هل تتوقع دوما عدم وصولك إلى الامتحان في الوقت المناسب أو فشلك في المهمة المطلوبة منك في العمل بدون أسباب واضحة؟ ربما أنت تعاني إذن من سيطرة توقعات حدوث السيناريو الأسوأ على العقل، بدرجة تتطلب معرفة الأسباب قبل اكتشاف الحلول والعلاجات.
ما هو السيناريو الأسوأ؟
يعرف السيناريو الأسوأ والذي يجد البعض أنفسهم ينشغلون بالتفكير فيه دون إرادتهم أحيانا، بأنه سلوك عصبي يدفع صاحبه إلى طرح تساؤل يتلخص في “ما هو أسوأ ما قد يحدث في تلك الحالة؟”، قبل أن يبدأ في المعاناة من القلق من إمكانية تحقق هذا السيناريو غير الواقعي في أغلب الأحيان.
يكشف تخيل السيناريو الأسوأ في شتى الظروف عن احتمالية المعاناة من اضطراب ما أو أزمة نفسية، هي من تقود العقل إلى رسم الأفكار المحبطة والتي تصيب صاحبها بالمزيد من الحزن والقلق والتوتر.
لماذا يعاني البعض من توقع السيناريو الأسوأ؟
بينما يمكن للأزمات النفسية أن تقود الشخص إلى رسم السيناريو الأسوأ كما ذكرنا، فإنها تفصح في تلك الحالة عن الإصابة بمرض شهير مثل الوسواس القهري والذي يدفع الإنسان إلى التشاؤم وتخيل اللحظات التعيسة في أغلب الأوقات.
من الوارد أن يكمن سر رسم السيناريو الأسوأ في معاناة الشخص من هاجس الفشل والخوف من عدم تحقيق النجاح، لذا يمكن لمشاعر القلق التي تدفع الشخص إلى توقع حدوث الأسوأ أن تتحفز ببساطة عند مجرد ارتكاب خطأ بسيط في العمل أو الجامعة أثناء الدراسة.
أحيانا ما يلجأ الشخص الذي يعاني فعليا من القلق إلى رسم السيناريو الأسوأ أملا في تهدئة النفس، حيث يعتقد أن تخيل الوضع المستقبلي في أسوأ أشكاله قد يجعله أكثر قدرة على التعامل معه وقت حدوثه، وهو أمر غير منطقي ولا يتسبب في تهدئة النفس بقدر ما يزيد من القلق.
علامات وعلاج المعاناة من توقع السيناريو الأسوأ
يعد اكتشاف معاناة الشخص من الغرق في السيناريوهات السيئة معقدا في كثير من الأحيان، إلا أن الأمر يصبح أكثر سهولة عند مراقبة النفس وتحديدا ملاحظة كيفية التفكير عند الشعور بالقلق أو عند مواجهة أزمة ما.
يرى خبراء علم النفس أن التفكير في احتمالية المعاناة من ورم خبيث في الرأس لمجرد الإحساس بألم فيها، أو الاعتقاد بأن شريك الحياة قد يكون خائنا لمجرد عدم رده على الهاتف سريعا، من الممكن أن يكشف عن سيطرة هذا التفكير المدمر لصاحبه على عقله.
كذلك يبدو اكتشاف معاناة الشخص من توقع السيناريو الأسوأ أكثر سهولة، عند ملاحظة أفكاره التي تبدأ دوما بعبارة ماذا لو؟ مثل ماذا لو طردت من العمل أو ماذا لو فقدت طفلي في الزحام، علما بأن عدم القدرة على توقع سيناريوهات أخرى جيدة أو الغرق في التفكير الزائد من علامات الإصابة بالأزمة نفسها أيضا.
على الجانب الآخر، ينصح لإيقاف التفكير في السيناريوهات المحبطة بمحاولة التفكير قدر الإمكان في سيناريو مختلف تماما وأكثر إيجابية من غيره، أو على الأقل ينصح بالتفكير بشكل منطقي محايد للسيطرة على الأفكار السلبية.
أيضا يحذر من الغرق في التفكير الزائد عن الحد بكل أشكاله، والذي يقودنا في أغلب الأحيان إلى أفكار سلبية لا يوجد لها فائدة، مع الوضع في الاعتبار أن زيارة الطبيب النفسي تعتبر من الخيارات الجيدة إن بدا الوضع خارج عن السيطرة.