صحة ولياقة

حساسية السمك.. متى نصاب بها وما الأنواع الأكثر تأثيرا؟

حساسية السمك هي حالة مرضية يتفاعل فيها الجهاز المناعي بشكل غير طبيعي مع بعض أنواع الأسماك مثل: التونة، والهلبوت، والسلمون. وتتأثر بها النساء أكثر من الرجال، والبالغين أكثر من الأطفال، حيث إنها تبدأ خلال مرحلة الطفولة المبكرة، ولكنها على عكس حساسية الحليب والبيض، فإنها تستمر عادةً بعد البلوغ.

وتُعتبر حساسية السمك النوع الأقل شيوعًا بين أنواع حساسية الطعام، كما أنها أكثر شيوعًا في المناطق التي تعتمد على الأسماك كجزء أساسي في نظامها الغذائي، وقد لا تكون الحساسية ناتجة فقط عن أكل السمك؛ بل أيضًا عن طريق لمسها، أو تناول المنتجات التي تحتوي على مشتقات الأسماك في تركيبها.

كيف تحدث حساسية السمك، وما أسبابها؟

تحدث الحساسية بسبب رد فعل غير طبيعي من جهاز المناعة تجاه مسببات أو محفزات الحساسية، عندما يطلق جهاز المناعة الجسم المضاد (IgE)، والذي بدوره يحفز بعض أنواع خلايا الدم كالخلايا البدينة أو الصارية (mast cells)، والخلايا القاعدية (basophilic cells) على إطلاق مادة الهيستامين في مجرى الدم، والتي تعمل على توسيع الأوعية الدموية حتى تتمكن الخلايا المناعية من الوصول إلى مكان العدوى أو الإصابة، بالإضافة إلى تحفيز إفراز المخاط من أغشية الخلايا المخاطية، وتضييق الشعب الهوائية، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أعراض غير طبيعية في الجلد، والجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي، والتي تُعرف بـ(رد الفعل التحسسي).

ومسببات الحساسية الأساسية والمسؤولة عن حساسية السمك، هي بروتينات تُسمى (parvalbumins)، ولأنها تختلف قليلًا بين أنواع الأسماك، هذا يعني أن الحساسية تجاه نوع واحد من الأسماك قد تؤدي غالبًا إلى حساسية تجاه الأنواع الأخرى، وهي حالة تُعرف بـ(فرط الحساسية).

كما أن هذه البروتينات شديدة التحمل للحرارة، ولا تتكسر بسهولة حتى بعد ساعات من الطهي، ومن الجدير بالذكر أن إصابتك بحساسية السمك لا تعني أنك عرضة للإصابة بحساسية المحار، وذلك لأن مسببات حساسية المحار تختلف تمامًا عن مسببات حساسية السمك، وهي بروتينات تُسمى تروبوميوسين (tropomyosin)، والتي توجد في القشريات والرخويات.

أنواع الأسماك المسببة لحساسية السمك

من بين أكثر من 20,000 نوع من الأسماك المعروفة، هناك أنواع يكون فيها خطر الإصابة بالحساسية مرتفعًا بشكل خاص، مثل:

الكارب، والقد، والفلاوندر، والهلبوت، والرنجة، والماكريل، وسردين البلشارد،  والسمك الأحمر، والسلمون، والسلمون المُرقط، وباس البحر، والبُلطي، والتونة، وسمك أبو سيف.

وبالإضافة إلى المواد الغذائية المحتوية على منتجات الأسماك مثل بعض أنواع الصلصة والسلطات، وجيلاتين السمك المشتق من عظام وغضاريف الأسماك، والذي يضاف إلى البيبروني، والهوت دوغ، وبعض أنواع اللحمة المصنعة، كما تستخدم أيضًا منتجات الأسماك في صناعة الأسمدة العضوية.

أعراض الإصابة بحساسية السمك

تتراوح الأعراض من خفيفة إلى حادة، وتحدث غالبًا في غضون ساعة من تناول السمك، وتشمل:

  • الشرى أو الطفح الجلدي.
  • تهيجا في الجلد مصحوبًا بحكة.
  • انسداد الأنف والعطس (التهاب الأنف التحسسي).
  • صداعا في الرأس.
  • صعوبة في التنفس.
  • عسر الهضم وآلام في المعدة.
  • التجشؤ وانتفاخ البطن.
  • الإسهال.
  • الغثيان والتقيؤ.

وقد تظهر الأعراض أيضًا نتيجة استنشاق السمك المطبوخ، أو ملامسة الأسطح أو الأواني المستخدمة في إعداد السمك، وفي بعض الحالات يحدث ما يُعرف بالتهاب الجلد التماسي، لمجرد لمس السمك أو بقاياه. 

وقد تكون الحساسية شديدة، والأعراض حادة عند بعض الأشخاص، فتؤدي إلى الحساسية المفرطة (anaphylaxis)، وتتميز بطفح جلدي واسع في جميع الجسم، وتورم في الوجه واللسان، وضيق في التنفس مع صفير، وتسارع في ضربات القلب، وهذيان، وإذا لم تُعالج على الفور وفق التدخلات الطارئة؛ فقد تؤدي إلى صدمة، أو غيبوبة، أو فشل في القلب والتنفس، وربما الوفاة.

حساسية السمك
حساسية السمك

تشخيص حساسية السمك

يتم التشخيص من خلال:

  • اختبار وخز الجلد، بحيث تُوضع كمية صغيرة على الجلد من سائل يحتوي على البروتين المسبب للحساسية والمأخوذ من السمك، ويُجرى الاختبار على الساعد أو الظهر، ثم يتم وخز الجلد للسماح للسائل بالتسرب، إذا تشكلت بقعة حمراء في غضون 15-20 دقيقة، فإن هذا يشير إلى وجود الحساسية.
  • تحليل الدم، لاختبار وجود الجسم المضاد (IgE) للبروتين المسبب للحساسية.

علاج حساسية السمك

إذا كانت أعراض الحساسية خفيفة، يمكن للمصاب علاجها باستخدام مضادات الهيستامين الفموية التي لا تستلزم وصفة طبية، لكن إن كانت الأعراض حادة وخطيرة، فلا بد من العلاج الفوري والطارئ عن طريق حقن الإبينفيرين أو الأدرينالين بوصف الطبيب.

الوقاية من حساسية السمك

إذا تم تشخيص إصابتك بحساسية السمك، فلا بد من إتخاذ إجراءات الوقاية التالية:

  • نظرًا لأن مسببات الحساسية موجودة بدرجات متفاوتة في الأنواع المختلفة من السمك، فمن الأفضل استبعاد السمك من نظامك الغذائي، وكذلك الصلصات، والتوابل، والأطعمة المصنعة والمحتوية على مشتقات الأسماك.
  • تجنب مطاعم وأسواق السمك، حتى لا تتعرض إلى الأسطح أو الحاويات، أو الأغلفة المحتوية على بقايا السمك.
  • قراءة ملصقات المنتجات الغذائية بتمعن.
  • استشارة الطبيب قبل أخذ المكملات الغذائية المشتقة من الأسماك، مثل زيت السمك أو أوميغا-3.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى