تعد الزكاة هي الركن الثاني من أركان الدين الإسلامي، فهي واحد من ضمن أركان الإسلام الخمسة الثابت وجوبها في القران الكريم والسنة النبوية وإجماع أهل العلم، والزكاة في اللغة مأخوذة من الفعل زكى أي: نما وتزايد وتعاظم، وسميت الزكاة زكاة لأنها تزيد في مال المزكي بركة وتقيه من الإفلاس والآفات التي قد تلحق بالمال أيا كان نوعه، أما الزكاة في الاصطلاح الشرعي فهي حق واجب في مال مخصوص بمقدار مخصوص في وقت مخصوص ويدفع لفئات مخصوصة، وقد حدد الشرع الحنيف في القران والسنة المفصلة لما جاء في القران حول مسألة الزكاة طبيعة المال والمقدار والوقت والفئات، وهذا المقال يسلط الضوء على كيفية إخراج زكاة الذهب.
حددت الشريعة الإسلامية طبيعة الأموال التي تجب فيها الزكاة، فليس كل ما يمتلكه المسلم من أموال على مختلف أنواعها تجب فيها الزكاة، والأموال الواجب تزكيتها: (المال النقدي – الأوراق المالية – وعروض التجارة والمعادن الثمينة – الذهب والفضة – وبهيمة الأنعام والخارج من الأرض من الكنوز والحبوب والثمار)، وقد حددت في أحكام الزكاة كيفية إخراج زكاة كل نوع ومن بينها زكاة الذهب.
نصاب الذهب
نصاب الذهب كما بينت الشريعة عشرون مثقالا، ومقدار المثقال بالجنيه المصري ما بين الأربعين إلى خمسين جنيها مصريا، بينما بالجنيه السعودي أحد عشر جنيها وثلاثة أسباع الجنيه؛ لأن الجنيه مثقالان إلا ربع، وهي تحصل من أحد عشر جنيها وثلاثة أسباع يكون الجميع عشرين مثقالا، والمعنى: أحد عشر جنيها ونصف؛ لأن الكسر اليسير يغتفر في هذا، أحد عشر جنيها ونصف هذا النصاب من الذهب بالجنيه.
أما بالجرام قد اختلف المقدرون لذلك على حسب ضبطهم للجرام، وهو أن النصاب اثنان وتسعون غراما بعدما سألنا كثيرا من أهل الخبرة عن زنة الغرام، فالجميع اثنان وتسعون، هذا هو النصاب للجرام، فإذا بلغت الحلي من الذهب هذا المقدار وجبت فيها الزكاة، سواء كانت أسورة أو قلائد أو غير ذلك مما تجمعه المرأة، فإذا بلغ الجميع إحدى عشر جنيها ونصف، اثنان وتسعين غرام وجب عليها الزكاة، في جميع ما لديها سواء كانت تلبسها أو لا تلبسها، أو تلبس بعضها وتدخر بعضها، الجميع فيه الزكاة على الصحيح من أقوال أهل العلم.
طريقة حساب زكاة الذهب
نصاب الذهب عشرون مثقالا، وهي تساوي: 85 جراما تقريبا كما هو مقرر.
ونصاب الفضة 200 درهم، وهي تساوي: 595 جراما تقريبًا كما هو مقرر.
فإذا حال الحول على مالك؛ فينظر كم يساوي سعر نصاب الذهب؟ وهو:
85 × سعر الجرام الواحد بعملة البلد = نصاب الذهب بعملة البلد.
ثم انظر كم سعر نصاب الفضة، وهو:
595 × سعر الجرام الواحد بعملة البلد = نصاب بعملة البلد.
ولو فرضنا أن سعر جرام الفضة ريال واحد، فتكون العملية هكذا:
ثم نعتمد بعد ذلك الأقل منهما؛ لأن الراجح في إخراج نصاب النقود المعاصرة أنه يخرج نصابها بناء على الأقل من نصاب الذهب والفضة؛ لأنه الأحظ لأهل الزكاة، والأبرأ للذمة.
وفي هذه الأزمنة الأقل دائما هو نصاب الفضة فيكون هو المعتمد.
فإن كان المال الذي حال عليه الحول يساوي النصاب أو أكثر، فإنه يجب عليك إخراج ربع العشر منه كما دلت على هذا النصوص والإجماع.
وطريقة إخراج ربع العشر: أن تقسم المبلغ على العدد:(40) – الذي هو ربع العشر- والناتج هو مقدار الزكاة.
الذهب الذي تلبسه المرأة
فقد اختلف أهل العلم في وجوب الزكاة على الذهب المستعمل الذي تلبسه المرأة دائما، على قولين، وجوب إخراج الزكاة، وعدم وجوبها. والأولى إخراج زكاته، لقوة أدلة القائلين به، وخروجا من الخلاف.
قول دار الإفتاء المصرية
يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنّيَّاتْ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» رواه البخاري، وعليه: فإن كان اتخاذ الزوجة المذكورة لهذا الذهب زينةً لها أو نَوَت ذلك فلا زكاة عليها فيه ولو لم تلبسه دائمًا ما دام في حدود قدرها الاجتماعي تبعًا للعرف والعادة، وإن كانت نيتها قد انصرفت عن استعماله زينةً لها وجبت فيه الزكاة منذ انصرفت نيتها عن ذلك بمقدار ربع العُشر عن كلِّ عام ادخار، والزوجة في هذه الحالة هي المسؤولة عن إخراج زكاته، ولا تعتبر عاصية لزوجها بإخراج الزكاة متى وجبت عليها؛ لأنها مكلفة شرعًا بفرائض الله، ولأن للزوجة ذمتها المالية في الإسلام.