دراسة علمية مثيرة للجدل، تربط بين تفوق الفتية الصغار على المستوى الدراسي، وبين تواجدهم في فصول دراسية تتشكل النسبة الأغلب منها من الفتيات، فما تفاصيل تلك الدراسة الهولندية المحفزة على مبدأ الاختلاط في المدارس لصالح الذكور؟
تفوق الفتية وسط الفتيات
في وقت مازالت فيه النقاشات تجرى بشأن فوائد أو ربما أضرار اختلاط الفتية والفتيات الصغار في المدارس، ظهرت دراسة أوروبية وكأنها تحسم الأمور الآن، حيث كشفت وفقا لرؤيتها عن الدور المهم والإيجابي الذي يتحقق للفتية تحديدا، في حال تواجدوا بداخل أسوار مدارس تضم نسبة أعلى من الفتيات، وهو الدور العلمي البحت بحسب هذه الدراسة الحديثة.
توصلت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة أتريخت الهولندية إلى أن تواجد الفتية الصغار، في فصول دراسية تضم فتيات بنسبة لا تقل عن 60%، يعني وصول هؤلاء الفتية إلى أعلى معدلات ممكنة من التفوق الدراسي، الأمر الذي كشفت الدراسة الأخيرة عنه بعد ملاحظة نتائج امتحانات دراسية تخص نحو 200 ألف طالب ذكر في الـ15 من العمر.
تأتي تلك الدراسة لتسير على نهج دراسات سابقة، أثبتت تأثر الفتية إيجابا أو سلبا بالبيئة المحيطة أثناء تلقي العلم، بالمقارنة بالفتيات اللاتي يتأثرن بصورة أكثر وضوحا بأمور أخرى، مثل التحفز والتركيز.
تعقيب الباحثين
تتحدث الطبيبة والأستاذة بجامعة أوتريخت الهولندية، مارجريت فان هيك، باعتبارها المسؤولة الأولى عن الدراسة الأخيرة، قائلة: “يبدو الأداء الدراسي للفتية غير مستقر في الكثير من الدول، إلا أن تلك الأزمة تتضح في المدراس التي تتشكل غالبيتها من الفتية أيضا”.
تشير مارجريت إلى الحل الأكثر وضوحا من وجهة نظرها فتقول: “يتمثل الحل في خلق توازن بين أعداد الفتيات والفتية في المدارس والفصول الدراسية، هذا الأمر من شأنه أن يحقق فوائد مختلفة للفتية المتضررين أو المتأثرين بالسلب من قبل”.
يحذر الباحثون في نهاية الدراسة، من عدم الوضع في الاعتبار بأن تواجد الفتية في مدارس تتكون من الصبية فحسب، لن يحقق الفائدة العلمية المطلوبة في الكثير من الأحيان، وهو أمر يتطلب إجراء المزيد من الدراسات أيضا للوقوف على أسبابه الجوهرية.