حاتم الطائي هو من أشهر شعراء العرب في العصر الجاهلي توفي في العام 46 قبل الميلاد وهو عبد الله بن سعد الفاضل ابن امرئ القيس بن عدي ابن الأخزم بن ربيعة ابن فعلا بن عمرو بن الغوث بن الطائي وكنيته أبو عُدي أو أبو سُفانة، ويَرجع سبب شُهرة حاتم الطائي إلى كرمه الذي ورثهُ عن أُمه عُتبه بنت عفيف بن عمرو بن أخزم، فهو من الأشخاص الذين يصفون بالكرم والجود وتزوج من ماوية بنت حجر الغسانية، عند زيارته لبلاد الشام.
مسكن حاتم الطائي
استقر الطائي في بلاد الجبلين أجا وسلمى، وهذه البلاد تسمى في الوقت الحالي بمنطقه حائل الموجودة في الجهة الشمالية من المملكة العربية السعودية، ويوجد له في هذه المنطقة العديد من بقايا القصر الخاص به، وقبره الذي دفن فيه.
صفات حاتم الطائي
اتصف حاتم الطائي بالعديد من الصفات الحميدة أهمها الكرم يقال إنه نهر لا ينقطع عطاؤه، ولا يظمأ من يمر بجواره ولا يمتنع عن أحد يطلب مسألة، وكان لا ينتظر السائل حتى يأتيه فحين يشتد الجفاف والفقر ويدرك القوم برد الشتاء وتعصف الريح الباردة بالخيام، فكان يقوم حاتم بمساعدة الناس دون أن يسألوه و كان يأمر غُلامه أن يُوقد نارًا في بقاع من الأرض فيقول له:
أوقد فإن الليل ليل قــــر
والريح يا موقد ريح صـــر
عسى يرى نارك من يمــر
إن جلبت ضيفا فأنت حــــر
كما كان مشهورًا بالصدق في القول والفعل والشجاعة عند القتال ومساعدة المحتاجين عند اللجوء إليه والفروسية، وقد أخذ على نفسه عهدًا بألا يقتل أحدًا في شهر رجب، وكان معروف في ذلك الوقت بالشهر الأصم، كما تميز بتقديم الطعام للناس كافة، يقال إنه كان يذبح كل يوم عشرة من الإبل ليطعم الناس.
ديانة حاتم الطائي
يعتقد أن حاتم الطائي اعتنق الديانة المسيحية، ومن المعروف أن حاتم الطائي ولد وتوفي في الوقت الذي سبق ظهور الدين الإسلامي، وبعد ظهور وانتشار الإسلام أعلن أبناؤه عدي وسفانة إسلامهم.
زواج حاتم الطائي
تزوج من فتاه غنية تعيش حياة الملوك تسمى ماوية بنت حجر الغسانية، كما تزوج من النوار ابنة ثرملة البُحترية، وقد تقدم لماوية بنت حجر لخطبتها العديد من الشعراء مثل الذبياني والمتنبي وحاتم الطائي، فعملت على جمع هؤلاء الشعراء وطلبت من كل هؤلاء الشعراء أن يلقي كل شاعر بيتًا من الشعر لكي تختار أحدهم زوجًا لها فاستجابوا لطلبها، ووقع الاختيار على حاتم الطائي، وقد قال فيها:
أيا ابنة عبد الـلـه وابـنة مـالـك ويا ابنة ذي البردين والفرس الورد إذا ما صنعت الزاد فالتـمـس لـه أكيلا فإني لست آكـلـه وحـدي
مواقف حاتم الطائي
يقال إن الفقر تفشى في بلاد الجبلين وكاد أهلها أن يموتوا من الجوع ولم يجدوا ما يأكلوه، وفي هذا الوقت ذهبت سيدة إلى حاتم الطائي في جوف الليل وطلبت منه طعاما لأطفالها الذين يبكون من شدة الجوع، فلم يجد حاتم الطائي أمامه إلا فرسه فذبحه وأطعم كل الجياع في الحي بما فيهم أطفال السيدة.
حاتم الطائي وزوجاته
يقال إن لكرمه الدور الرئيسي في طلاقه من زوجته ماوية بنت حجر وذلك بسبب التبذير في أمواله على الناس بالإضافه إلى عدم ادخار المال لمستقبل عائلته، فعملت زوجته على نصحه وإرشاده إلا أنه لم يستجب لها وبقي على ما هو عليه، وبعد أن طلقها زاره خمسون رجلا يطلبون منه تقديم الطعام لهم، فعمل على إعداد وليمه خاصة بهم تحت إشرافه، فلما علمت طليقته بذلك قالت له لهذا السبب تركتك لأنك تكرم الضيف ولا تلقي بالًا لمستقبل أولادك، أما زوجته نوار عندما كانت تسأل عن زوجها فكانت تجيب: لم أر مثله في العرب إن أمره كله عجيب.