جبل القارة داخل المملكة العربية السعودية ، هذا الجبل على بعد 12 كيلو مترا من مدينة الهفوف في محافظة الأحساء عند جبل القارة الذى يرتفع فوق سطح البحر 210 أمتار ويبلغ طوله 70 مترا، بحسب الأسطورة فإن هناك أصوات تسمع من داخل الجبل هي أقرب إلى صوت الجن، ويتم فيه اختطاف البشر، فهل أساطير هذا الجبل حقيقة أم خرافات؟
الهروب من حرارة الطقس
درجة الحرارة داخل الجبل لا تتجاوز الـ20 درجة مئوية، في حين أن خارجه تصل إلى 40 درجة مئوية، حيث كان هذا الجبل قديما ملجأ للأهالي من درجة حرارة الشمس الشديدة في الخارج أثناء فصل الصيف، فقد كانوا يهربون منها إلى داخل الجبل احتماء به، وهذا الجبل يتميز في تكوينه بتعدد مغاراته وارتفاعه وأنه يضم ممرات واسعة.
وهذا أحدهم يتحدث عن الجبل حسب ما استكشفه هناك أثناء زيارته: هو أحمد محجوب، وهو يعمل مهندس اتصالات، لكنه معروف بعشقه للتصوير، ولكثرة رحلاته وتنقلاته كان يعتمد على التصوير فى توثيق هذه الرحلات، وكان من بين رحلاته رحلته إلى جبل القارة في المملكة العربية السعودية.
فكلم عن الأصوات المخيفة قائلا:
“إن سبب هذه الأصوات المخيفة في الجبل هى شدة التيارات الهوائية “.. هكذا وصف “محجوب” الأجواء داخل جبل القارة، وقد أضاف : “إنه حينما تذهب إلى هناك لأول مرة ستشعر بالخوف من هذه الأصوات التي تتضخم بعد مرورها في تجاويف الجبل”.
وتابع قائلا : “إن الجبل عبارة عن صخور رسوبية، تألقت بألوانها التي تنوعت ما بين الأبيض الأحمر، ويتخلها ضوء الشمس لترسم منظرا جماليا ساحرا يسر الناظرين”.
هذا وقد ذكر محجوب أن الجبل القارة يقع في وسط واحات الدخيل، ويسمى الجبل باسم “الشبعان”، ولكن العديد يحب أن يسميه “جبل القارة”، وتم تطوير المنطقة مؤخرا، حتى تكون مقصدا سياحيا طبيعيا، وتاريخيا، وثقافيا.
تاريخ جبل القارة
وأمام جبل قارة يبدو استطلاع تاريخه أمرا مغريا حتى لأولئك الذين لا يتمتعون بفضول كبير. ومن ينطلق في استطلاع هذا التاريخ من الاسم، سيجد روايات ترده إلى قبيلة جاهلية “حذقت في الرماية” وسُميت “القارة”، لشدة براعة أهلها في رمي السهام. لكن تضاريس الموقع ترجِّح صحة التعريف بأنَّ معنى الاسم هو “جبل صغيرٌ منفردٌ أَسودُ مستديرٌ ملمومٌ طويلٌ في السماءِ”.
مغارات الجبل والقرى الأربع
أرجع العلامة حمد الجاسر في معجمه الجغرافي برودة كهوف جبل قارة إلى وقوعها أسفل الواحة، ما يمنحها تلك الطراوة الملحوظة، فضلا عن حجب الصخور العظيمة حرارة الشمس، ما يسهم في تبريد التيارات الهوائية الداخلة. وفي أثناء توغلك في المكان وتشعباته والتواءاته، يتفاوت اتساع الممرات والمغارات وضيقها تفاوتا كبيرا، من طريق يضطرك إلى حشر نفسك بين الصخور الملساء بصعوبة لتعبره إلى طريق آخر قد يصل إلى أمتار عدة في اتساعه، وكذا في الكهوف والمغارات، فبعضها لا تستطيع ولوجه إلَّا منحنيا أو جاثيا على ركبتيك أو حتى زاحفا، وبعضها الآخر قد يصل اتساعه إلى بهو قصر كبير، مثل “مغارة الناقة” التي تستوعب أكثر من 500 شخص.