من المعتاد أن نصاب بأمراض البرد كل فترة، خاصة مع تغير الطقس أحيانا بشكل مفاجئ، دون أن نكون على استعداد لذلك، سواء بارتداء الملابس المناسبة لكل طقس مثلا، أو بإغلاق التكييفات المنزلية وما شابهها في التوقيت الملائم. لكن لماذا ترتبط الإصابة بالبرد بحدوث تغيرات واضحة في أصوات هؤلاء المصابين، لتظهر في شكل بحة بالصوت غير معتادة؟
خروج الصوت في المعتاد
بداية، يخرج الصوت عبر الفم ولكن بمساعدة مباشرة من جانب الرئتين، فالرئة تحتوي على الهواء الذي نتنفسه، بينما تتقلص عند حدوث الزفير، ليخرج الهواء منها بقوة، مرورا بالقصبة الهوائية، ونهاية بالفم، بينما تبطن المساحات الموجودة بالجهاز التنفسي بأغشية مخاطية حتى تحافظ على الأنسجة في حالة رطبة تساعد على إظهار الصوت بقوة ووضوح.
تغير الصوت عند الإصابة بالبرد
الوقت الذي يشهد التعرض لالتهابات الحلق أو الإصابة بأمراض البرد، هو الذي تتعرض فيه دائما الأغشية المخاطية للانتفاخ، لتعمل على إفراز المخاط الذي يقوم بدور الدفاع عن الحلق من الأمراض التي تغزو تلك المنطقة، ما يتسبب في نشر الكثير من الفوضى، من بينها ما يحدث من سيلان للأنف، ودموع بالعين، وكذلك أزمات عدة بالحلق، والذي يعتبر حينها موقع الحدث الرئيسي.
في ذلك الوقت تحديدا، تتعرض الأحبال الصوتية الموجودة بالحنجرة، لأضرار ناتجة عن المخاط الموجود بوفرة، والذي يفرز في الأساس كخط دفاعي، بينما يؤدي إلى انتفاخ الأحبال الصوتية هي الأخرى والتهابها وتورمها بوضوح، لذا يخرج حينها الصوت بتوتر أقل، وتردد أضعف وأبطأ، على خلفية اهتزازها بصورة غير طبيعية تماما، ما يتسبب بعد كل ذلك في ظهور الصوت وكأنه متقطع، علاوة على خروجه من الفم بمستويات منخفضة كثيرا عن المعتادة.
الاهتمام
وقد يكون السيناريو الأسوأ من ذلك، هو حدوث تطور غير مرغوب لأمراض الحلق، تصل إلى حد الإصابة بالتهاب الحنجرة بصورة كاملة، ما قد يؤدي إلى انقطاع الصوت تماما، ما يلزم مصابي تلك الأمراض باتخاذ الحذر، الذي يتطلب عدم إجهاد الأحبال الصوتية في تلك المرحلة، مع تناول مزيج يجمع ما بين العسل والفلفل، وعصير الليمون، وكذلك تناول الثوم والفجل المعروفان بقدرتهما على معالجة بحة الصوت تلك.