هل تشعر بصعوبة اتخاذ الخطوة الأولى وتنتظر تحركات الآخرين دوما من أجل اتباعها؟ أو تمتنع عن الكشف عن حلول الأزمات انتظارا لنطقها على ألسنة غيرك حتى وإن كانت في مخيلتك بالفعل؟ ربما تعاني إذن من افتقاد حس المبادرة الذي نوضح أهميته في شتى مجالات الحياة، وكيفية تنميته في أسرع وقت ممكن، عبر تلك السطور.
أهمية حس المبادرة
يعرف حس المبادرة بأنه قدرة الشخص على اتخاذ خطوات صعبة أو مختلفة، رغم أنها قد تكون أحيانا خارج إطار اختصاصاته، حيث يكفي أن يشعر حينها بأن هناك خطأ ما حتى يسعى دون أن يطلب منه لعلاجه، وهو ما يمكن أن يتحقق سواء في العمل أو في نطاق الأسرة أو الأصدقاء، ليمد صاحبه بالكثير من الفوائد.
تساهم روح المبادرة لدى الشخص في دعم قدراته القيادية، وهو أمر يبدو مفيدا في العمل عندما يسهل من مهمة توليه المناصب الأرفع شأنا، والتي تتطلب القدرة على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية الكاملة عنها في أغلب الأحيان، ليؤثر ذلك بالإيجاب على الوضع المادي والنفسي أيضا.
كذلك تبدو روح المبادرة شديدة الأهمية للشخص في المنزل أو بين الأصدقاء، حيث يصبح بفضلها قادرا على تولي دفة قيادة المنزل وتجنب كل العواقب بنجاح، كما تزداد لديه فرص الاستفادة من سلوكيات الأصدقاء الجيدة وتجاهل السلوكيات التي تبدو مضرة له.
كيفية تنمية روح المبادرة في الحياة
هناك الكثير من الطرق والحيل القادرة على دعم حس المبادرة لدى من يفتقدها، إلا أنها تتطلب في جميع الأحوال قيام هذا الشخص بتخيل تأثيرها على حياته، علاوة على توقع الاستفادة منها في كل لحظة، مع التذكر بأن امتلاك تلك الميزة لن يحدث بين ليلة وضحاها بل يحتاج للعمل بصفة مستمرة حتى تصبح مهارة دائمة الوجود.
تنمو روح المبادرة لدى الإنسان عندما يبدو مقتنعا بأن المشكلات هي مجرد فرص للتعلم، لذا تصبح مواجهتها أكثر سهولة دون خوف أو قلق، مع أهمية التعلم من الأشخاص المقربين والذين تظهر لديهم القدرة على المبادرة دوما، ولو عبر محاكاة ردود أفعالهم عند حدوث الأزمات.
يعتبر التدرب على أن يكون صوتك مسموعا من وسائل المساعدة على امتلاك روح المبادرة، إذ يتحقق ذلك من خلال المشاركة ولو على سبيل التطوع في عدد من النشاطات، التي يمكن خلالها اقتراح الأفكار وطرح الحلول دون الاعتماد على ابتكارات الآخرين.
حيل تنمية حس المبادرة في العمل
يبدو امتلاك حس أو روح المبادرة في العمل من أساسيات النجاح من أجل الوصول إلى أعلى المراتب، حيث يتحقق ذلك ببساطة في ظل اعتياد مواجهة الأزمات المختلفة بشجاعة قد تستحق الحسد من جانب الآخرين، إضافة إلى التحلي بقدرة فائقة حينها على دخول التحديات بروح تحمل من الجرأة الكثير.
ينصح لامتلاك حس الدعابة في العمل، بطلب المزيد من المسؤوليات دون خوف أو تردد، مع إمكانية تدريب الآخرين على ما تجيده، فقط مع الحرص على عدم التأثير بالسلب على الأداء العام في الوظيفة، لأن الأولوية دائما تعتبر لمهام العمل الأساسية.
يعتبر تولي المهام القيادية في العمل من أبرز طرق التمتع بروح المبادرة المطلوبة في مناحي الحياة المختلفة، لذا ينصح بأخذ الخطوات الصعبة دوما، والتي تشمل تنفيذ المهام التي يتجنبها أغلب الموظفين، وأخذ مكان الموظف الغائب، أو ربما عقد الصلح بين الزملاء المتنازعين، الأمر الذي يحمل الكثير من الفوائد للفرد وللمحيطين به.
في كل الأحوال، يبدو التمتع بحس المبادرة من وسائل تدعيم الثقة بالذات ومن ثم تحقيق النجاحات المتتالية، سواء حدث ذلك في العمل أو المنزل أو في شتى أمور الحياة، لذا ينصح الجميع بمحاولة اكتساب تلك الميزة متنوعة الفوائد.