هل سمعت من قبل عن تلال الشوكولاتة؟ سوف تعتقد عندما تراها أول مرة أنها مثل أكوام الشوكولاتة، ولكنها في الحقيقة عبارة عن تلال جيرية مخروطية كارستية تقع بمقاطعة بوهول بالفلبين وتنتشر على مساحة أكثر من 50 كيلو مترا مربعا.
تغطى هذه التلال بالعشب الأخضر ولكنه سرعان ما يتحول في موسم الجفاف إلى اللون البني فتصبح مثل الشوكولاتة، ولقد أدى ذلك إلى أنها أصبحت من أهم مناطق الجذب السياحي في الفلبين، وسوف نتعرف في هذا المقال على تلك التلال وأهم الحقائق المتعلقة بها.
كيف تكونت تلال الشوكولاتة في الفلبين؟
تلال الشوكولاتة هي تلال كارستية مخروطية، تكونت منذ العصر الجليدي من الأحجار الجيرية التي تحتوي على حفريات بحرية وطحالب ورخويات وشعاب مرجانية، وتفصل بين تلك التلال سهول منبسطة يوجد بها الكثير من الينابيع والكهوف، مما جعلها مثالًا رائعًا للمعالم الجغرافية الكارستية المخروطية.
وصفت هذه التلال بأنها ناتجة من تكوينات متآكلة من الحجر الجيري البحري المخلوط بالطين الصلب، كما تشير الدراسات إلى أنها تكونت من شعاب مرجانية انبثقت نتيجة تحول جيولوجي كبير من البحر، وكان للعواصف والمياه دور كبير في تكونها منذ الآلاف السنين، ويحتوي الغطاء النباتي لتلك التلال على السراخس والأعشاب والنباتات البرية، وعادة ما يتم إزالة تلك النباتات الواقعة بين التلال لزراعة المحاصيل.
شاهد أيضًا: دليفري الأعماق.. وأغرب المهن المستحدثة حول العالم
حقائق عن تلال الشوكولاتة في الفلبين
يومًا بعد يوم سوف تكتشف خفايا وأسرار جديدة في الطبيعة، وهناك ظواهر ما زالت قيد البحث من قبل العلماء، وعلى الجانب الآخر إذا تحدثنا عن حقائق عن تلال الشوكولاتة في الفلبين فسوف نذكر من أهمها الآتي:
مكونة من أحجار جيرية مغطاة بالعشب
عادة ما تكون تلك التلال خضراء في موسم المطر، وتصبح على شكل أكوام مخروطية مكونة من الحجر الجيري ومغطاة بالنباتات الخضراء، ويتراوح حجم كل منها ما بين 30 إلى 50 مترا، وهي توجد في بعض المناطق بمقاطعة بوهول مثل كارمن وساغبايان وباتوان، ولكن من أهم الحقائق عن تلال الشوكولاتة أنه عندما يقل المطر يتحول لون تلك الأكوام للون البني، مما يجعلها تشبه الشوكولاتة عند رؤيتها للمرة الأولى.
متناظرة ومتسقة
يعد ذلك من أهم المزايا الرائعة التي تتميز بها تلك التلال، حيث يتراوح ارتفاعها ما بين 98 إلى 160 قدما وتتراوح أعدادها ما بين 1268 إلى 1776 تلًّا مرتفعا، ويمتاز جميعها بالاتساق والتناظر، ولقد استغرق العلماء الجيولوجيون سنوات عديدة لمعرفة التكوين الجيولوجي لها، حيث يرجع البعض منهم ذلك إلى أنه عندما ارتفعت الرواسب المرجانية من البحار فإن ذلك أدى إلى تكون تلك التلال.
شاهد أيضًا: كهف المعجزة.. أول مسكن بشري مسقوف في التاريخ
احتواؤها على رواسب بحرية
اكتشف بعض العلماء الجيولوجيين وجود رواسب بحرية بها وذلك لوجودها على جزيرة، وتبدو من بعيد وكأنها مثل الشوكولاتة، كما تعد ظاهرة طبيعية بحتة فهي مكونة من أحجار جيرية بحرية على شكل مخروطي مغطى بالعشب، ولكنه يذبل عند ندرة المطر بالمكان.
موقع للتراث العالمي
تم اعتبار تلك التلال كنصب جغرافي سنة 1988، كما أعلنت منظمة اليونسكو أنها موقع للتراث العالمي، وهناك جهود كثيرة من الدولة لتطوير المنطقة المحيطة بها لاجتذاب الكثير من السياح سنويًا، كما أصبحت ضمن قائمة الوجهات السياحية الفلبينية التي صدرت عن هيئة السياحة الفلبينية، بالإضافة إلى أنها أيضًا تعد ثالث نصب تذكاري جيولوجي وطني بالفلبين.
التهديدات البيئية الواقعة عليها
كانت الأراضي المحيطة بتلك التلال مملوكة لمجموعة من الأفراد قبل إعلانها نصبا تذكاريا جيولوجيا وطنيا، ولكن بعد ذلك أقيمت بها المحاجر من قبل صغار عمال المناجم بالمنطقة، مما أثر على جمال المناظر الطبيعية هناك، إلى جانب التهديدات البيئية الأخرى مثل التلوث وإلقاء النفايات من قبل المركبات السياحية.
شاهد أيضًا: كيف يؤثر الوالدان والبيئة على ظهور الرهاب الاجتماعي؟
أماكن سياحية قريبة منها
تعد صور تلك التلال وسائل ترويجية رائعة لتنشيط السياحة في مقاطعة جزيرة بوهول، كما أن هناك بعض الأماكن السياحية الموجودة بالقرب منها والتي تعزز من أهميتها السياحية، ومن أهم تلك الأماكن:
شاطئ ألونا
لا يكتمل الاستمتاع بزيارة بوهول إلا بقضاء بعض الوقت بشاطئ ألونا الذي يمتاز بمياهه الصافية ورماله البيضاء الناعمة وجوه الهادئ، كما توجد بعض المطاعم والمنتجعات الشهيرة بالقرب منه.
محمية تارسير
تسمى تلك المحمية بهذا الاسم لوجود بها حيوان تارسير الذي يعد من الحيوانات الصغيرة والمهددة بالانقراض ويتميز هذا الحيوان بالعيون المستديرة البارزة، وهو أيضًا من الحيوانات التي تنشط في الليل بحثًا عن الطعام، كما يحب التنقل بين فروع الأشجار، ولكنه يشعر بالقلق في حالة إزعاجه من قبل الزائرين الذين يستخدمون فلاش الكاميرا في تصوير المناظر الطبيعية.
كنيسة باكلايون
بنيت تلك الكهنة سنة 1959، وتعد كنيسة باكلايون معلمًا تاريخيًا وثقافيًا، كما تعد ثاني أقدم كنيسة في الفلبين وهي مبنية من الأحجار المرجانية مع وجود ثريا من الكريستال ومنحوتات مزينة بالذهب.
في نهاية هذا المقال، فإن هناك بعض التغيرات الجيولوجية والمناخية ينتج عنها وجود بعض المعالم الطبيعية الرائعة، مثل تلال الشوكولاتة في الفلبين، والتي يمكن الاستمتاع برؤيتها وقت الجفاف.