تعد المرحلة الجامعية من أصعب المراحل بالنسبة للبالغين الصغار، بما تشهد من تحديات مختلفة تصيبهم بالتوتر والقلق، على الرغم من أن علاج أغلب الأزمات يبدو بسيطا، ويتلخص من وجهة نظر العلماء في بقاء طلاب الجامعة لدقائق بين أحضان الطبيعة فحسب.
طلاب الجامعة والتوتر
من المتوقع أن يعاني طلاب الجامعة من التوتر والقلق وسط تفاصيل جديدة تتسم بالغموض بالنسبة إليهم، إلا أن غير المتوقع هو إمكانية مواجهة هذه المشاعر السلبية من خلال البقاء لدقائق وسط الطبيعة، ولكن هذا ما يؤكده العلماء.
يرى الخبراء والباحثون من جامعة كورنيل بالولايات المتحدة الأمريكية، ومن واقع تجارب وأبحاث أملت في التوصل إلى تأثير الطبيعة على الحالة النفسية لطلاب الجامعة، أن 10 دقائق فقط تعد كافية من أجل التخلص من الضغوطات النفسية والعصبية التي يعاني بعض الطلاب منها خلال تلك المرحلة الصعبة.
تقول جين ميريديث، وهي الأستاذة ورئيسة قسم الصحة العامة بالجامعة الأمريكية: “لا يحتاج الأمر إلى البقاء وسط الطبيعة لأوقات طويلة، من أجل اكتساب المزايا الخاصة بها”، موضحة: “فقط 10 دقائق تعتبر فترة كافية من أجل تمتع طلاب الجامعة بالهدف المنشود، الذي يتمثل حينئذ في راحة البال”.
الطبيعة والروتين اليومي
يرى الباحثون والخبراء من جامعة كورنيل، أن استفادة طلاب الجامعة من قضاء الوقت وسط الطبيعة، يتطلب القيام بتلك المهمة الترفيهية بصفة روتينية، ما يعني قضاء ما يتراوح بين 10 إلى 50 دقيقة يوميا في الحدائق والمتنزهات، أو على الأقل لأكثر من مرة خلال الأسبوع الواحد.
تؤكد تفاصيل البحث العلمي الأخير كذلك أن استفادة طلاب الجامعة من هذا الأمر، تتمثل في هبوط مستويات الكورتيزول، المعروف بأنه هرمون التوتر في الجسم، إضافة إلى ضبط مستويات ضغط الدم وكذلك سرعة نبضات القلب، وهي أمور تجعل الطالب الجامعي أكثر تقبلا لضغوط الاختبارات والواجبات الجامعية، وتؤهله ليصبح أكثر صلابة في مواجهتها.
الجدير بالذكر أن تلك ليست الدراسة الأولى التي تكشف عن فوائد قضاء الوقت وسط الطبيعة للصحة النفسية، بل سبق وأن أكدت دراسة أجريت بجامعتي إكسير الإنجليزية وأوبسالا السويدية أن إمضاء ساعتين في الهواء الطلق بصفة أسبوعية، لا يفيد طلاب الجامعة فحسب مثلما أكدت الدراسة الأمريكية، بل بإمكانه أن يحسن من الحالة النفسية للكبار والصغار على حد سواء.