة تؤدي إلى معاناتهم على الجانب النفسي للأبد.