بمجرد أن تسمع كلمة “جزيرة الشيطان”، يرتبط بذهنك أنها رواية أو فيلم الفنان عادل إمام الشهير، وفي الحقيقة ظلت تلك الجزيرة لوقت طويل، مجرد خرافة في أذهان الكثير من الناس، ورواية خيالية استغلها صناع الأفلام السينمائية، لإنتاج أقوى وأشهر الأعمال الفنية، لتبقى الحقيقة الوحيدة بشأن ذلك المكان أنه مروع إلى درجة لا يمكن للعقل أن يستوعبها، ويصنف على أنه السجن الأكثر رعبا ووحشية في العالم.
أين تقع جزيرة الشيطان؟
تحديدا على سواحل مدينة “غويانا” الفرنسية، المطلة على المحيط الأطلسي لأمريكا الجنوبية، تقع جزيرة الشيطان، أو كما يطلق عليها رسميا “سان لوران دو ماروني”، وهي عبارة عن قطعة صخرية، تبلغ مساحتها 34 فدانا، في حين يبلغ ارتفاعها 19 مترا، فوق سطح البحر، وفي الفترة التي تتراوح ما بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين، كانت تلك المدينة مكانا مقفرا وموحشا خاليا إلا من بعض المستعمرات المتناثرة في أطرافها، وذلك حسبما ذكر موقع “نيوز.كوم”.
ما هي جزيرة الشيطان؟
قد تشابه تلك الجزيرة في الوهلة الأولى، أية جزيرة عادية، إذ تتكون من مجموعة من الجزر المتصلة معا، تحديدا 3 جزر، ولكن هذا المكان في حقيقة الأمر ضم آلاف الأشخاص الذين تم إرسالهم إلى تلك الرقعة، ولم يتمكنوا من الهرب أو النجاة، لتصبح بعد ذلك مقبرة لعشرات الآلاف من السجناء الذين تم شحنهم من السجون الفرنسية.
الهدف من تأسيسها
جاء تأسيس تلك الجزيرة بأمر رسمي من الإمبراطور نابليون الثالث في عام 1852، كمستعمرة يتم استخدامها كسجن شديد الحراسة، ولم تكن تلك الجزيرة وحدها التي تم تخصيصها لهذا الأمر، ولكن هناك مجموعة من الجزر تم اختيارها لنفس الغرض، وبالفعل تم إرسال حوالي 70.000 مدان لسجون الجزيرة على مدار ما يقارب الـ100 عام.
أهوال الرحلة
لقي السجناء المحكوم عليهم بقضاء مدة عقوبتهم على أرض تلك الجزيرة الكثير من الأهوال، والتي قصها الناجون منهم فيما بعد، وتمثلت تلك الأهوال في أمور عدة، بدءا من الرحلة التي قطعها السجناء إلى أرض الجزيرة، من خلال قارب في عرض البحر إلى الجزيرة، وقد نجا منهم من استطاع النجاة، فبعضهم تم احتجازه داخل الأقفاص الحديدية أثناء الرحلة، والبعض الأخر مات مختنقا بالبخار بسبب رفضهم إطاعة الأوامر على متن السفينة.
أشهر محاولتين للفرار
لم يذكر في تاريخ تلك الجزيرة سوى محاولتين ناجحتين للفرار، كانت الأولى التي قام بها السجين “كليمنت دوفال”، الذي فر عام 1901 ووجد ملاذا في الولايات المتحدة حيث عاش هناك بقية حياته، والأخيرة كانت لـ”هنري شاريير وسيلفان” واللذين تحولت مآثرهما إلى الكتاب والفيلم بابيلون.
من هم أشهر سجناء جزيرة الشيطان؟
أشهر سجناء جزيرة الشيطان، هم “ألفريد دريفوس” وهو مسؤول في الجيش الفرنسي وقد أُرسل خطأ إلى الجزيرة، ومكث في السجن 4 سنوات من 1895 إلى 1899 قضاها في العزل الانفرادي.
مذكرات تثير غضب الرأي العام الفرنسي
قام أحد السجناء الذين تمكنوا من الهرب، بكتابة مذكراته، التي كشفت الفظائع التي تحدث في الجزيرة، وفي عام 1938 نشرت المذكرات، الأمر الذي أدى لإثارة الرأي العام الفرنسي، وفي الـ 17 من يونيو من نفس العام 1938، تم إلغاء مرسوم نقل السجناء إلى سجن مستعمرة الجزيرة وتم إغلاق سجن تلو الآخر، لكن الحرب العالمية الثانية أجلت نقل آخر السجناء إلى 1953.
معلم سياحي هام
الجزيرة اليوم تمتلئ بالصواريخ الفضائية، بعد أن حولتها فرنسا إلى جزء من مركز “غويانا” الفضائي، عام 1965، بالإضافة إلى إعادة ترميم كثير من السجون وتحويلها إلى معالم تاريخية، يزورها حوالي 50 ألف سائح سنويا، كما تم تجديد الجزيرة ذاتها مرة أخرى في الثمانينيات، على الرغم من بقاء العديد من الهياكل الأصلية، التي تشكل نقطة جذب سياحي، ويمثل الاسم الموجود على بابيلون المنحوت في أرضية الزنزانة 47، الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في الجزيرة.