تعرض أطفال ميريدث لمرض غريب عجز الأطباء عن تشخيصه، إذ تسبب هذا المرض في إحراج العديد من أطباء العالم في القرن الـ17 واستمر إلى يومنا هذا، وقد سمي هذا المرض باسم هؤلاء الأطفال لأنه يعتبر مرضا خاصا بهم، هؤلاء الأطفال الأربعة هم من عائلة واحدة تسمى ميريديث، وكانوا يعيشون في إنجلترا في القرن الـ17 هذا القرن الذي عرف بالجهل والفقر وقلة الرعاية، وقتها أصيب هؤلاء الأطفال الأربعة بالمرض العجيب.
بداية مرض أطفال ميريديث
بدأ ظهور المرض على الأطفال في يناير عام 1675، وكان الأمر في البداية مجرد صداع نصفي وألم شديد في الرأس، إلى أن تطور المرض ووصل إلى الأطراف مثل اليدين والرجلين، واكتمل الأمر بأن وصل المرض إلى العيون والفم، وكان يصحب هذا الألم نوبات تشنج باستمرار، وهذه الأعراض وفق ماذكره الأطباء.
الأعراض الغريبة الأخرى
بعد هذه الأعراض الأولية لهذا المرض تطور الأمر إلى أن وصل إلى أعراض غريبة عجز الطب والأطباء عن تفسيرها إلى يومنا هذا، وتمثلت هذه الأعراض في الضحك الهستيري لهؤلاء الأطفال وأيضا البكاء الهستيري لهم، وهذه الحالة كانت تستمر لمدة ساعة على الأقل دون توقف، وفي أحيان أخرى كان الضحك والبكاء في وقت واحد، وكذلك من الأعراض المحيرة التصرف كالحيوانات والحشرات، فكان بعضهم يزحف على بطنه مثل الثعابين وإن تم منعه يصرخ بشدة غريبة، وكان بعضهم يتسلق الفراش والأريكة كالقرود.
وقد تكون اللعاب الخاص بهم من مادة بيضاء ورغوة شديدة، وبعد أن يغشى عليهم ويتعرضون للإغماء يقومون بفعل هذه الأعراض الغريبة، وتقل هذه الأعراض المريبة في المساء فقط قبل النوم مباشرة، فمعظم أوقات المساء يصبحون مجرد أطفال عاديين.
القدرات الخارقة
ظهرت لدى هؤلاء الأطفال قدرات خارقة لا يمكن التغافل عنها، وقد تمثلت في تحدث بعضهم بلغة غريبة غير مفهومة، وكأنه يلقي بنوع من الشعوذة أو السحر، فكانت هذه اللغة الغريبة تلقى على هيئة خطاب، وقد فهمت العائلة بعد ذلك أن هذا الخطاب هو تنبؤ بموعد موتها، وكذلك كان الأطفال يتنبؤون ببعض الأحداث التي ستحدث لوالدهم، وكذلك الأحداث التي كانت ستحدث لإنجلترا بالكامل، كما كان أحد هؤلاء الأطفال يتقيئ المسامير الصغيرة من فمه.
كيف انتهى المرض؟
في عام 1675 من شهر يناير، توقفت هذه الأعراض العديدة في وقت واحد ودون أي مقدمات فقد عاد أطفال ميريديث لحياتهم الطبيعية السابقة، دون انزعاج من أي آلام، حتى أصبح المرض وأعراضه مجرد ذكرى ضمن طيات الماضي، لا يتذكرون منها سوى القليل، والأطفال الأربعة عاشوا لأعوام طويلة ووصلوا إلى مرحلة الشيخوخة، وأصبحت لديهم عائلات سليمة لا تشتكي أي خلل.
تفسير حالة أطفال ميريديث
تعتبر حالة أطفال ميريديث حالة غريبة لم يستطع أحد تحليلها وفق علم حقيقي، خاصة وأن الطب في هذا الوقت لم يصل إلى ما وصل له اليوم، وكذلك شخص الأطباء الحالة على أنها غير معروفة إلى وقتنا هذا، لذلك تم اعتبارها ضمن طيات الماضي الغريب.